يستخدم الأطباء العلاج الكيميائي خطًا أول للعلاج أو بالاشتراك مع علاجات أخرى، مثل الجراحة. إذا كان العلاج الكيميائي غير فعال، قد يحتاج الشخص إلى التفكير في خيارات أخرى.
تختلف الخيارات البديلة، اعتمادًا على نوع ومرحلة السرطان.
في هذا المقال، نتأمل علامات كون العلاج الكيميائي غير فعال ونستكشف بعض علاجات السرطان الأخرى المثبتة علميًا، التي قد تستخدم بوصفها علاجات متممة أو رئيسية.
علامات أن العلاج الكيميائي لا يعمل:
تشمل العلامات التي تدل على أن السرطان لا يستجيب للعلاج الكيميائي:
- نمو الورم أو عدم انكماشه
- انتشار السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم في عملية تسمى هجرة الخلايا السرطانية (النقيلة)
- عودة أعراض السرطان
- ظهور أعراض جديدة.
إذا حدثت أي من هذه المشكلات، قد ينصح الطبيب بأنواع أخرى من العلاج.
كم من الوقت يستغرق العلاج الكيميائي حتى يعمل؟
تستمر دورة العلاج الكيميائي 3-6 أشهر، مع أن هذا قد يختلف.
يعتمد التوقيت على عوامل متنوعة، تتضمن نوع ومرحلة السرطان، وصحة الشخص العامة، ونوع دواء العلاج الكيميائي الذي يستخدمه الطبيب.
يجري الأطباء اختبارات كل فترة لتقييم فعالية العلاج الكيميائي.
خيارات علاجية أخرى:
إذا أظهرت الاختبارات أن العلاج الكيميائي غير مؤثر بما يكفي، تتوفر خيارات أخرى منها:
العلاج الإشعاعي:
يشمل العلاج الإشعاعي استخدام الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية وتقليل حجم الورم. قد يكون علاجًا رئيسيًا، لكنه أيضًا يعمل جيدًا مع الأساليب الأخرى، مثل الجراحة.
يؤذي العلاج الإشعاعي الحمض النووي في الخلايا السرطانية فلا تتمكن من إصلاح نفسها. تتوقف الخلايا المتضررة عن الانقسام وتموت في النهاية، وسرعان ما يحطمها الجسم ويزيلها. يوجد نوعان من العلاج الكيميائي. الأول، العلاج بالحزم الإشعاعية الخارجية، هو علاج موضعي، ما يعني أنه يستهدف جزءًا محددًا من الجسم. يتضمن استخدام آلة ضخمة لإرسال إشعاع من اتجاهات عديدة إلى المنطقة المستهدفة.
النوع الثاني، العلاج بالحزمة الإشعاعية الداخلية، يتضمن زرع مصدر للإشعاع داخل الجسم قرب الورم. يؤثر هذا النوع في منطقة أصغر من الجسم مقارنةً بالنوع الأول. قد تكون الزرعات دائمة أو مؤقتة. تُزال الزرعات المؤقتة عادة بعد دقائق قليلة أو أيام، ويُعد الشخص نشطًا إشعاعيًا حتى إزالتها. تتوقف الزرعات الدائمة تدريجيًا عن إصدار الإشعاع مع الوقت.
فوائد العلاج الإشعاعي:
- يسبب ألمًا معتدلًا
- يتضمن عدم فقدان الشعر أو فقدانه بالحد الأدنى
- يقتل بطريقة فعالة عددًا كبيرًا من الخلايا السرطانية في الورم
- آمن نسبيًا لأنه يستهدف الورم تحديدًا
- يسبب ضررًا بالحد الأدنى للأعضاء القريبة من الورم.
لكن، من المهم الانتباه إلى أن شدة الألم تختلف بين شخص وآخر. أيضًا، يعتمد خطر أذية الأعضاء على موقع الورم.
مساوئ العلاج الإشعاعي:
- أي شخص يتلقى العلاج بالحزمة الإشعاعية الداخلية يصبح نشطًا إشعاعيًا لفترة قصيرة.
