تجدد الأمل باستخدام سم الأفعى المجلجلة الجنوب أمريكية مسكنًا للآلام المزمنة، بعد ابتكار العلماء طريقة تقلل سميته وتعزز خواصه المسكنة للألم.
كروتوكسين هو سمٌّ معروف بخصائصه المسكنة للألم والمضادة للالتهاب إضافة إلى كونه يسبب الشلل العضلي، يوجد في نوع Crotalus durissus ssp. Terrificus من الأفاعي المجلجلة، لكنه شديد السمية. أظهرت دراسة جديدة أنه يمكن جعل كروتوكسين أقل خطرًا عبر تعبئته في بنية نانونية من السيليكا SBA-15.
بعد عدة فحوصات أجريت على الحيوانات، وُجد أنه يمكن للكروتوكسين الموجود داخل السيليكا أن يمنح الملايين من مرضى ألم الاعتلال العصبي الأمل في تسكين آلامهم، الذي تسبب فيه الأعصاب التالفة أو أخطاء معينة في الجهاز العصبي إحساسًا بالاحتراق أو اللسع. لا تملك مسكنات الألم الشائعة فاعلية على هذا النوع من الألم العصبي.
يقول عالم العقاقير كيزل بيكولو: «منذ عام 2011 وأنا أدرس الكروتوكسين. النتائج حول فاعليته المسكنة للألم موجبة، لكن لطالما كانت سميته الشديدة عائقًا. استعمال السيليكا كان فكرة جيدة، وهذه هي المرة الأولى التي يُجمع فيها المركبين سوية».
سيليكا SBA-15 هو مادة نانوية مثقبة porous nanomaterial originally طورت في البداية لإنتاج اللقاحات؛ إذ يمكن لهذه المادة إبطاء التفاعلات الكيميائية المحفزة بواسطة اللقاح، كي تنتج أجسامًا مضادة كافية. أما بالنسبة لاستخدامه مع كروتوكسين فإنه للحماية من السم.
بعد أن أُجريت تجارب على فئران مصابة بحالة مشابهة لألم الاعتلال العصبي، وجد أنه بعد إضافة السيليكا يمكن زيادة جرعة الكروتوكسين المستخدمة بآثار جانبية أقل.
بالإضافة إلى تجارب أخرى أظهرت أن استعمال السيليكا SBA-15 مع السم يزيد من زمن فاعلية الكروتوكسين. في إحدى تلك التجارب وجد أن جرعة واحدة كانت كافية لعكس فرط حِس الألم hyper nociception لمدة ثمان وأربعين ساعة.
بعد فحص مستقبلات الألم في الفئران، استطاع العلماء التأكد من أن إضافة سيليكا SBA-15 لم يغير من ميكانيكية عمل الكروتوكسين بتسكين الألم، لكنه منع تكسير المركب بفعل الحامض الموجود في المعدة، ما يعني إمكانية أخذ الدواء عبر الفم.
المؤشرات الأولية تبشر بالخير، لكن يضل أمامنا وقت طويل لاختراع مسكن ألم مستوحًى من الكروتوكسين لأنه لا توجد طريقة سهلة لصنعه في المختبر على الرغم من التطورات الحديثة في هذا المجال.
يقول بيكولو: «كروتوكسين يملك جزيئًا كبيرًا بهيكل معقد يصعب تصنيعه في المختبر، لذا لا يزال أمامنا وقت طويل لتصنيع الدواء على المستوى التجاري».
إن العمل على جعل هذا الدواء مناسبًا للبشر ما يزال جاريًا، طبعًا مع حفظ فاعلية الكروتوكسين العالية وأقل درجة ممكنة من السمية، وهذا التطور الأخير بلا شك خطوة مشجعة نحو الهدف.
اقرأ أيضًا:
كيف امتلكت و فقدت الأفعى المجلجلة سمومها
سلسلة السموم في حياتنا اليومية. الجزء الأول: الزرنيخ
ترجمة: غند ضرغام
تدقيق: محمد نجيب العباسي