بالرغم من أنّ مشروبات الطاقة تشكِّل 1% من كلِّي المشروبات غير الكحولية الموجودة في السوق، فإنّها أصبحت شائعة بشكل متزايد.
يتوفر مشروب الطاقة “Red Bull” المسيطر على الأسواق، في أكثر من 160 دولة، وبالرغم من إمكانية تطبيق بعض قيود البيع المحلية، فإنها غير محظورة في أي بلد.
المكوِّن الفعال الأكثر أهمية في مشروبات الطاقة هو الكافئين.
تحوي مشروبات الطاقة الشائعة مثل الـ”Red Bull”، كمية من الكافئين مساوية لتلك الموجودة في كوب واحد من القهوة (80mg).
وربما تحوي الأسماء التجارية الأقل شيوعًا على محتوى أعلى من الكافئين.
لا يملك الكافئين تأثيرات جانبية على البالغين الأصحاء، في حال تناولوه بحدود 400mg في اليوم.
تحرّت العديد من الدراسات التجريبية عن التأثيرات السلوكية لمشروبات الطاقة عندما تستهلك لوحدها، وأظهرت معظم الدراسات بأن استهلاكها يحسِّن بشكل عام، الوظائف الإدراكية والحركية النفسية، والقدرة على القيادة، واستهلاكها قبل التمارين الرياضية يحسّن بشكل كبير الأداء الجسدي والتحمل.
وبالرغم من أن بعض الدراسات قد سجلت تغيرات طفيفة في معدل ضربات القلب والضغط الدموي، فلم تسجل أية تأثيرات قلبية وعائية سريرية مرتبطة بها بعد الاستعمال الاعتيادي لها من قبل المتطوعين البالغين.
يستهلك معظم الناس مشروبات الطاقة فقط من وقت لآخر(أقل من 6% من طلاب الجامعات يستهلكونها يوميًا)، لمقاومة النعاس، وتحفيز التركيز والطاقة، أو فقط لأنهم يحبونها.
الأسباب وراء استهلاك مشروبات الطاقة الممزوجة بالكحول تتضمن(خلال الحفلات)، وذلك لأنها ذات مذاق جيد يخفي مذاق الكحول، أو من أجل السُكر.
الاستهلاك الكبير و غير المسؤول للمشروبات الكحولية، يملك تأثيرات ضارة على صحة الإنسان وسلوكه، لكن ينبغي أن يكون من الواضح بأنّ هذه التأثيرات تُعزى إلى الكحول وليس إلى مزجه مع مشروب الطاقة.
عند تمثيل معطياتهم، فشل العديد من مؤلفي الدراسة حول مشروبات الطاقة الممزوجة بالكحول، بالإقرار بأنّ العلاقات بين استهلاك الكحول ومشروبات الطاقة تثبت أية علاقة للسبب بالتأثير.
وعوضًا عن ذلك، فقد وصفوا الخطر الكبير للاستهلاك المشترك بـ”المشكلة المتزايدة”، أو “خطر جديد على المراهقين”، دون وضع أي دليل علمي داعم.
ومن المعلوم أنّ شركات مشروبات الطاقة غالبًا ما تسوق منتجاتها بربطها مع الرياضات العنيفة أو النشاطات الحاوية على مجازفة، فمن الواضح أن الأشخاص المنجذبون لمشروبات الطاقة هم الأشخاص ذوي النزعة الأعلى للمخاطرة.
حالياً، هناك شح في الدراسات المضبوطة نسبيًا، لوضع استنتاجات صارمة متعلقة بمشروبات الطاقة الممزوجة بالكحول.
هناك بعض الأدلة على أنّ مشروبات الطاقة تعاكس بعض، وليس كل، الجوانب المتعلقة بضعف الأداء المحرّض بالكحول.
ليس هناك دليل راسخ على أنّ مشروبات الطاقة تغير مستوى السمية المحسوس عند الأشخاص الذين يمزجوها مع الكحول.
بالرغم من وجود ارتباطات بين مستويات الكحول واستهلاك مشروبات الطاقة، فليس هناك دليل بأن مشروبات الطاقة تزيد استهلاك الكحول.
ليس هناك دليل مباشر بأنّ الاستهلاك المشترك للكحول ومشروبات الطاقة، يحرِّض بدء الاعتماد أو معاقرة الكحول والمخدرات.
الشخصية ذات المستوى العالي من النزعة للمخاطرة، هي السبب الأولي لمعاقرة الكحول والمخدرات بشكل متزايد.
والاستهلاك المشترك لمشروبات الطاقة، ربما يكون واحد فقط من تعابير نمط حياتهم وشخصيتهم.
هذه الاستنتاجات مستخلصة من الدليل المحدود المتوفر في هذا الوقت.
لذلك هناك حاجة لبحث أكبر وأفضل. فالدراسات السريرية المضبوطة نسبيًا، الاستطلاعات، والدراسات المستقبلية، مطلوبة قبل استخلاص الاستنتاجات الحتمية.
لتحديد تأثيرات مشروبات الطاقة، فإنّ الدراسة السريرية يجب أن تتضمن دورات إعطاء مشروب الطاقة أو المشروب الوهمي (بلاسيبو، لا يحوي المكونات الفعالة)، بالإضافة إلى إعطاء الكحول لوحده، وعند الإمكان تطبيق تصميم التعابر، مثل هذه التصاميم تعقيدًا لكنها أساسية للتركيز على تأثير مشروبات الطاقة على استهلاك الكحول.
إلى حين تصبح هذه المعطيات متوفرة، فالإجراءات المرتبطة بالهدف الأولي لإنقاص استهلاك الكحول والمشاكل المتعلقة به، ينبغي أن تركز على توفر واستهلاك الكحول بحد ذاته.
- ترجمة: رنيم جنيدي
- تدقيق: رؤى درخباني
- تحرير : رغدة عاصي
- المصدر