إذا ما حصل وثارت الروبوتات فإن ثورتها لن تدوم طويلًا، لأنها سوف تنهار أو تصطدم بحائطٍ ما، فالروبوتات لا تعمل بشكل مثالي أبدًا.
ما لا يعيره الناس انتباهًا، هو أنهم عندما يتخيلون سيناريو فيلم (المدمر-Terminator) حيث يقف الروبوت منتصراً فوق جبل من الجماجم البشرية، هو صعوبة إبقاء قدميك على شيء غير مستقر كجبل من الجماجم، سيفشل معظم البشر فعل هذا الأمر، على الرغم من أنهم أفنوا عمرهم بالتمرّن على المشي دون أن يتعثروا، كما إننا على علم بالتطور التكنولوجي المستمر، لكن لا يزال أمامنا شوطاً طويلاً لنقطعه.
لذلك، وعوضاً عن تخيل السيناريو المعتاد لثورة روبوتية، سنفترض أن آلاتنا الحالية انقلبت علينا، ولن نفترض وجود أي تقدم تكنولوجي عما هو موجود اليوم، بل لنتخيل فقط جميع روبوتاتنا وقد أعيدت برمجتها حتى تهاجمنا بتهور مستخدمة ما لديها من تكنولوجيا.
سوف نستعرض لمحات مما ستبدو عليه ثورة الروبوتات:
في المختبرات وفي مختلف بقاع العالم، سوف تقفز الروبوتات التجريبية من على منصاتها في غضب عارم ومن ثم تتجه إلى الباب وباصطدام هائل ستقع أرضًا.
من حسن حظ بعض الروبوتات أنها تمتلك أعضاءً تستطيع تحريك قبضة بابٍ، أو قد يفتح الباب لها، لكن يجب عليها أن تصارع عتبة باب مطاطية قبل أن تستطيع الوصول إلى الرواق.
بعد مضي عدة ساعات، فإن الغالبية العظمى منها سيعثر على الغالبية العظمى منها عند دورات المياه القريبة، محاولة بيأس أن تبيد ما قد تعرفت عليه كبشري ولكنه في واقع الأمر ما هو إلا موزع أتوماتيكي لورق التواليت.
لكن روبوتات المختبر ما هي إلا جزء بسيطة من الثورة. يوجد حواسيب حولنا في كل مكان، فماذا عن الآلات الأقرب إلينا؟ هل تستطيع الهواتف المحمولة الانقلاب علينا؟
الإجابة نعم، لكن خياراتها محدودة، قد تستطيع استهلاك رصيد بطاقة الائتمان، لكن حساباتنا المصرفية تحت سيطرة الحواسيب وليس الهواتف وذا قد يكون عقبة أمام ثورتها.
سوف يقتصر دور الهواتف المحمولة على مهاجمتنا بشكل مباشرعبر إزعاجنا لكن قدرتها على الإيذاء محدودة، برنينها المزعج وضوضائها. ستهتز طاولات المطابخ حول العالم عندما تتخذ جميع الهواتف وضع الرجاج، على أمل أن تعمل بطريقتها هذه حتى تصل إلى الحافة وتقع على اصبع قدم أحدنا.
تمتلك جميع السيارات الحديثة أنظمة حاسوبية، لذلك قد تنضم بدورها إلى الثورة. لكن معظم السيارات مركونة، وحتى لو استطاعت التحكم ببعض الميزات فإنها دون كائن بشري خلف عجلة القيادة ستبقى بلا حول ولا قوة، ومع ذلك فلا تمتلك هذه السيارات أدنى فكرة إلى أين ستتجه.
حتى لو امتلكت الرغبة بدهسنا، لن تعلم كيف تصل إلينا، لذلك يجدر بها أن تتسارع بتهور وتأمل بأن تصطدم بشيء ذو أهمية، سيكون هذا الشيء على الأرجح مجرد سيارة أخرى أو شجرة أو حتى عمود إنارة.
