غالبًا سمعت مصطلح «اختراق البيانات» لكن ماذا يعني؟ يُعد العام الحالي 2020 أحد أكثر الأعوام جنونًا ورعبًا حتى الآن، بدأ بحرائق الغابات المدمرة في أستراليا، مرورًا بأسراب الزنابير القاتلة، وتفشي فيروس كورونا وغزو أسراب الجراد، والقائمة تطول. ماذا قد تحمل لنا هذه السنة من مصائب جديدة؟
إنها موجة من اختراق البيانات!
مع اجتياح فيروس كورونا لدول العالم ظهرت مشكلة جديدة لتضاف إلى قائمة مشكلات 2020: زيادة احتمالية سرقة البيانات الحساسة.
رغم معرفتنا بحدوث ذلك في كل مكان حولنا، قد لا نعرف ما هو اختراق البيانات بالضبط؟ نحن متيقنون أن لديك العديد من الأسئلة عن نشأة هذا المفهوم. إذا أردت الحصول على إجابة تابع قراءة هذا المقال.
اختراق البيانات
يحدث اختراق البيانات عادةً عندما يسرق معلومات حساسة أو يسربها فرد أو منظمة أو مجموعة من قراصنة المعلومات الذين يبحثون عنها، وقد تُسرب أي نوع من البيانات بالخطأ أو عمدًا.
من أمثلة تلك المعلومات:
- تفاصيل بطاقات الائتمان.
- أرقام الضمان الاجتماعي أو التأمين الوطني.
- معلومات حول تاريخ الرعاية الصحية للفرد.
- قوائم العملاء.
- أسرار تجارية.
وسواءً كانت طبيعة المعلومات المسربة رسمية أو شخصية، فالعواقب قد تكون مدمرة؛ فقد تتعرض الشركات ليس لدعاوٍ قضائية مكلفة جدًا فحسب، بل لخسارة ولاء عملائها وثقتهم أيضًا، وقد يسبب انتهاك المعلومات الشخصية ضررًا نفسيًا شديدًا للضحايا وخسارة وظائفهم وعلاقاتهم الشخصية وغير ذلك.
إن اختراق المعلومات خطير في كل الأحوال، وله تأثير شديد في حياة المتضررين وسعادتهم، وهو من المسائل الخطيرة التي يحتاج المزيد من الناس إلى معرفتها.
ما سبب اختراق البيانات؟
عند سماع مصطلح «اختراق البيانات» فإن أول ما يتبادر إلى الذهن غرفة مظلمة في مكان مجهول يقبع داخلها رجل مقنع يجلس خلف شاشة الحاسوب محاولًا اختراق نظامك.
يحدث اختراق البيانات لمجموعة من الأسباب بعضها عرضي وبعضها لأغراض خبيثة، سنتحدث بدايةً عن الأسباب العرضية ثم الأغراض الخبيثة.
أسباب اختراق البيانات العرضية:
- نقص التدريب الكافي الذي تتطلبه بيئة العمل، ما يؤدي إلى تعامل الموظفين مع البيانات بطريقة خاطئة.
- مثلًا، استخدام موظف حاسوب أحد زملائه للوصول إلى معلومات الشركة الحساسة بالخطأ.
- فقْد جهاز يحتوي على معلومات حساسة.
أسباب عمليات الاختراق الخبيثة للبيانات:
- كلمات المرور الضعيفة.
- انتهاء صلاحية أنظمة الأمان.
- تثبيت البرمجيات الخبيثة على الحاسوب.
- استخدام شبكة غير آمنة.
- وصول ومشاركة موظف خبيث الأغراض لبيانات الشركة الحساسة.
- أجهزة المنزل الذكية.
- تطور التكنولوجيا بوتيرة أسرع من قدرة وسائل حماية البيانات.
- سرقة الأجهزة.
- الروابط غير الآمنة التي تصل في رسائل الاحتيال، عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية.
لماذا يزيد فيروس كورونا عمليات اختراق البيانات؟
منذ بداية تفشي فيروس كورونا اضطر عدد كبير من الأشخاص لمزاولة أعمالهم ووظائفهم من المنزل، ما أدى إلى المزيد من تهديدات الأمن السيبراني حسب بعض الإحصائيات المقلقة.
ويعود ذلك لكثير من الأسباب، لكن الانتقال السريع للموظفين من العمل في مكاتبهم إلى المنازل من الأسباب الرئيسية، ويعني ذلك أن الشركات لم تستطع تأمين الوسائل والأنظمة والبنى التحتية المناسبة لحماية بياناتها الحساسة.
ما الضرر الذي قد يحدثه اختراق البيانات؟
تُسبب عمليات اختراق البيانات الكثير من المشكلات للمتضررين، ولا يعتمد ذلك على كون المتضرر شركةً أو فردًا، فكلاهما سيتأثر سلبًا وبطرق مختلفة، وقد تتضمن التداعيات المحتملة ما يلي:
اختراق البيانات الشخصية
قد يكون تأثير مثل هذه الاختراقات مدمرًا حقًا للأفراد، الذين يحصلون على قليل من الاهتمام غالبًا، ويُحتمل تأثرهم بمثل هذه الاختراقات. بدايةً، الحصول على معلومات شخصية مسروقة قد يؤدي إلى سرقة الهوية، ما يؤدي إلى انخفاض درجة الائتمان وسرقة الأموال من الحسابات المصرفية، ما يسبب دمارًا ماليًا كليًا للبعض.