- يوجد خطر أذية الأعضاء الحيوية خاصةً إذا كانت قرب الورم
- قد لا يقتل العلاج كل الخلايا السرطانية في ورم كبير جدًا
- قد يكون مرهقًا ومستهلكًا للوقت، إذ يحتاج الشخص إلى أخذ العلاج خمسة أيام في الأسبوع لأكثر من شهرين.
- قد يكون مكلفًا، رغم أن التكلفة الدقيقة تعتمد على نوع وكمية العلاج.
- قد يصبح الجلد حول موقع الإشعاع أحمر ومتقرحًا
- قد تظهر آثار جانبية خاصة بالموقع. مثلًا، قد يسبب علاج سرطان في المريء أو السبيل الهضمي غثيانًا، مع أو دون تقيؤ.
العلاج المناعي:
لا تستجيب بعض أنواع السرطان جيدًا للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي، لذا قد يحتاج الشخص إلى تجربة العلاج المناعي.
يهدف هذا العلاج إلى مساعدة الجهاز المناعي على محاربة السرطان.
إما أن تحفز العلاجات المناعية الجهاز المناعي عمومًا أو أن تدربه على مهاجمة خلايا السرطان مباشرةً.
تتضمن الطرق الرئيسية لإعطاء العلاج المناعي:
الأضداد وحيدة النسيلة: أضداد صناعية ترتبط ببروتينات محددة على الخلايا السرطانية، واسمةً الخلايا لمساعدة الجهاز المناعي على تحديد موقعها وتدميرها.
مثبطات نقاط محددة: تحفز هذه الأدوية خلايا الجهاز المناعي التائية، التي ستتعرف على الخلايا السرطانية وتهاجمها بفعالية أكبر.
نقل الخلايا: يتضمن هذا إزالة الخلايا التائية من الورم وتعديلها في المختبر. بعد نحو 2-8 أسابيع، يعيد الأطباء الخلايا التائية إلى الجسم. الهدف هو تعزيز قدرة الخلايا التائية على تحرّي الخلايا السرطانية وتدميرها.
فوائد العلاج المناعي:
قد يعمل العلاج المناعي عندما لا تعمل العلاجات الأخرى، وقد يملك فوائد أخرى. مثلًا:
- قد يكون فعالًا ضد العديد من أنواع السرطان.
- قد يحسّن نجاح العلاجات الأخرى.
- يسبب آثارًا جانبية أقل مقارنةً بعلاجات مثل العلاج الكيميائي، الذي يستهدف كل خلايا الجسم.
- بعد أن يتعلم استهداف الخلايا السرطانية، يتذكر الجهاز المناعي استجابته إذا ظهر السرطان مجددًا.
مساوئ العلاج المناعي:
خطر فرط تحفيز الجهاز المناعي وجعله يهاجم الأعضاء السليمة.
اختلاطات لاحقة شديدة في الرئتين، والأمعاء، والكليتين، وباقي الأعضاء.
آثار جانبية، مثل:
- التعب
- السعال
- الغثيان
- فقدان الشهية
- طفح جلدي
- أعراض مشابهة للأنفلونزا.
العلاج الهرموني:
قد يعالج بعض أنواع السرطان، متضمنةً سرطان البروستات وسرطان الثدي، بالاستفادة من اعتماد المرض على الهرمونات من أجل النمو.
يعمل العلاج الهرموني بمنع الجسم من إنتاج الهرمونات، أو التداخل مع كيفية تأثير الهرمونات في الجسم.
يركز العلاج الهرموني لسرطان الثدي، أو العلاج المضاد للإستروجين، على تقليل مستويات الإستروجين. قد يتضمن هذا إجراءات جراحية، مثل استئصال المبايض، أو أدوية توقف الإشارات من الغدة النخامية، التي تحفز إنتاج الإستروجين.
يخفّض العلاج الهرموني لسرطان البروستات، أو العلاج المثبط للأندروجين، إنتاج التستوستيرون. تتضمن العلاجات إجراءات جراحية لاستئصال إحدى الخصيتين أو كلتيهما، وأدوية تمنع إنتاج التستوستيرون.