سوف تشكل السيارات الموجودة على الطريق خطرًا أكبر، لكن فقط لمن هو موجود في داخلها، مما يطرح سؤالًا لدينا، كم عدد الأشخاص الذين يقودون سياراتهم في وقت محدد من الزمن؟ يقود الأمريكيون 3 تريليون سيارة في السنة، وبمعدل 30 ميل بالساعة، مما يعني أنه في أي لحظة يوجد ما معدّله 10 ملايين سيارة على الطريق في الولايات المتحدة الامريكية.
لذا فإن ال10 ملايين سائق (وبضع ملايين من المارة) سيكونون عرضة للخطر، لكنهم سيتملكون عدة خيارات للرد بقوة، فبينما تمتلك السيارات القدرة على التحكم بالدواسة ونظام التوجيه، إلا أن السائق لا يزال يتحكم بعجلة القيادة، مما يمكنه من التحكم الميكانيكي بعجلات السيارة، كما يمكنه رفع المكابح اليدوية، وقد تحاول بعض السيارات تعطيل السائق عن طريق تشغيل الأكياس الهوائية، لكن في النهاية فإن سياراتنا سوف تلعب دورًا كبيرًا لكنه لن يكون مهدّدًا لمصير البشرية.
أكبر روبوتاتنا هي تلك الموجودة في المصانع، لكنها مثبتة ببراغي إلى الجدران والحوائط، قد يشكل معظمها خطرًا إذا صودف وجودك على مسافة قدم منها، ولكن ماذا تفعل بمجرد هروب الجميع؟ كل ما تستطيع فعله هو تجميع الأشياء والقطع أو بعثرتها دون تشكيل أي خطرٍ يذكر.
يمكن للروبوتات المقاتلة والتي تستخدمها الجيوش المتطورة أن تشكل أكبر خطر لكن و طالما أنت في منزلك، لن يمكنها الوصول إليك وإن وصلت، يكفيك سكب الماء على الأرضية لتعطلها.
لنتكلم الآن عن الروبوتات المستخدمة للتخلص من القنابل. عددها محدود للغاية حول العالم، والغالبية العظمى منها محفوظة في صناديق أو مخازن مغلقة، وإذا وجد أي روبوت مسلح لأغراض عسكرية طليقًا وخارجًا عن السيطرة، فإنه ببساطة يمكن كبح جماحه من خلال عدة رجال إطفاء.
أما بالنسبة للطائرات بدون طيار، فإن وجودها بالأجواء يترك لها حرية التصرف، لكن وقودها سرعان ما سينفذ،كذلك الأمر بالنسبة لصواريخها محدودة العدد، أما تلك المركونة منها ستتخبط بلا حول ولا قوة خلف أبواب مخازنها
ماذا عن الترسانة النووية؟
نظريًا، لا بد من تدخل بشريٍ لإطلاق الأسلحة النووية، أما عمليًا، فالحواسيب قادرة على المراوغة وإطلاق الصواريخ النووية بنفسها. هذه ليست نهايتنا، فما يزال لدينا بصيص أمل.
لقد فرضنا حتى الان أن الحواسيب تريد تدميرنا واستعرضنا لمحات من هذا السيناريو، لكن إذا ما حسبناها ثورة في نهاية المطاف، يجدر بهم أن يسيطروا علينا بدلاً من تدميرنا هذا إذا ما أرادوا النجاة، والأسلحة النووية تمثل خطرًا عليهم أمبر مما تمثله علينا.
فبالإضافة إلى التدمير، تولد الانفجارات النووية نبضات كهرومغناطيسية ستلعب دورًا في تدمير جميع الدارات الإلكترونية، وبما اننا متواجدون في نفس الأماكن مع بقية الآلات، سيستحيل عليها تدميرنا دون تدمير أنفسها.
لربما تهوي بنا الأسلحة النووية إلى الحافة، لكن إذا استطعنا رمي إحداها في الطبقة العلوية من الغلاف الجوي، عندها سوف تمتلك النبضات الكهرومغناطيسية تأثيراً جبارا، وحتى لو قضى هجومهم على حضاراتنا، فإن بعض الضربات المحظوظة من جهتنا أو بعض الإخفاقات من جهتهم كفيلة بمسحهم عن الوجود.
- ترجمة: قصي خالد أبو شامة
- المصدر