ما هو القمر ؟ إن نظامنا الشمسي مليء بالأقمار بدءًا من قمر صناعي مثقب صخري إلى عوالم المحيطات المغطاة بالجليد. وتحتوي بعض الكواكب على العشرات منها بينما بعض الكواكب الأخرى لا تحتوي على أي منها.
فيجد علماء الفلك هذه الأقمار مثيرة جدًا للاهتمام (من الناحية الجيولوجية أو ربما من الناحية البيولوجية الفلكية) وهم حريصون على إرسال مسابر لزيارة الوجهات القمرية، مثل قمر كوكب المشتري أوروبا Europa وقمر كوكب زحل إنسيلادس Enceladus. لذا، قد يفاجئك أن تكتشف أنه لا يوجد تعريف علمي للقمر في الوقت الحالي.
قال العالم الكوكبي فرانسيس نيمو من جامعة كاليفورنيا سانتا كروز، لـلايف ساينس Live Science أن العلماء المسؤولين عن مثل هذا المشروع سيكونون الاتحاد الفلكي الدولي (IAU)، الذي يوافق ويصادق على أسماء الأجرام السماوية، ولم يتمكن من العثور بعد على مكان تحدد فيه المجموعة المصطلح.
قد يكون الاتحاد الفلكي الدولي حذرًا بعض الشيء من تقديم تعريف للقمر، نظرًا للتداعيات الناجمة عن تصويت المجموعة عام 2006 لتعريف الكوكب، ما أدى إلى انخفاض رتبة بلوتو إلى مجرد كوكب قزم. وقد أغضب هذا القرار المثير للجدل بعض العلماء وأعضاء الجمهور، والذي ما زال نقطة حساسة حتى يومنا هذا.
وأعرب نيمو على أن تخفيض رتبة بلوتو تسببت ببعض الصداع الخرائطي، إذ حُدّث نظام تحديد خط طول بلوتو عندما تغيرت الحالة الكوكبية للعالم، وذلك بسبب استخدام الكواكب القزمة نظامًا إحداثيًا مختلفًا عن الكواكب الأخرى. وعلى هذا فإن كل الخرائط بداية من العام 2006 كانت مقلوبة أساسًا، مقارنة بالخرائط التي أُنشئت بعد إعادة تصنيف المجموعة وفقًا لجمعية الدراسات الكوكبية.
وأضاف نيمو أن أحد الأسباب التي تجعل التعاريف مهمة هو أنه «يجب أن تكون لديك لغة مشتركة بحيث لا تتعارض مع أهدافك عند قيامك بمحادثات تتعلق بموضوع ما. فإذا لم يكن لديك تعريفات للأشياء فمن الممكن أن تنتهي إلى التباس مريع».
ما أهمية الاسم؟
قال نيمو أنه رغم ذلك لا يعتقد بوجود سبب لتعريف القمر رسميًا حتى الآن. وأن التعريف غير الرسمي الذي يوجد في عقول غالبية الناس لا بأس به. وأضاف: «إن القمر بالنسبة لي هو شيء يدور حول كوكب ما أو كوكب قزم».
وأضاف نيمو أن التمييز الوحيد بين الأقمار المختلفة الذي يجريه معظم الباحثين يعتمد على ما إذا كانت الأقمار صناعية منتظمة أو غير منتظمة. فالأقمار الاصطناعية المنتظمة، مثل أقمار المشتري آيو Io وغانميدي Ganymede تدور بشكل عام في نفس المستوى حول الكوكب الأم، في حين تدور الأقمار غير المنتظمة مثل قمر المشتري بازيفاي Pasiphae حول مدارات غريبة وغير مركزية.
وعادةً ما يعتبر ذلك نتيجة لقصة أصل القمر الصناعي. إذ يُعتقد أن الأقمار العادية تكونت من نفس المادة وفي نفس الوقت والمكان تقريبًا لتكوين كوكبهم أو أن تكون قد اقتطعت من الكوكب بفعل تصادم هائل كما توقعنا في قمر الأرض. ومن ناحية أخرى، يُعتقد عادة أن الأقمار الصناعية غير المنتظمة هي كويكبات أو مذنبات تكونت في مكان آخر والتُقطت في وقت لاحق بواسطة قوة الجاذبية الأرضية.
بطبيعة الحال، قد يتطلب تعريف نيمو غير الرسمي للقمر في حد ذاته التحديث يومًا ما. وقد تكهن بعض الباحثين أخيرًا حول إمكانية دوران أقمار لأقمار أخرى، الأجسام التي تطلق عليها شبكة الإنترنت بشكل طبيعي أقمار القمر. ويمكن أن تتحدى هذه الأقمار التعريف الذي قدمه نيمو أعلاه. ولكن هذه الأقمار تظل افتراضيةً، لذا ممكن أن يبقى التعريف غير الرسمي قائمًا.
وقال نيمو: «أعتقد أن الجميع ربما يفهمون ماهية القمر».
اقرأ أيضًا:
كم يستطيع القمر أن يستوعب من البشر ؟
ترجمة: رؤى درخباني
تدقيق: سلمى عفش
مراجعة: آية فحماوي