متلازمة النسر Eagle syndrome هي حالة تسبب الألم في الحلق والوجه ، ويحدث هذا عادةً بسبب زيادة طول الناتئ الإبري- styloid process بشكل غير عادي، وهي عظمة مدببة أسفل الأذن. الألم الناجم عن متلازمة النسر هو نوع من آلام الأعصاب، ما يعني أنه يحدث بسبب إشارات عصبية غير عادية، وليس بسبب الإصابة في المنطقة المؤلمة. عادةً ما يكون الألم نابضًا غير واضح وقد تتضمن الأعراض الشعور بوجود شيء ما عالق في الحلق، وبعض الناس يعانون أيضًا من طنين الأذن وألم الرقبة.
ووفقًا لمركز معلومات الأمراض الوراثية والنادرة (GARD)، فإن حوالي 4٪ من السكان لديهم ناتئ إبري طويل بشكل غير عادي، ومع ذلك، فإن 4-10% فقط من هؤلاء الناس -حوالي 1 من أصل 62000 شخص- يعانون من الأعراض. لاحظ GARD أيضًا أن متلازمة النسر شائعة لدى النساء أكثر من الرجال، بما يعادل 3 أضعاف عدد الرجال الذين يعانون من الأعراض. في هذه المقالة، سندرس أعراض متلازمة النسر مع الأسباب المحتملة، وننظر أيضًا في كيفية معالجتها بالجراحة أو دونها.
أعراض متلازمة النسر:
كثير من الناس لديهم ناتئ إبري طويل بشكل غير عادي ولكن لا توجد أعراض، وعندما تظهر الأعراض، فإنها غالبًا ما تتضمن:
- صعوبة البلع.
- شعور بوجود شيء عالق في الحلق.
- آلام تبدأ من الحلق إلى الأذن أو الفك.
- ألم في قاعدة اللسان.
- ألم عند البلع أو تدوير الرأس إلى جانب واحد.
- استمرار الرنين أو الطنين في الأذن.
- صداع.
- ألم كالنبض في الفك.
- يعاني بعض الأشخاص من أعراض أخرى، مثل شعور غير معتاد في الرأس أو الرقبة.
الأسباب:
يكون الناتئ الإبري الطويل هو السبب في متلازمة النسر لدى معظم الناس، وبعض الناس ينشأ لديهم ناتئ إبري طويل بعد إصابة في الحلق أو عملية جراحية، وفي حالات أخرى، هذا مجرد اختلاف تشريحي أو تغيير مرتبط بالعمر. قد يضغط الناتئ الإبري الطويل على الحلق والأعصاب القريبة أو الأوعية الدموية؛ ما يسبب الألم.
تشمل الأسباب الأخرى لمتلازمة النسر:
- استئصال اللوزتين Tonsillectomy: في بعض الأحيان يتكون لدى المريض نسيج ندبي في الحلق وما حوله بعد استئصال اللوزتين، يمكن أن يضغط هذا النسيج على الأعصاب المحيطة، ما يسبب الألم والطنين في الأذنين.
- تكلس في الرباط الإبري اللامي- stylohyoid ligament: بعض الناس تتكون لديهم رواسب كلسية على الرباط الإبري اللامي، والتي ترتبط بالناتئ الإبري، ومعظم الناس لا يعانون من أعراض، ولكن البعض قد يشعر بالألم وأحاسيس غير عادية أخرى.
العلاج:
الجراحة لتقصير الناتئ الإبري هي المعالجة الأولية لمتلازمة النسر، ويمكن إجراء الاستئصال الإبري styloid ectomy عبر الفم أو الرقبة.
تتطلب الجراحة من خلال الفم استئصال اللوزتين، وقد يكون من الأصعب على الجراح الوصول إلى الناتئ الإبري، وهناك أيضًا زيادة طفيفة باحتمال أذية الأوعية الدموية المحيطة بالمكان. توفر الجراحة من خلال الرقبة وصولًا أفضل إلى الناتئ الإبري ولكنها ستترك ندبةً، ويمكن أن تضر أيضًا بالأجزاء المحيطة من الجسم وأعصاب الوجه. يجري بعض الأطباء حاليًا الجراحة بالمنظار مستخدمين أنبوبًا مزودًا بكاميرا متصلة للوصول إلى الناتئ الإبري.
