اعتلال الغدد الصم المتعدد المعروف بمتلازمة خلل التنظيم المناعي المرتبط بالصبغي إكس، وتعرف باسم متلازمة إبكس، وهي خلل تنظيمي مناعي نادر يتظاهر بإسهال يستعصي على العلاج واعتلالات في الغدد الصم وإصابات جلدية وإنتانات.
الوبائيات
إن انتشار المتلازمة مجهول، ويبدو أن المرض لم يؤخذ على محمل الجدية، لأن الأعراض التي رُبطت به كانت أخف من الواقع.
التظاهرات السريرية
تتطور أعراض متلازمة إبكس خلال الأيام والأسابيع الأولى من الحياة، وتؤثر على الذكور بشكل خاص، وتتظاهر بثلاثة أعراض متعاقبة، وهي الاعتلال المعوي، وأمراض المناعة الذاتية (وبشكل خاص النمط الأول من داء السكري)، والاضطرابات الجلدية، ولكن هناك تنوع كبير في أعراض وشدة المرض بين المصابين.
يتجلى الاعتلال المعوي المناعي الذاتي بإسهال إفرازي مستعصٍ على العلاج مؤديًا إلى سوء امتصاص، واضطراب الكهرل وصعوبة في الشفاء، كذلك يتجلى بالإقياء أو انسداد الأمعاء، والتهاب معدة أو التهاب القولون.
يصاب المرضى أيضًا باعتلال غدد صماء مناعي ذاتي والنمط الأول من داء السكري المعتمد على الإنسولين عند الرضع وحديثي الولادة، وقصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب الالتهابات الحاصلة فيها، وفيما يتعلق بالاضطرابات الجلدية يعد الطفح الجلدي الحطاطي الشبيه بالإكزيما والصداف والتهاب الجلد التقشري أو التأتبي أكثر تلك الاضطرابات لدى مرضى المتلازمة شيوعًا.
توجد أعراض أقل شيوعًا للمتلازمة مثل الصلع وحثل الأظافر، وقد يتطوّر لدى المرضى نقص كريات بيضاء وعدلات وصفيحات وفقر دم انحلالي، وتؤدي تلك الاضطرابات إلى التهابات في الرئة والكبد والكلية والعضلات، وضخامة الطحال والعقد اللمفية، وإنتانات موضعية أو جهازية مثل العدوى بالجراثيم المسببة لذات الرئة والعنقوديات المذهبة وفطور المبيضات، التي تحدث بسبب خسارة الجلد، والحواجز المعوية وسوء التغذية والمعالجة بمثبطات المناعة، إضافةً إلى عوز المناعة الأولي.
يعد الاعتلال العصبي المحيطي والاعتلال العضلي ونقص التوتر من التظاهرات العصبية للمتلازمة.
أسباب متلازمة إبكس
تحدث متلازمة إبكس بسبب طفرات في جين 3FOXB، ويرمز هذا الجين لعامل انتساخ يتحكم بتطور ووظيفة الخلايا التائية المنظمة CD4+ وCD25+، والتي تعد الخلايا اللمفية الرئيسية المسؤولة عن التحمل الذاتي وتنظيم الاستجابة المناعية.
التشخيص
يعتمد التشخيص على الفحص السريري والتاريخ العائلي والموجودات المخبرية التي تكشف الاعتلال المعوي المناعي الذاتي (مثل أضداد خلايا البطانة المعوية وأضداد الهارمونين والفلين الذاتية)، والنمط الأول من الداء السكري (مثل أضداد الإنسولين، وأضداد الجزر البنكرياسية أو أضداد غلوتامات دي كاروبوكسيلاز)، والتهاب الدرق (مثل أضداد الثيروغلوبيولين وأضداد المكروزوم بيروكسيداز)، وقلة الكريات (مثل أضداد الصفيحات والعدلات وإيجابية اختبار كومبس)، وتبقى الاختبارات الوراثية المؤكدة للتشخيص.
التشخيص التفريقي:
يتضمن التشخيص التفريقي للمتلازمة متلازمة ويسكوت ألدريش وأومين، والحساسية تجاه العوامل الممرضة الجرثومية والفيروسية، ونقص الخلايا التائية CD25 وعوز الإنترولوكين 10 (IL10R) وSTAT5b وداء السكري الوليدي العابر والعوز المناعي المشترك الحاد أو الأشكال المتوسطة من العوز المناعي المشترك
إضافةً إلى قلة الصفيحات المرتبطة بالصبغي إكس، ونقص تنسج البنكرياس أو عدم التخلق.
التشخيص قبل الولادة:
تشخص المتلازمة في المرحلة الجنينية بواسطة عينات تؤخذ من الزغابات المشيمية، وذلك بعد تحديد جنس الجنين بتحليل النمط النووي.
ويجرى هذا الاختبار عند أطفال العائلات التي وجدت لديها طفرات في الجينات المسؤولة عن هذه المتلازمة.
الاستنصاح الوراثي
انتقال الطفرات مرتبط بالصبغي إكس، وتبلغ نسبة إصابة الذكور بالمتلازمة 50%، أما الإناث فهن حاملات للطفرات ولا يصبن بالمتلازمة وتبلغ نسبتهن 50%.
العلاج
تعد زراعة الخلايا الجذعية المولدة للدم العلاج الشافي الوحيد لمتلازمة إبكس، وتكون نسبة نجاحها عالية في المراحل المبكرة من المرض، وتتضمن التدابير العلاجية الداعمة المعالجة الأحادية بمثبطات المناعة أو مشاركتها مع القشرانيات السكرية (مثل البريدنيزون ومتيل البريدنيزولون)، ومن الأدوية الكابتة للمناعة التي تعطى السيكلوسبورين ACSA والتكاروليمس والأزاثريوبين والرابامايسين.
كذلك يستخدم الإنسولين مدى الحياة ومكملات الهرمونات الدرقية في حال قصور الغدة الدرقية.
وفيما يتعلق بالتظاهرات الجلدية فتعالج بالسيكلوسبورين A الموضعي، وتعطى المغذيات حقنًا في الحالات الشديدة من الاعتلال المعوي.
الإنذار
يموت معظم المصابين بالحالات الشديدة غير المعالجة من المتلازمة خلال سنتين، ولكن تزداد معدلات المرضى الذين ينجون في الطفولة مع العلاج المناسب بمثبطات المناعة. ومع زراعة الخلايا الجذعية يعيش المرضى حياة قريبة من الطبيعية، ويتوقف تقدم المرض عندهم، ولكن تبقى صعوبات التغذية موجودة لأشهر بعد العملية، ويكون التطور العصبي طبيعيًا لدى المرضى.
اقرأ أيضًا:
متلازمة ستروم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: هادي سلمان قاجو
تدقيق: صهيب الأغبري