أما حال تسريب معلومات أو صور شخصية، ما قد يكون أمرًا محرجًا للغاية للبعض، فقد يسبب إنهاء العلاقات أو فقدان الوظائف على المدى البعيد، ومن التداعيات المحتملة إصابة الفرد المتضرر بمتاعب نفسية.
اختراق بيانات الشركات
إذا تعرضت شركة ما لاختراق بياناتها، بسبب برمجيات خبيثة أو خطأ أحد موظفيها فعواقب ذلك قد تكون جدية وخطيرة، ولعل التعرض للدعاوى القضائية هو من أكثر تلك العواقب احتمالية، ما يؤدي إلى إغراق الشركة بالديون.
حال تعرض شركة ما لاختراق معلومات وبيانات حساسة ولم تتخذ أي إجراء حيال الأمر، فإن ذلك سيؤثر في ولاء زبائنها، وقد يكون للاختراق تأثيرات غير مباشرة في المبيعات على المدى البعيد، ما سيسبب المزيد من المشكلات المالية.
كيف يمكن منع اختراق البيانات؟
هذه التأثيرات حقًا مخيفة، لذلك أنا على يقين بأنك تتساءل كيف يمكن تجنب هذا المصير المدمر. إليك عدد من النصائح التي قد تساعد على حمايتك وحماية أعمالك من التهديدات الإلكترونية:
- استخدام كلمات سر آمنة.
- تفعيل التحقق متعدد العوامل (MFA) لجميع عمليات تسجيل الدخول، وهو طريقة تصديق تتطلب وسيلتين أو أكثر من عوامل التحقق -ككلمات المرور أو بصمة الإصبع- للسماح ببلوغ المصدر، كتطبيق ما أو حساب على أحد المواقع.
- التعرف على رسائل البريد الإلكتروني خبيثة المحتوى.
- تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع المعلومات الحساسة.
- المراقبة المنتظمة لجميع حساباتك لتجنب أي نشاط مشبوه.
- حال ملاحظة أي نشاط مشبوه، يجب الاتصال بالجهة أو المنظمة المناسبة.
- استخدام خدمات شركة PayPal عند سداد الأموال لجهات غير معروفة.
- الحفاظ على عمليات المشاركة على الإنترنت في الحد الأدنى.
- تحديث الأجهزة بانتظام.
- استخدام برامج مكافحة الفيروسات.
- استخدام عناوين URLS آمنة عند التصفح عبر الإنترنت، أي التي تبدأ بـ https وليس http.
- تثبيت برنامج VPN والتحقق من اتصال جميع الموظفين.
- التخلص من وثائق العمل الحساسة بطريقة سليمة.
- توفير حواسيب خاصة بعمل الشركة للموظفين.
ماذا أفعل حال حدوث اختراق للبيانات؟
بوصفك عميلًا فإنك تضع ثقتك في المؤسسات أو الشركات التي استثمرت أموالك فيها، وتريد التحقق من أن معلوماتك الشخصية آمنة، سواء كان ذلك في نظام الرعاية الصحية أو الحكومة أو متجر تجزئة. لكن ماذا سيحدث إن لم تكن بأمان؟
حال أصبحت معلوماتك الشخصية أو المتعلقة بالعمل مكشوفة لأشخاص لا يحق لهم الوصول إليها، فيحق لك المطالبة بتعويض، ولا يشمل هذا التعويض المادي فقط بل يتضمن تلقي اعتذار من الأطراف المعنية.
من المهم للغاية الحصول على محامٍ يستطيع التعامل مع حوادث اختراق البيانات وتحديدًا من يمتلكون أجندة شخصية، فرغم كون اختراق البيانات في الشركات أمرًا خطيرًا، فاختراق البيانات الشخصية قد يكون له جانب عاطفي.
ربما قيل إنك عندما تشكو انتهاك بياناتك قد لا تتلقى الاعتذار الذي ترغب فيه، لكنك قد تحصل على بعض المساعدة المالية التي تحتاج إليها للتعامل مع تداعيات الأمر، فسواء كان التعويض لفقدان عمل أو أصدقاء أو علاقات شخصية، فقد يساعدك على إصلاح الأمور.
لذا إذا شعرت أنك وقعت ضحية عملية اختراق إلكتروني فلا تتردد في الاتصال بمحامٍ متخصص بهذا الشأن لمساعدتك على تعويض الضرر.
لا تبق متأخرًا
في النهاية لا بد من الإشارة إلى أن تجنب اختراق البيانات ممكن إلى حد بعيد؛ فالأمر يتطلب البقاء على اطلاع دائم بأحدث طرق الاحتيال والبرمجيات الموجودة والتدريب الدائم على التعامل معها، وبذلك تضمن أنك وجميع موظفيك على معرفة بالوسائل اللازمة للوقاية من تلك الهجمات.
مع استمرار تطور التكنولوجيا من الصعب معرفة كل شيء، لكن بقراءة آخر المستجدات عن هذه المشكلة وتنفيذ النصائح السابقة فأنت على الطريق الصحيح لحماية نفسك.
لا تبق متأخرًا، فأنت قادر على تجنب أي نشاط خبيث وتخطيه.
اقرأ أيضًا:
لماذا يجب أن تهتم الشركات بالأمن السيبراني؟
وظائف المستقبل: تخصص الأمن الإلكتروني
ترجمة: فاطمة طاهر أحمد
تدقيق: أكرم محيي الدين