يمكن للعديد من العوامل الوراثية والبيئية أن تؤثر على الخصوبة عند كل من الرجال و النساء. ومع ذلك، من الممكن زيادة فرص نجاح الحمل باستخدام الطرق الطبيعية. سنناقش في هذا المقال الطرق الطبيعية المدعومة بالأدلة لزيادة الخُصوبة لدى كل من الرجال والنساء. عند النساء، يمكن للحد من التوتر وممارسة الرياضة في كثير من الأحيان أن تعزز من الخُصوبة. أما عند الرجال، فتشمل إجراءات تحسين الخصوبة الحد من تناول الكحول والإقلاع عن التدخين. هناك أيضًا العديد من علاجات الخصوبة المتاحة لكل من الرجال والنساء.
طرق تحسين الخصوبة عند النساء:
هناك العديد من الأشياء التي يمكن للمرأة القيام بها لزيادة فرصة الحمل. انظر إلى بعض هذه الأساليب. منها الحد من التوتر، إذ يمكن أن يساعد اتخاذ خطوات لمعالجة الإجهاد والتوتر بتعزيز الخصوبة بشكل طبيعي، فالإجهاد يمكن أن يقلل من الخصوبة عند النساء.
لقد أظهرت دراسة أُجريت في عام 2011 أن النساء ذوات المستويات العالية من الألفا أميلاز -ألفا أميلاز (Alpha-amylase) هو واسم بيولوجي للإجهاد والذي يمكن للعلماء قياسه في عينات اللعاب- قد يكون لديهن فرص أقل في الحمل بشكل طبيعي.
يمكن للمشاركة في أنشطة تحد من الإجهاد أن تزيد معدل الخصوبة عند النساء. على سبيل المثال، النساء اللواتي يتلقين الدعم والاستشارة الطبية للاكتئاب والقلق لديهن فرصة أكبر للحمل من اللواتي لا يفعلن ذلك.
الإقلاع عن التدخين يلعب دورًا هامًا، إذ يمكن أن يُحدِث التدخين خللًا في مستوى الهرمونات مُسببًا انقطاع الطمث في سن مبكرة. أظهرت مراجعة منهجية من 11 دراسةً أن التدخين له علاقة كبيرة بانقطاع الطمث في سن مبكرة. كما أن الإقلاع عن التدخين قد يعزز الخُصوبة عند النساء.
الحفاظ على وزن صحي يعد عاملًا مهمًا، فمن الممكن أن تؤدي زيادة الوزن أو نقصانه إلى خفض الخصوبة عند النساء. لقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن زيادة الوزن قد تعطل مجموعةً من العمليات التناسلية. وهذا يشمل تطور وجودة عملية الإخصاب ونمو الجنين.
فقدان الوزن يمكن أن يساعد الناس على التغلب على بعض هذه الصعوبات. أشارت مراجعة منهجية لعام 2014 إلى أن النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة يمكن أن يزدن من نجاح علاج الخصوبة من خلال خفض الوزن.
ومع ذلك، يعتبر من المهم الحفاظ على وزن صحي؛ إذ يمكن أن يؤثر نقص الوزن أيضًا على الخصوبة. فقد أظهرت بعض الأبحاث أن النساء اللواتي يعانين من نقص الوزن لديهن خطر أكبر لحدوث خلل في وظيفة المبيض والعقم والولادة قبل الأوان.
كما يمكن لزيادة النشاط الجسدي أيضًا أن تزيد من الخصوبة عند النساء. وجدت دراسة أُجريت على 50678 امرأةً، أن التمارين المنتظمة والمضنية قد تؤدي لتأخر في انقطاع الطمث.
وقد وجدت بعض الأبحاث أن التمرينات المعتدلة لها أيضًا تأثيرات إيجابية على الخُصوبة. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي ممارسة التمارين المفرطة دون تناول السعرات الحرارية الكافية لحدوث دورات طمثية شاذة وتحد من الخصوبة.
طرق لزيادة الخصوبة عند الرجال:
هناك العديد من الخطوات التي يمكن أن يتخذها الرجل لتعزيز خصوبته. سيُناقش بعضها أدناه:
منها الحفاظ على وزن صحي، إذ يمكن للشخص الحفاظ على وزن صحي عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. كما أن زيادة الوزن أو نقصانه تقلل أيضًا من الخصوبة عند الرجال.
