الجراحة الترميميّة هي الفرعُ من الجراحة المتخصِّصُ في إصلاح وإعادة بناء الأنسجة المفقودة أو التالفة الناتجة عادةً عن الجراحة أو المرض أو الإصابة أو العيوب الخَلقيّة.
إنَّ الهدف الرئيسيَّ من الجراحة الترميميّة هو استعادة وظيفة الأنسجة والجلد وإعادتها الى وضعها الطبيعيّ قدرَ الإمكان. كما أنّ تحسينَ مظهر أجزاء الجسم هو هدفٌ مهمٌّ، ولكنْ يُعتبرُ ثانويًّا.
تختلف الجراحة الترميميّة عن الجراحة التجميليّة، وهي عمليّة جراحيّة تُنفَّذ فقط لتغيير مظهر شخصٍ سليمٍ لتحقيق رغبته بالظهور بالشكل الذي يراه مناسبًا.
وطبعًا يُوجدُ فروقاتٌ أخرى بين هاتين الجراحتين.
متى تُستعمل الجراحة الترميميّة؟
تُستخدمُ هذه الجراحة عادةً لإصلاح:
- التشوُّهات الموجودة منذ الولادة، مثل الشفة المشقوقة، والحنك المشقوق، والأصابع المتشابكة، والوحمات.
- المناطق المتضرِّرة نتيجة إزالة الأنسجة السرطانيّة، مثل الوجه أو الثدي.
- الحروق الشديدة أو الإصابات الخطيرة الأخرى، مثل الإصابات الناتجة عن حوادث السير. يمكن أن تساعدَ الجراحةُ الترميميّةُ الشخصَ على استعادة ثقته بنفسه بعد الجراحة.
توافرُ الجراحة الترميميّة:
تُجرى الجراحةُ الترميميّة لأهدافٍ تقويميّةٍ عادةً مجانًا على حساب هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) (للمواطنين في المملكة المتّحدة). ومع ذلك، يمكن أن تختلفَ تكاليفُ الجراحة في أنحاء البلاد، وتُحدَّدُها غالبًا مجموعات تقدير التكاليف السريريّة المحليّة ((CCGs.
ويُجريها جرَّاحو الترميم المدرَّبون والمنتمون إلى جمعياتٍ مهنيّة، مثل الجمعية البريطانية لجرَّاحي الترميم والتجميل ((BAPRAS.
تتمُّ إحالةُ معظم الناس إلى جرَّاحي الترميم في هيئة الخدمات الصحية الوطنية من قبل الطبيب العام أو الاستشاريِّ المختصِّ الذي كشف عن حالتهم.
إنَّ الجراحةَ الترميميّةَ متاحةٌ أيضًا بشكلٍ خاصٍّ، ولكن يمكن أن تكونَ مكلفةً للغاية.
وتبقى فكرةً جيّدةً أن تتحدَّثَ أولًا إلى طبيبك العام أو الأخصائيّ المسؤول عنك إذا كنت تفكِّر بالعلاج الخاصّ، حتّى لو لم تكنِ الإحالةَ مطلوبة.
تقنيّات الجراحة الترميميّة:
تستخدم هذه الجراحة مجموعةً واسعةً من التقنيّات التقويميّة، ولكنَّ أهمَّها:
- الطعوم الجلديّة: حيث تُزالُ أجزاءٌ من الجلد السليم من منطقةٍ غير متأثّرةٍ من الجسم وتُستخدم لتحلَّ محلَّ الجلد الضائع أو التالف.
- جراحة الشرائح الجلديّة: حيث تُنقلُ قطعةٌ نسيجيةٌ من جزءٍ من الجسم إلى آخرَ، جنبًا إلى جنبٍ مع الأوعية الدمويّة التي تبقيها على قيد الحياة، وتُدعى بجراحة الشرائح الجلديّة لأنَّ النسيج السليم يبقى مرتبطًا جزئيًّا عادةً مع الجسم أثناء نقله.
- توسيع الأنسجة – يتمُّ تمديد الأنسجة المحيطة لتحفيز الجسم على إنتاج جلدٍ إضافيٍّ، والذي يمكن استخدامه بعد ذلك للمساعدة في إعادة بناء المنطقة المجاورة.
وبالإضافة إلى هذه التقنيّات الرئيسيّة، يستخدم جرَّاحو الترميم مجموعةً واسعةً من الطرائق الأخرى، مثل نقل الدهون أو التطعيم (حيث تُزال الدهون من منطقةٍ وتُدخَلُ في منطقةٍ أخرى، لتصحيح التفاوت في الحجم)، وإغلاق الفراغات (حيث يُطبَّقُ الشَّفطُ على الجرح من خلال قطعةٍ معقَّمةٍ من الرغوة لاستخلاص السوائل وتحفيز الشفاء)، ومُستحضرات أو كريمات التمويه، والأجهزة البديلة كالأطراف الاصطناعيّة.
مخاطر الجراحة الترميميّة:
كما هو الحال في أيِّ نوعٍ من الجراحة، هناك مخاطرُ واختلاطاتٌ مرتبطةٌ بالجراحة الترميميّة.
وتعتمدُ درجةُ الخطر على عدّة عوامل، تشملُ ما إذا كانتِ الجراحة في منطقة صغيرةٍ أو كبيرةٍ من الأنسجة، والحالةَ العامةَ للشخص الخاضع للجراحة.
تحمل بعض أنواع هذه الجراحة مخاطرَ محدَّدةً، ولكنَّ المخاطرَ العامة لها تشمل:
- الألم وعدم الراحة.
- العدوى.
- التندُّب.
- فشل إصلاح الجلد، بسبب انقطاع الإمداد الدمويّ.
- ترجمة: حسن كوسا
- تدقيق: اسماعيل اليازجي
- المصدر