تقول شركة خاصة في المملكة المتحدة أنها اختبرت بنجاح نموذجًا أوليًا لمفاعل الاندماج النووي الخاص بها في درجات حرارة أعلى من درجة حرارة الشمس، وتأمل أن تبدأ في إمداد الطاقة في عام 2030.
تقع الشركة التي تدعي (توكامك انرجي Tokamak Energy) في مقاطعة أوكسفوردشاير في المملكة المتحدة، ويعرف مفاعلها النووي باسم ST40، وهو الجهاز الثالث الذي صنعته الشركة حتى الآن.
كشفت الشركة عن أنها نجحت في الوصول لدرجة حرارة البلازما (15 مليون درجة مئوية داخل الجهاز).
وقال (جوناثان كارلينج- Jonathan Carling) الرئيس التنفيذي للشركة في تصريح له عبر البريد الإلكتروني: «نحن نخطو خطوات هامة نحو الوصول لطاقة الاندماج النووي، تحقيق ذلك بسرعة هو مشروع خاص مغامر، بهدف تحقيق شيء سيكون له فوائد عظيمة للعالم».
وأضاف: «الوصول لدرجة حرارة 15 مليون مئوية حتى الآن، هو مؤشر للتقدم في الشركة وفاعلية النهج الذي نتبعه».
وتقول الشركة التي جمعت 40 مليون دولار حتى الآن: «إن أسلوب النطاق الضيق الذي تتبعه الشركة هو مفتاح الوصول لأهدافها، إن المشروع ST40 بحجم شاحنة صغيرة مقارنة مع المفاعلات الاندماجية الكبيرة التي نراها في أماكن أخرى، والتي تتراوح أحجامها من حجم منزل إلى حجم ملعب كرة قدم».
للوصول لدرجة الحرارة المرتفعة تلك يستخدم المشروع عمليةً تعرف باسم دمج الانضغاط، هذا يحرر الطاقة كحلقات من البلازما، والتي تتصادم وتنتج بدورها حقولًا مغناطيسيةً تنجذب بعضها إلى بعض وتعرف باسم “إعادة الاتصال المغناطيسي”.
هناك تصميمان رئيسيان للمفاعلات الاندماجية، يهدف كلاهما إلى إحداث التواء للمجالات المغناطيسية وحبس البلازما فائقة الحرارة داخلها.
يقوم المفاعل النووي (توكاماك Tokamaks) بذلك عن طريق كونه على شكل كعكة محلاة أو دونات، واستعمال تيار كهربائي كبير لإحداث التواء للبلازما.
التصميم الثاني يدعى (ستيلاراتور Stellarator) وهو على شكل دونات ملتوية يستعمل لإحداث نفس التأثير.
باستعمال تصميم المدمج؛ تدعي شركة توكاماك أنها تستطيع تحقيق ضغوط أعلى للبلازما من المفاعل توكاماك التقليدي.
ويهدف المفاعل إلى التحكم في البلازما باستخدام مغناطيسات فائقة التوصيل ذات درجة حرارة عالية والبدء في إنتاج طاقة مفيدة.
تم بناء أول نموذج ST25 في عام 2013، وقاموا ببناء الثاني في عام 2015 ونأمل أن تصل درجة الحرارة لاحقًا إلى 100 مليون درجة مئوية في النموذج ST40.
في عام 2025 يأملون في تطوير جهاز للطاقة على نطاق صناعي، وفي عام 2030 يأملون في البدء في توفير الطاقة للشبكة من الاندماج.
على مدى السنوات القليلة الماضية، كان هناك عدد من الطفرات في الاندماج النووي، فرق أخرى استطاعت الحفاظ على بلازما الهيدروجين والهيليوم لفترات زمنية مختلفة.
ما زلنا بعيدين عن مفاعلات الاندماج النووي المفيدة، ولكن يبدو أننا نتخذ خطوات في الاتجاه الصحيح.
- ترجمة: يوسف مصطفى.
- تدقيق: أحلام مرشد.
- تحري: عيسى هزيم.
- المصدر