هل ترتدين خاتم من الذهب؟ أو ربما حَلَق مُغطى بالذهب؟ ربما لديك بعض الحشو من الذهب في أسنانك…على الأقل جسم الانسان نفسه يحتوي طبيعيًا على بعض الذهب، بنسبة 0.000014% بالتحديد! لكن بعيدًا عن كم الذهب الذي تمتلكه في هذه اللحظة، يبدو أنّ كله أتى من نفس المصدر.
و لا، المصدر ليس محل المجوهرات الشهير فورت نوكس، ولا حتى من تحت الأرض، نحن نقصد مصدر كل الذهب على كوكب الأرض، و هو اصطدامات عنيفة بين النجوم النيوترونية قبل مليارات السنين في الماضي.
كان العلماء يعتقدون أن مصدر الذهب على الأرض و في الكون هو انفجارات السوبرنوفا (المستعرات العظمي) إذ لا يمكنها التكوّن في النجوم نفسها مثل الكاربون و الحديد، لكن دلائل جديدة تُشير إلى مصدر أعنف بكثير لهذا العُنصر الثمين – اصطدام بين نجمتين بكثافات خيالية، حيث الملعقة الواحدة من إحدى النجمين بوزن جميع البشر على وجه الأرض.
اصطدام مثل هذا حدث الشهر الماضي، تم ملاحظته و هو على بُعد 3.9 مليار سنة ضوئية من الأرض. الاصطدام معروف بـ”تفجُّر أشعة غاما القصيرة” (GRB). ملاحظة هذه الأشعة يوفّر الدليل على أنها نتاج اصطدام نجمين نيوترونيين – المراكز الميتة لنجوم انفجرت قبلا في سوبرنوفا. بالإضافة إلى ذلك، توهّج نادر بقي لأيام في ملاحظة مكان الأشعة يدل على تكوين كمية ضخمة من العناصر الثقيلة مثل الذهب.
يقول إدو برجر من مركز هارفارد-سميثونيان لأبحاث الفيزياء الفلكية: “نحن نقدّر كمية الذهب الناتجة و الملفوظة من اصطدام النجوم النيوترونية بحوالي 10 من أوزان القمر. هذا كثير جدا!”
بدمج كمية الذهب المتوقعة من مثل هذه الاصطدامات و نتائج الـ GRB، بعددها في الكون و التي حدثت طيلة عمره، كل الذهب في الكون مصدره هذه الاصطدامات.
يقول برجر “لإعادة صياغة جملة كارل ساجان، نحن من النجوم، و مجوهراتنا من اصطدامات هذه النجوم…”