يُقصد بكلمة المطر: تساقط الماء من السماء، إذ تتجمع قطرات الماء مع بعضها بعضًا في سحابة واحدة، وبعد أن تمتلئ السحابة بملايين القطرات، تتساقط هذه القطرات على الأرض. عندما تصطدم قطرة ماء صغيرة في السحابة مع أخرى كبيرة فإنها تتحد معها، ومع استمرار هذه العملية فإن قطرة الماء تصبح ثقيلةً أكثر وأكثر، إلى أن تصل إلى الثقل الذي لا يُمكّنها من الحركة في السحابة فتتساقط على الأرض بما يسمى الأمطار.
تعتمد الحياة البشرية على المطر، إذ يجعل المطرُ الحياةَ العصرية أكثر سهولةً لاعتماد الزراعة والصناعة، والطاقة الكهربائية عليه. لهذا فإن الأفراد أو الحكومات أو المؤسسات تجمعه لأغراض شخصية أو عامة.
تتجمع قطرات المطر حول جزيئات صغيرة جدًا تعرف ب (نوى التكاثف – Cloud Condensation Nuclei) والتي يرمز لها CCN. ربما تكون هذه الجزيئات جزيئات من الغبار أو الملح أو الدخان أو جزيئات من مركبات ملوثة، قد تكون ذات ألوان زاهية، كجزيئات الغبار الحمراء، أو الطحالب الخضراء، ما يعطي لونًا لقطرات المطر. ولأنها جزيئات صغيرة جدًا فإننا لانستطيع رؤية هذه الألوان إلا نادرًا.
عندما تتجمع قطرات المطر حول جزيئات من مركبات ملوثة، مثل ثاني أكسيد الكبريت أو أكسيد النيتروجين ، فإن هذا يؤدي إلى تكوين الأمطار الحمضية.
تؤذي الأمطار الحمضية الكائنات المائية والنباتات كالأسماك والضفادع والتربة. يتحرر ثاني أكسيد الكربون أو أكسيد النيتروجين، إما بشكل طبيعي، مثلًا انفجار البراكين، أو اصطناعيًا ،مثلًا الوقود الأحفوري.
تؤثر عمليات حرق الوقود الأحفوري على أوقات سقوط المطر، في المدن حيث يكثر وجود المركبات وعند سيرها طيلة أيام الأسبوع فإنها تحرر ثاني أكسيد الكربون أو أكسيد النيتروجين من الغاز الذي تبعثه هذه المركبات ما يؤدي إلى تكوين المليارات من جزيئات نوى التكاثف CCN في الغيوم. وبحلول نهاية الأسبوع ستمتلئ الغيوم بجزيئات نوى التكاثف والرطوبة، ما يرجح هطول الأمطار خلال عطلة نهاية الأسبوع أكثر من هطولها خلال الأسبوع.
طور العلماء ما يُسمى (الاستمطار) لتتجمع فيها (نوى التكاثف) والتي تؤدي إلى هطول الأمطار. من المفترض أن (الاستمطار) ستقلل من الجفاف، ولكن لا نعرف إذا استمر العمل فيها أو لا.
يعتقد أغلب الناس أن قطرات المطر تشبه الدموع، ولكنها في الواقع تشبه شرائح قطع الشكولاتة. إن أصغر قطرات المطر ، التي يصل قطرها إلى ملم واحد، تكون كروية الشكل، أما عند 2 ملم فإن هذه القطرات تبدأ بأخذ الشكل السطحي، بسبب قوة الضغط الجوي المسلَّط عليها أثناء هطولها على الأرض.
يزداد هذا التأثير عندما يبلغ قطرها 3 ملم، أما عند 4 ملم يتشوه شكل قطرات المطر ويصبح شكلها كالمظلة، وعندما يبلغ قطرها حوالي 4.5 ملم، تكون قطرات المطر كبيرة جدًا فتنقسم إلى قطرتين منفصلتين أو أكثر.
يبلغ قطر قطرات المطر 0.5 ملم (0.02 بوصة)، أما قطر رذاذ المطر، وهو قطرات ماء أصغر من قطرات المطر، فهو أصغر من 0.5 ملم. وأغلب ما يتساقط من السحب يكون مطرًا.
غالبًا ما تبدأ قطرات المطر ككتل ثلجية، ولكنها تذوب أثناء سقوطها في الجو. يتكون الثلج بنفس الطريقة التي يتكون بها المطر، ولكن في الأجواء الباردة.
تتساقط الأمطار بمعدلات مختلفة في أنحاء العالم المختلفة، ففي المناطق الصحراوية الجافة تصل معدلات الأمطار فيها أقل من سم (0.4 بوصة) للعام الواحد، بينما تصل الأمطار في الغابات الاستوائية أكثر من متر (3.2 قدم). وقد تم تسجيل الرقم القياسي العالمي لأكثر معدل للأمطار لعام واحد في تشيررابونجي، الهند، في عام 1861، إذ سقطت الأمطار بمعدل 2296 سم (905 بوصة).
أنواع أخرى من الأمطار:
أمطار الميثان
تتشكل الأمطار أيضًا على الكواكب الأخرى، فمثلًا تتشكل الأمطار على قمر كوكب زحل، قمر تيتان، ولكنها ليست قطرات ماء، وإنما الميثان. وفي عام 2009 تساقطت الكثير من الأمطار على سطح قمر تيتان، إذ تشكلت بحيرة تعرف ب (بحيرة الميثان الجديدة) والتي تبلغ مساحتها أربعة أضعاف مساحة متنزه يلوستون الوطني الواقع في الولايات المتحدة الأميركية الممتد بين الولايات (أيداهو ومونتانا ووايومنغ).
أمطار من الكائنات الحية
في بعض الأحيان لا تمطر السماء ماءً، بل كائنات حية كالأسماك الصغيرة أو الشرغوف. تحدث هذه الظاهرة بسبب الأعاصير التي تحدث فوق المحيط أو البحيرة ما قد تؤدي إلى سحب الحيوانات المائية الصغيرة معها.
وفي عام 1984، ذكرت صحف مدينة باث في إنكلترا هطول أمطار من الشرغوف. أما في عام 2009، في مدينة إيشيكاوا في اليابان، هطلت أمطار من الأسماك الصغيرة وكانت من نوع (البلم – minnows).
اقرأ أيضًا:
إذا كنت دكتاتورًا فعليك أن تقلق من شح المطر
إذا كانت الخرسانة قوية بما يكفي لتتحمل ثقل الأبنية فلماذا تتكسر بالمطرقة؟
ترجمة: إسراء حيدر هاشم
تدقيق: محمد قباني