اختبار أنا لست روبوتًا هو أحد إصدارات ريكابتشا. يستخدم عدة طرائق لكشف إذا كان المستخدم إنسانًا أم روبوتًا، أثبت أنه أكثر فاعلية من سابقه كابتشا ، الذي يستخدم نصوصًا محرفة، لكن أغلب البوتات الموجودة حاليًا تستطيع الإجابة على هذا الاختبار بنسبة نجاح تعادل 99.8%.
جعل الإنترنت حياتنا أسهل كثيرًا؛ كل معلومة وكل منتج يبعد عنك ضغطة زر فقط. أتريد أن تعرض أثاثك للبيع؟ اذهب لأي موقع تسويقي. أتريد أن ترسل المال دون أن تغادر غرفة نومك؟ تستطيع استخدام الإنترنت للوصول إلى البنك. أتريد معرفة المزيد من المعلومات عن هواية تعجبك؟ تصفح المدونات المختلفة للكثير من الأشخاص الممارسين لها.
لكن بطبيعة الحال، كل تكنولوجيا جديدة توفر لنا الكثير من الميزات؛ سترافقها الكثير من السلبيات؛ إحدى من هذه السلبيات هي منع وصول البوتات إلى متصفحات الإنترنت.
تتراوح مشاكل البوتات من التزوير المالي إلى تفريغ البضائع في مواقع التسويق؛ هذه البوتات قد تسبب مشكلة لمتصفحي الإنترنت.
آخر الطرائق التكنولوجية المكتشفة لإيقاف البوتات من تصفح الإنترنت هي نسخة ريكابتشا؛ هي ضغطة زر بسيطة تستطيع التفريق بين البشر والروبوتات.
تحتاج المتصفحات والكثير من المواقع إلى استخدام اختبار أنا لست روبوتًا لأسباب كثيرة؛ يمكن تدريب هذه البوتات لفعل أمور ضارة، فهي تستطيع إنشاء حسابات في عدة مواقع وبهذا تزداد أعداد مستخدمي الموقع بطريقة كبيرة وتستخدم هذه الحسابات للتخريب في مواقع أخرى، هذه البوتات قادرة على إرسال عدد كبير من البريد غير المرغوب فيه.
يمكن لقراصنة الإنترنت أن يستخدموا (الهجمات القاموسية) إذ يمكن تدريب البوتات على تجربة جميع الكلمات الموجودة في القاموس لكشف كلمة السر الخاصة بالمستخدم. يمكن لهذه البوتات أن تترك تقييم خمس نجوم على منتج معين لا يستحق هذه العلامة.
وهذا عندما دخلت كابتشا للصورة، للكشف عن هوية من يقف خلف الشاشة.
كابتشا هي مختصر للاسم الإنجليزي الذي يعني (اختبار تورنغ العام الأوتوماتيكي للتمييز بين الحاسب والإنسان)، طُوّر هذا النظام بمساعدة الكثير من العلماء من جامعة كارنج ميلون وشركة IBM في عام 2000، باستخدام صور محرفة، أو مقاطع صوتية، أو أحجيات للتفريق بين الإنسان والروبوت.
استُخدِمت هذه الطريقة لأن النصوص المحرفة تعد صعبة بالنسبة للبوتات، لكن يمكن للإنسان أن يفهمها بسهولة. وصل عدد مستخدمي كابتشا إلى 200 مليون مستخدم؛ ما يعني 500 ألف ساعة من ترجمة النصوص المحرفة.
أراد الخبراء في جامعة ميشيغان تحويل هذه الخاصية إلى أمر مفيد آخر، فاستخدموا كابتشا لتحويل الكتب الكلاسيكية إلى نسخ رقمية، واستخدامها في النصوص المحرفة، وبهذا ولدت ريكابتشا، التي وفرت نتيجتين إيجابيتين: إقصاء البوتات، وتحويل النصوص إلى نسخ رقمية.
ولد هذا الإصدار في عام 2009 واستمرت شركة جوجل في تطويره لعدة سنوات قبل إصداره.
في الرابع عشر من أبريل عام 2014 كشفت جوجل عن أن البوتات قادرة على حل الاختبار بنسبة نجاح تعادل 99.8%. هذا بعد أن طورت هذه البوتات القدرة على ترجمة النصوص المحرفة، وبهذا اعتُبر نظام كابتشا من الماضي ولا يمكن الاعتماد عليه.
أُصدر ريكابتشا للاستخدام في الرابع عشر من ديسمبر في عام 2014. يعتمد على سؤال بسيط «أنا لست روبوتًا» داخل صندوق صغير، لا يوجد أي اختبارات، لا يوجد أي نصوص وغيرها.
يعتمد هذا النظام على عدة خطوات يتبعها المستخدم قبل ضغطه زر «نعم». نشرت جوجل بعضًا من الخطوات المستخدمة في هذا الاختبار. إصدار ريكابتشا يستخدم تحليل المخاطر المتطور للكشف عن هوية المستخدم.
يتتبع النظام طريقة تحريك المؤشر وطريقة ملء الاستمارة والكثير من الخطوات الأخرى التي لم تكشف عنها شركة جوجل للحفاظ على فاعلية الاختبار.
لم يتوقف استخدام كابتشا نهائيًا؛ جوجل تستخدمه أحيانًا بمرافقة اختبار ريكابتشا عندما تستشعر وجود غريب لا يمكن الكشف عنه باستخدام اختبار واحد. لكن، استُبدلت الصور بالنصوص المحرفة، فيطلب الاختبار من المستخدم الكشف عن صورة القطة -مثلًا- وسط عدد من الصور الأخرى.
ل
يبقى السؤال الأهم، هل هذه الاختبارات فعالة؟
تقول شركة جوجل إن الكثير من منصات الإنترنت الأخرى، مثل سناب شات وهمبل بندل، التي استخدمت هذا الإصدار الحديث، بلَّغت عن أن المستخدمين استطاعوا الوصول إلى الصفحة الرئيسية للموقع بسرعة أكبر.
أما بالنسبة للأمان، فإن ريكابتشا أكثر أمانًا لأنه يستخدم الكثير من الخطوات للكشف عن هوية المستخدم، عكس سابقه كابتشا الذي استخدم خطوة واحدة فقط.
يعد الإصدار الجديد مفيدًا للمصابين بخلل في الرؤية أيضًا، فهم لا يقضون الكثير من الوقت في الكشف عن النص المكتوب.
يستمر النظام بالتطور يومًا بعد يوم؛ إذ تضاف خطوات أخرى للخوارزميات الخاصه به.
لنا أن نقول إن مشكلة البوتات لن تختفي في المستقبل القريب، لكن حاليًا، نحن البشر لنا الأفضلية في استخدام المتصفحات الرقمية.
اقرأ أيضًا:
مرحبًا جوجل ، هل تسجل بالفعل كل ما أقوله؟ نعم
ترجمة: زينب سعد
تدقيق: عون حداد