الجراحة هي خرق لحواجز الجسم المناعية الطبيعية وتجعل المريض عرضة لـ«إنتانات – Sepsis» عديدة قد تكون بسيطة أحيانًا ومهددة للحياة أحيانًا أخرى، ولذلك، يتطلب هذا الموضوع اهتمام خاصًا.
من الأعراض التي قد تُشير لإنتان ما حول العمل الجراحي الحرارة والوذمة والاحمرار ، ومن الهام تحديد وقت حدوث ارتفاع الحرارة لأنَّ ذلك يُقدِّم معلومات قيِّمة للتشخيص :
• ارتفاع الحرارة أثناء الجراحة :
قد تُشير لإنتان موجود سابقًا أو فقر دم أو فرط حرارة خبيث ناتج عن أدوية التخدير.
• ارتفاع الحرارة خلال أول 24 ساعة بعد الجراحة:
تنتج غالباً عن إنتان الشق الجراحي ومن أهم الجراثيم المسؤولة عن ذلك العنقوديات الذهبية.
• ارتفاع الحرارة بعد 72 ساعة من العمل الجراحي:
العديد من الأسباب قد تكون مسؤولة عن ذلك ومنها إنتان الشق الجراحي، إنتانات السبيل البولي، ذات الرئة، التهاب الوريد الخثري، الخراجات داخل البطن…
يبدأ التشخيص بالقصة السريرية المُفصَّلة والفحص السريري الدقيق وبعض التحاليل المخبرية ومنها زرع البول والدم واستقصاءات شعاعية منها صورة الصدر وبعد تحديد مكان وسبب الإنتان يبدأ العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة وقد نحتاج أحيانًا لتفجير الخراجات إن وجدت.
أهم الإنتانات التي تحدث ما حول العمل الجراحي:
إنتان الشق الجراحي:
يتم تشخيصه بوجود احمرار وتوذم وحرارة موضعية مكان الشق الجراحي مع خروج مفرزات قيحية من الجرح، يتضمن العلاج فتح الجرح وتنظيفه مع إعطاء مضادات حيوية وريدية أو فموية بحسب شدة الإنتان.
الإنتانات التنفسية:
تحدث هنا حمى وعرواءات وسعال مُنتج لقشع قيحي كريه الرائحة، ويتم التشخيص اعتمادًا على الأعراض السريرية مع صورة صدر ويكون العلاج هنا بمضادات حيوية مناسبة.
الإنتانات البولية:
الأعراض البولية التخريشية كالإلحاح البولي والحرقة وصعوبة التبول تُشير لإنتان بولي ومن أهم العوامل المؤهبة لذلك تركيب قسطرة بولية للمريض أثناء أو بعد الجراحة، قد تكون الإنتان البولية بسيطة لاتحتاج لعلاج وقد تتطور لالتهاب حويضة وكلية يحتاج لعلاج مكثَّف بالمضادات الحيوية.
الإنتانات المرتبطة بالأجهزة الصنعية:
الأجهزة الصنعية كالقساطر البولية والوريدية والمفجرات الجراحية والدسامات القلبية الصنعية قد تؤهِّب لحدوث إنتانات خطيرة وفي حال حدث ذلك يجب إزالة الجسم الأجنبي فوراً مع علاج بالمضادات الحيوية المناسبة.
بعض الصور التوضيحية لبعض الحالات :
- إعداد: د . محمد الأبرص
- تدقيق: المهدي الماكي
- تحرير: عيسى هزيم
- المصدر