إن ملح كلوريد الصوديوم ضروري لدعم الحياة. وكمعدن تسمى بلورات أو صخور هذا الملح بـ(الهاليت – Halite). يتشكل من رواسب الصخور الملحية ويدعى عندها الملح الصخري ، وعندما يُنتج عن طريق تبخر مياه البحر، يطلق عليه الملح البحري. وعمليًا إن موارد العالم من الملح غير محدودة. حول العالم، ينتَج 225 مليون طن متري من الملح سنويًا في أكثر من 100 دولة. تعتبر الولايات المتحدة هي المُنتج الأول له في العالم (من 15 ولاية) وهي المُستهلك الأول أيضًا.
الماء الأجاج هو المصدر الرئيسي للملح المنتج في الولايات المتحدة، ومصطلح “brine” أو الماء الأجاج، يعني الماء الأكثر ملوحة من ماء البحر. 40% من ناتج الملح يذهب إلى الصناعات الكيميائية (لإنتاج الكلور بشكل أساسي)، ونحو 35% يستخدم لإزالة الجليد عن الطرق السريعة.
خلفية
ملح كلوريد الصوديوم (NaCl)، هو أحد ضروريات الحياة للبشر والحيوانات على حد سواء. وحتى في الأزمنة الغابرة كان البشر يقدرون قيمة السبخات والينابيع والمستنقعات الملحية، ويبذلون جهدهم للذهاب إليها لجلب الملح. بالإضافة إلى الرغبة الطبيعية في تناول الملح، والتي تظهر عند غيابه في النظام الغذائي. يعد الملح الصخري أيضًا مفيدًا لحفظ اللحوم في المناخات الحارة.
وفي المجتمع الروماني، استُخدم الملح كعملة، وكان يتم دفع أجور الجنود بالملح. والكلمة اللاتينية “Sal” هي الجذر اللغوي للكلمة الإنجليزية (Salary – راتِب). وبناءً على ذلك، فإن العبارة معناها أن الشخص «يستحق الملح»، أي أنه يستحق الأجر الذي يتقاضاه.
الملح الذي يستخرج من طبقات الأرض الصلبة يسمى ملحًا صخريًا. عندما يصاحب استخراجه مساحيق تشبه الملح، ناتجة عن تبخر مياه البحر، يسمى ملحًا بحريًا أو ملحًا شمسيًا. و”Brine” هو مصطلح يعني المياه المالحة التي يمكن استخراج الملح منها. وجيولوجيًا، يعرف الملح أيضًا بـ(الهاليت) وهو الاسم المعدني له.
الهاليت النقي عديم اللون، على الرغم من أنه غالبًا مليء بالشوائب. وهو أملس ويتكسر على شكل مكعبات. يتبلور الهاليت في نظام بلوري متساوي القياسات، وعندما يشكل بلورة فإنها بشكل عام تكون مكعبة الشكل. والسمة الأكثر وضوحًا وأهمية من الناحية الفيزيائية هي أن الهاليت يذوب في الماء بسهولة. وهذا يجعله مفيدًا في تطبيقات متنوعة مثل الطهي وحفظ الأطعمة وأيضًا في الصناعات الكيميائية.
تسمية الملح الصخري:
إن مصطلح “Salt” أو ملح هي كلمة قديمة، موجودة بأشكال مختلفة في اللغة الإنجليزية المبكرة واللغات ذات الصلة. والاسم المعدني الرسمي لبلورات كلوريد الصوديوم هو الهاليت، وهو مشتق من الكلمة اليونانية (Hals – هالس) وتعني الملح. وأعطي الاسم المعدني من قبل الجيولوجي (E.F. Glocker – جلاكير) في عام 1847.
وفي الاستخدامات الكيميائية، قد يشير الملح إلى مركب معدني أو غير معدني؛ على سبيل المثال فإن مصطلحات مثل (أملاح النحاس) أو (أملاح المغنيسيوم) تشير إلى كلوريدات أو كربونات أو كبريتات… إلخ، النحاس أو المغنيزيوم. وتشير أملاح إبسوم أو الملح الإنجليزي إلى معدن كبريتات المغنيزيوم المائي، واشتهر في جنوب إنجلترا. يشار أحيانًا إلى كلوريد الصوديوم باسم (الملح الشائع) أو (ملح الطعام) لتمييزه عن باقي الأملاح.