فوائد العلاج الهرموني:
قد يمنع العلاج الهرموني انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم. قد يساعد أيضًا على تقليل خطر عودة السرطان بعد الجراحة.
مساوئ العلاج الهرموني:
يعمل فقط على السرطانات التي تحتاج إلى الهرمونات كي تنمو.
قد يسبب الصداع، الهبات الساخنة، حساسية الثدي أو تضخمه، الغثيان، العنة، انخفاض الرغبة الجنسية عند الذكور.
العلاج الموجه:
يتضمن هذا استخدام الأدوية التي تستهدف الخلايا السرطانية تحديدًا لتدمرها من الداخل.
بخلاف العلاج الكيميائي، لا يؤثر العلاج الموجه في الخلايا السليمة. إنه يستهدف السرطان بواسطة التعرف على شذوذات جينية محددة في الخلايا السرطانية. يعمل العلاج الموجه بطريقة أفضل بالاشتراك مع العلاجات الأخرى.
توجد أنواع عديدة من العلاج الموجه تستخدم طرقًا مختلفة. قد تحارب هذه العلاجات السرطان بواسطة:
- حصر أو تعطيل الإشارات الكيميائية التي تحفز نمو الخلية السرطانية.
- تغيير بروتينات داخل الخلية السرطانية، مسببةً موتها.
- منع الخلايا السرطانية من تحفيز نمو أوعية دموية جديدة.
- تحريض استجابة مناعية لتدمير الخلايا السرطانية.
- إيصال المواد السامة إلى الخلايا السرطانية لقتلها دون التأثير في الخلايا الأخرى.
فوائد العلاج الموجه:
- يستهدف الخلايا السرطانية تحديدًا.
- غير سام للخلايا السليمة.
- يستخدم منظومة واسعة من الطرق، ما يساعد الأطباء على وضع خطط علاج فعالة لكل مريض.
مساوئ العلاج الموجه:
- ينجح فقط مع الأورام ذات طفرات جينية محددة.
- قد تطور الخلايا السرطانية مقاومة تجاهه.
- تشمل الآثار الجانبية الإسهال، وطفح جلدي، ومشكلات في تخثر الدم، وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات الكبد، مثل التهاب الكبد.
التحدث مع الطبيب:
يجب على أي شخص قلق من فشل العلاج الكيميائي أن يناقش مخاوفه مع طبيب الأورام.
تشمل نقاط المناقشة:
- مدى فعالية خط العلاج الأول ومدة استمراره في العمل.
- الوضع الحالي للسرطان.
- كيف قد يؤثر علاج جديد في إنذار المرض عمومًا.
- انتشار السرطان.
- معدلات نجاح أي أدوية بديلة.
- الآثار الجانبية المحتملة للخيارات العلاجية الأخرى.
هل يمكن وقف العلاج؟
قد يرغب الشخص بوقف العلاج الكيميائي مؤقتًا أو كليًا، بسبب الآثار الجانبية أو لأنه غير فعال. تجب استشارة الطبيب أولًا، الذي سيقرر الخطوات التالية المحتملة ويساعد الشخص على اتخاذ القرار الصائب.
الخيارات الأخرى:
إذا لم يستجب السرطان لأي من العلاجات السابقة، فإن الرعاية المساعدة ما تزال خيارًا، قد تُعطى مع العلاجات الأخرى أو وحدها. بهدف تحسين نوعية الحياة، وتشمل:
- تخفيف الألم
- المساعدة في الأنشطة اليومية
- الاستشارة وأشكال دعم الصحة العقلية الأخرى.
أيضًا، إذا لم يعد العلاج فعالًا أو لدى الشخص سرطان في مرحلة متقدمة، فقد يستفيد من رعاية خاصة لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي يقدمها فريق من الرعاية الصحية.
اقرأ أيضًا:
العلاج الكيميائي: تعريفه وآلية عمله وتأثيراته الجانبية
كيف تتعامل مع تساقط الشعر بسبب العلاج الكيميائي؟
ترجمة: أيهم عبد الحسين صالح
تدقيق: أكرم محيي الدين