مركز مجرة درب التبانة له رائحة التوت وطعم الرَّمّ
مركز المجرة له رائحة تشبه التوت وطعم الرَّمّ (وهو شراب كحولي مقطر يصنع من دبس السكر). على الرغم من غرابة هذا، إلا أنه قد تمّ هذا الاكتشاف عندما قام علماء فلك من معهد ماكس بلانك باستخدام التلسكوب “IRAM” في إسبانيا لدراسة “القوس ب-2 (Sagittarius B2) – سحابة غبارية قريبة من مركز المجرة. وتمّ الإعلان عنه آنذاط في مكتبة جامعة كورنيل في ولاية نيويورك (Astrophysics) – وتمّ التأكيد على هذا الاكتشاف بدراسات أخرى على سحب غبارية مشابهة.
من بين المواد الكيميائية التي وجدتها الموجات كان الإيثيل فورمات ethyl formate (C3H6O2) – النكهة المسيطر في التوت، ونكهة مهمة أيضاً في الرّمّ.
للتوضيح: “إنّ الإيثيل فورمات بالفعل يعطي نكهة التوت، لكننا نحتاج لكثير من الجزيئات الأخرى لعمل توت فضائي.” كما أخبر الدكتور (أرنود بيلوشي) من معهد ماكس بلانك صحيفة الجارديان. كذلك فإن الكثافة أقل من أن تكون مفيدة، وهناك أيضا النقص المزعج في الأوكسجين اللازم للتنفس.
علاوة على ذلك، الرائحة بالكاد تكون نقية، وجد بيلوشي اكثر من 4000 إشارة مختلفة في السحابة الغبارية، فيقول “حتى الآن حددنا 50 جزئ، اثنان منهم لم يتم رؤيتهم من قبل” ولكن منذ ذلك الحين تمّ إحراز تقدم في تحديد مصدر بعضها.
هذا الاكتشاف يذكرنا بأن كثير من المواد الكيميائية التي نعرفها في الكائنات الحية يمكن إنتاجها بطرق أخرى، من ضمن تلك الطرق تأثير الموجات الفوق بنفسجية على الجزيئات الأخرى. في حالتنا هذه الكحوليات ومن ضمنها “الإيثانول-ethanol”، موجودة بكثرة في الفضاء. على الأرض يمكن تحضير الايثيل فورمات عندما يتفاعل الإيثانول مع حمض الفورميك (حمض الفورميك هو المكون الاساسي لسم النمل).
يأمل الفلكيون مثل بيلوشي أن يجدوا أحماض أمينية، المكونة الأساسية للحياة. فبما أنّ الجلايسين “Glycine” الحمض الأميني الأبسط, ليس أكبر من الإيثيل فورمات، وهذا الاكتشاف زاد من ثقتهم. كان هنالك إدعاءات باكتشاف الجلايسين من قبل ولكنها نالت دعما قليلاً.
“الصعوبة في البحث عن جزيئات معقدة تتمثل في ان أفضل المصادر الفلكية تحتوي على العديد من الجزيئات التي تتداخل بصماتها ويصعب فصلها عن بعضها” على حد قول بيلوشي.