معلومات عن الزيادة في الطول بين الذكور والإناث.
نذكر جميعا كيف كنا نقف صغارا على رؤوس أصابعنا لنستطيع غسل أيدينا، بعضنا يذكر كيف كان يحمله والده أو يجلس في حضن والدته في تلك الفترة، ثم لم يعد هذا ممكنا بعد أن أصبح طوله فوق المتر، لكن متى تحدث هذه القفزة في الطول وكيف؟
يتراوح معدل طول الإنسان بين 158 سم للذكر في اندونيسيا و185 سم في جبال الألب للذكور، وبين 142 سم في غواتيمالا و171 سم في جبال الألب للنساء، بينما يكون متوسط طول الطفل حديث الولادة حوالي 50 سم فقط، ويحتفظ النيليُّون وبالذات قبائل الدِنكا في جنوب السودان بأعلى متوسط للذكور والإناث معاً: 190 سم للذكور و180 سم للإناث.
أعلى معدل نمو نلاحظه يكون أثناء مرحلة البلوغ، يرافق هذا النمو في الطول ظهور العلامات الجنسية الثانوية كشعر الذقن والعانة، زيادة طول وحجم القضيب والثديين وغيرها، وذلك موضوع منفصل سنتحدث عنه في وقت لاحق، قد يصل النمو في الطول في هذه المرحلة إلى ربع الزيادة في الطول الاجمالي من الولادة حتى اتمام البلوغ.
يبدأ البلوغ لدى الإناث قبل الذكور لذا لا بأس من أن يكون الذكر، إلى حد ما، أقصر من الإناث حوله في نفس المرحلة العمرية، وسيتم تعويض هذا لاحقا لتحقيق المعدلات السابقة.
تبدأ مرحلة البلوغ عند الإناث، في المتوسط، عند عمر الحادية عشر، وأحيانا تبدأ بين الثامنة والرابعة عشر، ويزدن بحوالي 5-7.5 سم سنويا في الطول بعد بدء دورتهن الشهرية (حوالي سنتين منذ بدء البلوغ، والذي يعرف ببداية نمو الثديين أو أحدهما حتى قبل أن يلحقه الآخر بفارق يصل بضع شهور)، حتى يصلن بعدها إلى طولهن النهائي ويتممن مع هذا بلوغهن ويستكملن معظم علامات أنوثتهن الثانوية وجهوزية أعضائهن التناسلية، ويستمر البلوغ منذ بدايته إلى نهايته 2-5 سنوات عند الفتيات.
أما الذكور فتبدأ مرحلة البلوغ لديهم في حوالي الثانية عشرة من العمر، وأحيانا تبدأ بين التاسعة والخامسة عشر، وتبدأ مرحلة البلوغ لديهم بزيادة في حجم الخصيتين وبدء ظهور الشعر عند قاعدة القضيب، يرافق البلوغ زيادة بالطول بحوالي 7-8 سم سنويا، ويستمر البلوغ 2-5 سنوات، يصلون بعدها إلى طولهم النهائي ويستكملون علامات الذكورة الثانوية.
قد يرافق هذه الزيادة في الطول آلام في الفخذين، الركبتين، أو الساق، وهي أكثر شيوعا لدى الفتيات، وقد يرافق هذا آلام في البطن أو الصداع، لكن لا دليل على وجود علاقة مباشرة بينهما، بعبارة أخرى، لا يوجد دليل على أن النمو أو الزيادة في الطول تسبب الألم، كما أن هذه الآلام لا تسبب أي مشاكل بحد ذاتها، لكنها قد تكون متعبة للطفل ووالديه إذ قد توقظه من النوم لمدة سنة أو اثنتين، ولا بأس بملاطفته للتخفيف عنه، هذه فرصة لتقوية العلاقة بين الوالدين وطفلهما.
يعتمد الطول النهائي على العديد من العوامل، وراثية وبيئية وغيرها، كالوقت الذي بدأ فيه البلوغ والفترة التي استمر بها، بعض الأمراض المزمنة أو الحادة، التغذية، والمزيد.
يمكنك أن تحصل على رقم قريب من طولك النهائي بعملية رياضية بسيطة، لكن تأكد أن هذا الرقم سيحدد طولك الوراثي، ولا يأخذ بقية العوامل في عين الاعتبار:
للفتيات: طول الأب مطروحاً منه ثلاثة عشر سم، مضافاً إليه طول الأم، ثم تقسيم الناتج على اثنين.
للفتيان: طول الأم مضافاً إليه ثلاثة عشر سم، ثم يضاف إليه طول الأم، ثم يقسم الناتج على اثنين.
مدى الخطأ في هذه العمليات الحسابية يصل إلى الخمسة سم تقريباً.
ويزداد الطول بسبب وجود أقراص غضروفية -تسمى الصفائح المشاشية- بين ساق العظم الطويل والانتفاخات -مشاشات العظام- التي تشكل المفاصل في نهاية العظام الطويلة، هذه الأقراص الغضروفية هي المسؤولة عن النمو الطولي, لكنها تتعظَّم تدريجيا وتفقد هذه الوظيفة لتصبح خطا رفيعا بالكاد يلاحظ، ويتلاشى مع التقدم في السن، ويحدث فقدان هذه الوظيفة بسبب التغييرات الهرمونية المرافقة للبلوغ، حيث تسبب زيادة هرمون الأستروجين بتفعيل آلية الموت المبرمج للخلايا الغضروفية في هذه الأقراص، مسبباً التباطؤ التدريجي في النمو ثم توقفه.
نود التنويه إلى أن الأرقام المذكورة أعلاه هي احصائيات ومعدلات، الطول ليس محصورا بين العرقين الأبيض والأسود، كما يجب أن نشير إلى أهمية مراجعة الطبيب في حال ملاحظة مشاكل في النمو بأسرع وقت لأهمية هذه النقطة: الوقت محدود، بعد انتهائه لن يمكنك فعل الكثير.
اعداد: فارس المقداد
تدقيق: بدر الفراك