تُعد مضادات الحموضة من الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية عند شرائها، وهي تساعد على تخفيف حرقة المعدة وعسر الهضم بمعادلة حمض المعدة. حرقة المعدة هي ألم حارق يظهر في منتصف الصدر، وأحيانًا في الحلق، وهي من الأعراض الشائعة لعسر الهضم، الذي قد يسبب ألمًا وانتفاخًا في المعدة. سنلقي نظرة في هذه المقالة على أنواع مضادّات الحموضة المختلفة وآلية عملها وتأثيراتها الجانبية، إضافةً إلى الأطعمة التي يجب تجنبها لتقليل الأعراض.
أنواع مضادات الحموضة
يُمكن شراء مضادات الحموضة على شكل أقراص أو أشربة أو أقراص للمضغ، هذه أمثلة لبعض مضادات الحموضة التي لا تتطلب وصفة طبية:
- ألكا-سيلتزر (بيكربونات الصوديوم).
- غافيسكون (ثلاثي سيليكات المغنيزيوم).
- ميلانتا.
- روليدز.
- تومز (كربونات الكالسيوم).
حديثًا، سحبت إدارة الغذاء والدواء منتجات الرانيتيدين من الأسواق بسبب مادة ملوِّثة تُدعى ثنائي ميثيل نتروزامين التي قد تسبب السرطان. تختلف مضادات الحموضة عن الأدوية التي قد يصفها الأطباء لأعراض الحموضة الزائدة، التي تشمل مثبطات مضخة البروتون وحاصرات الهيستامين 2.
مضادّات الحموضة للحمل
تُعد حرقة المعدة شائعة خلال الحمل، خاصةً عندما يضغط الرحم على المعدة، ما قد يدفع حمض المعدة إلى المريء، فيُسبب أعراض حرقة المعدة. ينبغي للحوامل تناول مضادّات الحموضة بحذر، وتجنب تناول المستحضرات المحتوية على بيكربونات الصوديوم لأنها قد تؤثر في الجنين، وكذلك مضادّات الحموضة المحتوية على الأسبرين، أما المنتجات المحتوية على كربونات الكالسيوم، فهي آمنة. عمومًا تجب استشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من هذه الأدوية.
مضادات الحموضة للأطفال
قد يكون ارتجاع المريء عند الأطفال سببًا في تأخر النمو والسمنة، لذلك يحتاج الأطفال الذين يعانون أعراض ارتجاع المريء إلى مراجعة الطبيب للتشخيص المبكر.
تشمل مضادّات الحموضة المناسبة للأطفال التي لا تتطلب وصفة طبية ألكا-سيلتزر ومالوكس وروليدز.
كيف تعمل مضادات الحموضة؟
تحتوي مضادات الحموضة مزيجًا من أملاح الكالسيوم والمغنيزيوم والألمنيوم. تعمل هذه المواد على معادلة حمض المعدة، إضافةً إلى تثبيط إنزيم الببسين، الذي يلعب دورًا في هضم البروتين، ويعمل مع حمض الهيدروكلوريك على تأمين البيئة الحمضية اللازمة لهضم الطعام.
تحتوي بعض مضادّات الحموضة على عامل رغوي يُسمى الألجينات، وهو يطفو على سطح محتويات المعدة ويمنع وصول الحمض إلى المريء.
الآثار الجانبية لمضادات الحموضة
قد يعاني البعض آثارًا جانبية عند تناول مضادات الحموضة، حسب مكوناتها. يمكن تقليل هذه الآثار أو التخلص منها باستبدال المنتج.
تشمل الآثار الجانبية المرتبطة ببعض مضادات الحموضة:
- إسهال، عند تناول مضادّات الحموضة المحتوية على المغنيزيوم.
- إمساك، عند تناول مضادات الحموضة المحتوية على الكالسيوم أو الألومنيوم.
- تثبط تمعدن العظام، عند تناول كميات كبيرة من مضادّات الحموضة المحتوية على الألومنيوم.
- احتباس السوائل أو القُلاء، عند تناول مضادّات الحموضة المحتوية على بيكربونات الصوديوم.
أصدرت إدارة الغذاء والدواء تحذيرًا سنة 2016 بشأن المخاطر المرتبطة بمضادات الحموضة المحتوية على الأسبرين مثل حدوث نزف شديد، خاصةً للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم ستين عامًا أو أكثر، أو من لديهم إصابات سابقة بقرحة المعدة أو مشكلات نزفية.
متى يجب تناولها؟
قد يتناول الناس مضادات الحموضة لتخفيف حرقة المعدة أو عسر الهضم لديهم، لكن إذا كانت الحاجة إلى هذه الأدوية يومية، عندها تجب مراجعة الطبيب، لاحتمالية وجود حالة صحية كامنة مثل الارتجاع المعدي المريئي.