ووجدت دراسة أُجريت عام 2017، فحصت هذه العملية أن 107 من 133 شخصًا خضعوا للجراحة، اختفت لديهم الأعراض بالكامل، ويوجد 20 حالةً إضافيةً من التحسن الجزئي. كان ما مجموعه 122 شخصًا راضين عن ظهور ندبة صغيرة بعد الجراحة، وتشير هذه النتائج إلى أن هذه الجراحة قد تكون خيارًا جيدًا للحد من الأعراض.
معالجة متلازمة النسر:
لا يوجد جراحة خالية من المخاطر، وليس كل استئصال للإبري styloidectomies كذلك. قد يختار بعض الأشخاص إيجاد استراتيجيات أخرى لمعالجة أعراضهم أو الذين لم يفضلوا الجراحة.
تشمل بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد في تدبير الألم:
- مسكنات الألم، مثل الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
- حقن الستيرويدات.
- الطب البديل والتكميلي.
متلازمة النسر هي نوع من آلام الأعصاب، ما يعني أنه لا توجد إصابة في المنطقة المؤلمة، ولذلك، من غير المرجح أن يساعد التدليك والتمارين والاستراتيجيات الأخرى التي تستهدف المنطقة المؤلمة.
التشخيص:
قد يشك الطبيب بمتلازمة النسر اعتمادًا على الأعراض التي يقدمها الشخص، ومع ذلك، فمن الضروري أن يستبعد الأطباء الأسباب المحتملة الأخرى للألم في هذه المنطقة من الجسم، مثل:
- ألم الأسنان المنتشر إلى الرقبة.
- مشاكل مع الأوعية الدموية القريبة.
- التهابات الأذن.
- إصابات جسدية في الفك.
- انزلاق غضروفي herniated discs.
قد يسأل الطبيب عن الأعراض، ويأخذ تاريخًا طبيًا كاملًا، ويجري فحصًا سريريًا. يمكن أن تساعد الاستقصاءات التصويرية -مثل الاشعة السينية– الطبيب في رؤية الناتئ الإبري والبنى المحيطة به. في بعض الحالات، قد يكون الطبيب قادرًا على الشعور بالناتئ الإبري الطويل بشكل غير عادي يندفع نحو الحلق.
وجهة نظر:
- حوالي 80% من الناس الذين يسعون للحصول على علاج لمتلازمة النسر يحصلون على الراحة، بغض النظر عن العلاج الذي يتلقونه.
- بالنسبة للأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية، قد تكون التوقعات أفضل.
- وفقًا لدراسة واحدة، حوالي 95% من الأشخاص الذين تلقوا جراحةً بالمنظار لعلاج متلازمة النسر قد تحسنوا كليًا أو جزئيًا.
- بالنسبة للأشخاص الذين يختارون عدم الخضوع لعملية جراحية أو الذين لا تنفع لهم الجراحة، قد تكون متلازمة النسر حالةً مزمنةً، ولكن مع التدبير الطبي يمكن أن تتحسن الأعراض ولكن من غير المحتمل أن تختفي تمامًا.
- متلازمة النسر ليست مرضًا قد تحدث معه مضاعفات، ولن تسبب في حالات طبية أخرى. ولكن يجد بعض الناس أن الألم يزداد مع مرور الوقت، أو أنه ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.
- يؤدي العيش مع الألم المزمن إلى الاكتئاب والقلق ومشاكل العلاقات.
- الأشخاص الذين لا يحصلون على تسكين كامل للألم قد يستفيدون من مجموعات الدعم والعلاج وأشكال الدعم النفسي الأخرى.
ملخص
يمكن أن تكون متلازمة النسر مخيبةً للآمال، لدرجة يصبح من المؤلم التحدث أو تناول الطعام أو حتى تدوير الرأس.قد يشعر الشخص المصاب بهذه الحالة بالقلق من أن هناك مشكلةً خطيرةً ويؤخر العلاج الطبي بسبب الخوف. ومع ذلك، فإن متلازمة النسر قابلة للعلاج بشكل كبير، مع نتائج ممتازة لمعظم الأشخاص الذين يسعون للعلاج. يجب على أي شخص يعاني من أعراض مرتبطة بمتلازمة النسر أن يستشر طبيبًا متخصصًا في الألم، أو أن يطلب من طبيب الأسنان أو أخصائي الرعاية الأولية إحالة المريض لأخصائي بالألم.