مصادر الملح الصخري:
يمكن استخراج الملح من الصخور الملحية، إما عن طريق استخدام الطرق التقليدية في التعدين بالمعدات الثقيلة أو عن طريق ضخ الماء الساخن في رواسب الملح باستخدام الأنابيب لإذابة الهاليت. ومن ثم تضَخ المياه المالحة إلى السطح لتبخيرها وإنتاج الملح.
هذه هي طريقة التعدين باستخدام الماء. في بعض بحيرات الملح الجافة يمكن استخراج ملح الهاليت بمجرد كشطه عن سطح الأرض باستخدام الكاشطات أو الجرافات. ويستخرج (Ancient rock salt – الملح الصخري القديم) من ميشيغان ونيويورك وكانساس وولايات أخرى.
ويستخدم التعدين بالمياه لاستخراج الملح من القباب الملحية تحت الأرض في لويزيانا وتكساس. يستخرج الملح من البحيرات الجافة في صحراء كاليفورنيا ونيفادا ويوتا.
ينتج الكثير من الملح عن طريق تبخير مياه البحر أو البحيرات المالحة. في هذه التقنية تضخ المياه في أحواض ضحلة، وفي النهاية سوف يزداد تركيز الملح بسبب تبخير أشعة الشمس للماء، ويصل الملح إلى النقطة التي يتبلور فيها على أرضية البركة. تستخدم هذه التقنية في جميع أنحاء خليج سان فرانسيسكو وفي بحيرة الملح العظمى في يوتا، وأماكن أخرى.
يمثل الملح الصخري ثلث ناتج الولايات المتحدة من الملح، بينما التعدين بضخ المياه يشكل نصف المجموع، ويأتي الباقي من تبخير مياه البحر والبحيرة المالحة، ونسبة قليلة من قشور الملح من بحيرات الملح الجافة.
تنتج الولايات المتحدة خُمس ملح العالم. ومع ذلك، تستورد خُمس احتياجها من بلدان أخرى، معظمها من كندا وشيلي. يُنتج الملح في معظم بلدان العالم. وأكبر منتجي الملح بعد الولايات المتحدة، هي الصين، ألمانيا، الهند وكندا. في معظم البلدان التي لديها ساحل بحري، يتم إنتاج الملح فيها للاستخدام المحلي عن طريق تبخير مياه البحر.
استخدامات الملح الصخري:
في كل بلد يستخدم الملح في تحضير الطعام. وفي البلدان الفقيرة وغير الصناعية، هذا هو الاستخدام الرئيسي. لكن في بلد صناعي جدًا مثل الولايات المتحدة، فإن أغراض الاستخدام مختلفة تمامًا. في الولايات المتحدة يستخدم 40% من الملح في الصناعات الكيميائية (بشكل أساسي لإنتاج الكلور والصودا الكاوية)، و40% أخرى لإذابة الثلج عن الطرق في الشتاء.
ما تبقى يستهلك في العديد من القطاعات، بما في ذلك تصنيع المطاط وغيرها من السلع، وفي الزراعة وتصنيع الأغذية بما في ذلك ملح الطعام. ويشكل هذا الأخير 1% فقط من ملح الولايات المتحدة.
بدائل الملح الصخري:
يمكن استخدام بعض الأملاح الأخرى، مثل كلوريد الكالسيوم وكلوريد البوتاسيوم لإزالة الجليد عن الطرق والممرات. ولكن هذه البدائل، أكثر تكلفة من ملح كلوريد الصوديوم. لأنه رخيص ومتوفر بكميات لا محدودة، فمن غير المرجح استبداله بنوع آخر من الملح خاصة في الاستخدامات الصناعية والمنزلية.
اقرأ أيضًا:
مركبات ملحية جديدة تتناقض مع أسس الكيمياء المعروفة
ترجمة: محمد رشود
تدقيق: رزان حميدة