يجب أن يقرأ المريض التعليمات قبل تناول مضادّات الحموضة بسبب اختلاف المواد الفعالة الموجودة في كل منتج.
ذكرت مقالة إمكانية تناول مضادّات الحموضة المحتوية على كربونات الكالسيوم عند الضرورة لتخفيف الأعراض، أما مضادات الحموضة المحتوية على هيدروكسيد الألمنيوم فتُستخدم بعد الوجبات وقبل النوم.
الأطعمة التي يجب تجنبها
قد يُسبب الوزن الزائد وتناول الطعام في وقت متأخر من الليل تفاقم أعراض ارتجاع المريء، لذلك من الجيد تجنب بعض الأطعمة مثل:
- الأطعمة المقلية والدسمة.
- الأطعمة الحمضية، مثل الليمون والطماطم.
- الشوكولاتة.
- الكحول.
- النعنع الفلفلي.
التداخلات الدوائية
قد تؤثر مضادات الحموضة في امتصاص الأدوية الأخرى، ويمكن حل هذه المشكلة بتناول مضادات الحموضة في وقت مختلف عن الأدوية الأخرى، ولكن تُفضل مراجعة الصيدلاني أو الطبيب.
تجب مراجعة الطبيب قبل تناول مضادات الحموضة، خاصةً في هذه الحالات:
- ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى والقلب.
- تناول نظام غذائي منخفض الصوديوم.
- تناول أدوية أخرى يوميًا.
- تناول الكالسيوم.
- وجود حصوات في الكلى.
إضافةً إلى ذلك، قد تشكل مضادات الحموضة المحتوية على الأسبرين خطرًا على الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التالية:
- مميعات الدم مثل وارفارين.
- الستيرويدات.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل إيبوبروفين ونابروكسين.
متى تجب مراجعة الطبيب؟
قد تشير الأعراض المستمرة لزيادة حمض المعدة إلى حالة أخطر قد تتفاقم إن لم تُعالج. تنصح الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي متناولي مضادات الحموضة التي لا تتطلب وصفة طبية بمراجعة الطبيب أسبوعيًا.
عند الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي، يؤدي ضعف العضلة العاصرة المريئية إلى وصول حمض المعدة إلى المريء، وتشمل أعراضه:
- حرقة في المعدة.
- غثيان.
- رائحة الفم الكريهة
- طعم حامض في الحلق.
- ألم أو حرقة في الصدر أو المعدة.
- صعوبة في البلع.
- التقيؤ.
- أضرار بالأسنان.
- مشكلات في الجهاز التنفسي.
غالبًا ما يصف الأطباء مثبطات مضخة البروتون لمعالجة ارتجاع المريء، ما قد يؤدي أحيانًا إلى حالات أخطر مثل السرطان، ويجب إخبار الطبيب حال كان أحد أفراد العائلة مصابًا بسرطان المريء أو سرطان المعدة أو مريء باريت، أو إن كان يعاني ارتجاع الحمض فترةً طويلة.
تجب مراجعة الطبيب على الفور في هذه الحالات:
- التقيؤ بشدة أو بكمية كبيرة.
- أن يكون لون القيء أخضر أو أصفر أو دموي أو يشبه القهوة.
- وجود مشكلات في التنفس أو البلع.
- وجود ألم في الفم أو الحلق عند تناول الطعام.
ملخص
تحدث حرقة المعدة عندما يتدفق حمض المعدة إلى المريء ويسبب ألمًا ينتقل من المعدة إلى الصدر.
يمكن تناول مضادات الحموضة التي لا تتطلب وصفة طبية عند وجود أعراض حرقة المعدة أو عسر الهضم. تختلف المواد الفعالة باختلاف الأنواع التجارية، إضافةً إلى اختلاف الآثار الجانبية.
تجب مراجعة الطبيب عند الحاجة إلى مضادات الحموضة تكرارًا لأن ذلك يعني وجود حالة صحية كامنة.
قد يُساعد تجنب أطعمة مُعينة والحفاظ على وزن معتدل على تخفيف أعراض ارتجاع الحمض، وعلى الأشخاص الذين يتناولون أدوية أخرى أو لديهم حالة صحية أخرى توخي الحذر عند تناول مضادّات الحموضة التي لا تتطلب وصفة طبية، واستشارة الطبيب أو الصيدلاني أولًا.
أيضًا يجب على الحوامل تناول مضادّات الحموضة بحذر، وعلى الآباء الحرص على اختيار مضادات الحموضة المناسبة لأطفالهم.
اقرأ أيضًا:
10 طرق لتخفيف آثار قرحة المعدة في المنزل
الحمية الملائمة لمرضى القرحة المعدية
ترجمة: آية وقاف
تدقيق: مازن النفوري
مراجعة: أكرم محيي الدين