فمن خلال فحص ومراجعة منهجية أجريا عام 2015 لبيانات الخصوبة من 115,158 مشاركًا. وجد الباحثون أن الرجال الذين يعانون من السمنة يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالعقم.
كما قد يكون الرجال أقل عرضةً للاستجابة لأنواع معينة من معالجات الخُصوبة عندما لا يكونون بوزن صحي. تشير البيانات أيضًا أن الرجال لديهم فرصة أكبر بنسبة 10٪ في تجربة حمل غير العيوش. يشير مصطلح “الحمل غير العيوش” إلى الحمل الذي لا يؤدي إلى ولادة حية.
يمكن أن يؤدي نقص الوزن إلى زيادة خطر العقم عند الرجال. كما يمكن أن يؤثر التدخين على الخصوبة لدى الرجال والنساء. تشير بعض الأبحاث إلى أن التدخين يمكن أن يكون له تأثير سلبي على جودة السائل المنوي ويقلل من فرص نجاح الحمل.
ولذلك، فإن عدم التدخين يمكن أن يزيد الخصوبة عند الرجال. يمكن لشرب الكحول أيضًا أن يؤثر سلبًا على السائل المنوي.
أشارت مراجعة منهجية شملت 29914 رجلًا، إلى أن زيادة تعاطي الكحول قد تؤدي إلى انخفاض في حجم السائل المنوي. وبالتالي، فإن تقليل استهلاك الكحول يمكن أن يساعد في زيادة جودة السائل المنوي.
الخصوبة والعمر:
بالنسبة لمعظم النساء، تبدأ الخصوبة عمومًا بالانخفاض في منتصف الثلاثينات. خلال هذه الفترة، ينخفض أداء المبيض باستمرار حتى سن اليأس. في حين أنه لا يزال من الممكن الحمل خلال هذه الفترة، إلا أن فرص نجاحه تكون أقل بكثير من المطلوب.
لا توجد حاليًا طرق طبيعية لمواجهة هذا الانخفاض في معدل الخُصوبة لدى النساء. من الممكن أن يساعد الحفاظ على نمط حياة صحي بتأخر ظهور سن اليأس. إن هذا سيزيد من فرص الخصوبة. ومع ذلك، لا يعرف الأطباء ما إذا كان هذا سيزيد معدل الخُصوبة في هذه الفترة أم لا.
العلاج الطبي:
يمكن للطبيب تقديم المشورة بشأن العلاجات الطبية لمشاكل الخصوبة. هناك العديد من العلاجات الطبية المتاحة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل مستمرة في الحمل. يستخدم أخصائيو الرعاية الصحية هذه العلاجات الطبية لعلاج حوالي 85-90٪ من حالات الخصوبة.
تتوفر العديد من العلاجات لكل من الرجال والنساء. وتشمل هذه العلاجات الأدوية والجراحة. عند عدم نجاح العلاجات الأخرى، فإن تقنية الإنجاب المساعدة )Assisted Reproductive Technology -ART) يمكن أن تشكل خيارًا آخر.
تقوم هذه العلاجات بتخصيب بويضة المرأة باستخدام الحيوانات المنوية من الرجل. في بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه البويضة أو الحيوانات المنوية من متبرع. الشكل الأكثر شيوعًا لتقنية الإنجاب المساعد (ART) هو الإخصاب المساعد في المختبر أو ما يسمى ب “طفل الأنبوب”.
الخلاصة:
بشكل عام، يعد الحفاظ على نمط حياة صحي هو الطريقة الأكثر فعاليةً لزيادة الخُصوبة لكل من الرجال والنساء. وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا يمكنه أن يقاوم الانخفاض الطبيعي في معدل الخصوبة مع التقدم في السن، فإنه قد يؤخر ظهور سن اليأس. هنالك أيضًا العديد من العلاجات الطبية الفعالة التي يمكن أن تزيد من فرص نجاح الحمل.
اقرأ أيضًا:
- معدلات الخصوبة في انخفاض في نصف دول العالم
- تكنولوجيا جديدة تستخدم الهواتف الذكية لاختبار خصوبة الذكور
- كيف تؤثر مسكنات الألم على خصوبة الرجل؟
- دراسة جديدة تقول: اختبار الخصوبة هذا لا يمكن الاعتماد عليه دائمًا
ترجمة: بشر معلولي.
تدقيق: فارس سلطة.
