تحدث مغالطة المقامر Gambler’s fallacy -أو مغالطة مونت كارلو- بسبب المفهوم الخاطئ لفكرة الاحتمالات، إذ يبني الشخص افتراضات عشوائية لأحداث مستقبلية استنادًا إلى أحداث سابقة، ويُعَد هذا نمطًا غير عقلاني من التفكير، لأن ما وقع في الماضي لا يمت بصلة لما قد يحدث في المستقبل.
معلومات سريعة
- سُميت مغالطة مونت كارلو نسبةً إلى كازينو في لاس فيجاس حيث رُصدت الحالة سنة 1913.
- يرتكب المستثمرون مغالطة المقامر عند توقعهم ارتفاع قيمة الأسهم أو انخفاضها بعد سلسلة من جلسات التداول، إذ يتوقعون وقوع حدث معاكس لما حدث سابقًا.
مفهوم مغالطة المقامر
وقع المثال الأشهر على مغالطة المقامر في كازينو مونت كارلو في لاس فيغاس عام 1913، إذ توقفت كرة عجلة الروليت على اللون الأسود عدة مرات متتالية، ما دفع الناس إلى الاعتقاد بأن كرة عجلة الروليت ستتوقف على المربع الأحمر بعد ذلك، ولهذا راهنوا على المربع الأحمر في المرة التالية، لكن ما حدث هو أن الكرة لم تتوقف على المربع الأحمر إلا بعد 27 دورةً متتالية، ما أدى إلى خسائر تقدر بملايين الدولارات.
ترجع طريقة التفكير هذه إلى فهم غير دقيق للاحتمالات، وينطبق هذا المفهوم أيضًا على الاستثمار، إذ يبيع بعض المستثمرين الأسهم بعد ارتفاع قيمتها عقب سلسلة طويلة من جلسات التداول، وذلك لاعتقادهم أن قيمة الأسهم ستنخفض بالضرورة بعد سلسلة متتالية من المكاسب.
مثال على مغالطة المقامر
لنفترض إن لدينا عملة معدنية سقطت 10 مرات متتالية على وضع الصورة heads. إذا كنت ترجح سقوط العملة على وضع الكتابة tails في المرة التالية، فإن هذا يعد نموذجًا لمغالطة مونت كارلو.
إن احتمال سقوط العملة على وضع الصورة هو دائمًا 50%، وفي كل مرة نرمي فيها العملة يمثل هذا الوضع حدثًا مستقلًا، أي ليس للمرات السابقة أي تأثير على المرات المستقبلية. في حال عُرض على مقامر الرهان على سقوط العملة على وضع الصورة 11 مرة متتالية، سيكون خيار المقامر الحكيم هو رفض هذا الرهان، لأنه يعتقد إن احتمال سقوط العملة على وضع الصورة 11 مرة متتالية هو احتمال ضئيل جدًا.
لكن إذا عُرض على المقامر نفس الرهان بعد أن سقطت العملة في المرات العشر السابقة بالفعل على وضع الصورة، يحظى المقامر باحتمال 50% لكسب الرهان، لأن احتمال ظهور الصورة في المرة التالية ما زال 50%، وتحدث المغالطة عند الاعتقاد بأن سقوط العملة على وضع الصورة 10 مرات من قبل يضعف احتمال سقوطها على نفس الوضع في المرة التالية.
اقرأ أيضًا:
المؤشر الاقتصادي والتنبؤ باقتصاديات السوق
ترجمة: شولميث أبانوب
تدقيق: نغم رابي
مراجعة: أكرم محيي الدين