شرّعت أكثر من نصف الولايات وواشنطن استعمال الماريجوانا الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية وتدرس الكثير من الولايات الأخرى مشاريع قوانين تطبيق ذلك. وعلى الرغم من انتشار استخدام الماريجوانا بين الناس فإن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لم تشرع استخدام الماريجوانا إلا لمعالجة حالتين نادرتين وشديدتين من الصرع هما متلازمة درافيت ومتلازمة لينوكس-غاستو.
لماذا لم تُجرَ المزيد من الأبحاث عن الموضوع؟ أحد الأسباب هو اعتبار إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية الماريجوانا من عقارات الصنف 1 الذي يضم الهيرويين وثنائي إيتيل أميد حمض الليسرجيك LSD lysergic acid diethylamide وإكستاسي، ومن الممكن الإدمان عليها وليس لها قيمة علاجية معتبرة. يقول مايكل بون ميلر (اختصاصي في سوء استعمال الأدوية في جامعة بينسلفينيا): «نظرًا للأسباب السابقة، على الباحثين الحصول على ترخيص من أجل إجراء الدراسات على هذه المواد».
وقد لا يتغير هذا الوضع قريبًا، إذ درست إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية أمر اعتبار الماريجوانا من الصنف 2 مع أدوية مثل ريتالين وأوكسيكودون لكن قررت في النهاية إبقاء المايريجوانا من الصنف 1. لكن وافقت الهيئة على دعم أبحاث أكثر على الماريجوانا وتسهيل العملية على الباحثين. يقول مايكل بون ميلر: «الأبحاث ضرورية جدًا لأننا يجب أن نكون قادرين على إعطاء النصائح الصحيحة عن الاستخدام السليم والفعّال للماريجوانا للمرضى والأطباء».
ما هي الماريجوانا الطبية؟
يُطلق مصطلح الماريجوانا الطبية على استخدام نبات الماريجوانا أو المواد الكيمائية الموجودة فيه لمعالجة الأمراض المختلفة. وهي في الأساس نفس الماريجوانا التي تستخدم لأغراض ترفيهية. يحتوي نبات الماريجوانا على أكثر من 100 مادة كيميائية مختلفة تدعى بالكانابينوئيدات، ولكل مادة منها تأثير مختلف على جسم الإنسان. ديلتا-9-تيتراهيدروكانابينول THC والكانابيديول CBD هما المادتان الرئيسيتان المستخدمتان للأهداف الطبية، والديلتا-9-تيتراهيدروكانابينول هو المادة التي تسبّب حالة النشوة التي يشعر بها الشخص عند تدخينه الماريجوانا أو تناول الأطعمة التي تحوي الماريجوانا.
ما هي استخدامات الماريجوانا الطبية؟
تستخدم الماريجوانا الطبية لمعالجة الكثير من الحالات:
- داء ألزهايمر.
- فقدان الشهية.
- السرطان.
- داء كرون.
- اضطرابات الأكل مثل القهم.
- الصرع.
- الزَرَق (ارتفاع الضغط داخل العين).
- اضطرابات الصحة النفسية (مثل انفصام الشخصية واضطراب الضغط ما بعد الصدمة).
- التصلب المتعدد.
- التشنجات العضلية.
- الغثيان.
- الألم.
- متلازمة الهزال (الدنف).
يقول مايكل: «لم يُثبَت أن الماريجوانا مفيدة في جميع هذه الحالات حتى الآن عدا بضعة استثناءات. أغلب الأدلة الموجودة للتأثيرات العلاجية للماريجوانا تتعلق بقدرتها على تخفيف الألم المزمن والغثيان والإقياء الناتجين عن العلاج الكيماوي والتشنج العضلي الناتج عن التصلب المتعدد».
كيف تعمل الماريجوانا الطبية ؟
تشابه الكانابينوئيدات وهي المواد الكيميائية الفعالة في الماريجوانا موادّ كيميائية موجودة في الجسم تتدخل في عمليات الشهية والذاكرة والألم. تقترح الأبحاث أن الكانابينوئيدات قد تساهم في:
- تخفيف القلق.
- تخفيف الالتهاب والألم.
- السيطرة على الغثيان والإقياء الناتجين عن العلاج الكيميائي للسرطان.
- قتل الخلايا السرطانية وإبطاء نمو الأورام.
- استرخاء العضلات المتشنجة عند مرضى التصلب المتعدد.
- زيادة الشهية وتحسين كسب الوزن عند مرضى السرطان والإيدز.
هل يمكن للماريجوانا الطبية أن تساعد المرضى الذين يعانون اختلاجات؟
لفتت الماريجوانا الطبية الأنظار قبل عدة سنوات عندما تحدث الكثير من الأهالي عن نوع خاص من الدواء الذي ساعد على السيطرة على الاختلاجات عند أطفالهم. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء يدعى الإيبيديوليكس والذي يتكون من الكانابيديول علاجًا للمرضى الذين يعانون نوبات اختلاج شديدة صعبة السيطرة. وجدت بعض الدراسات انخفاضًا كبيرًا في حدوث النوبات بعد تناولهم لهذا الدواء.
كيف يجب تناول الماريجوانا الطبية ؟
هناك عدة طرائق:
- التدخين.
- استنشاقها من جهاز يدعى المبخرة والذي يحولها إلى بخار.
- تناولها مع الطعام مثل الكيك.
- تطبيقها على البشرة مباشرة بشكل زيت أو كريم أو بخاخ أو غسول.
- وضع عدة قطرات من السائل تحت اللسان.
تعمل كل طريقة لتناول الماريجوانا بآلية مختلفة في الجسم. يقول مايكل: «إذا استنشقت أو دخنت الماريجوانا فستشعر بالتأثيرات بسرعة جدًا. أما إذا تناولها الشخص مع الأكل فستحتاج التأثيرات لوقت أطول لكي تظهر بين (1-2) ساعة».
هل وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام الماريجوانا الطبية؟
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواءين صنعيين الدرونابينول والنابيلون لعلاج الغثيان والإقياء الناتجين عن العلاج الكيميائي، ووافقت على دواء إيبيديوليكس لعلاج نوبات الاختلاج المرتبطة بنوعين من الصرع الشديد النادر وهما متلازمة درافيت ومتلازمة لينوكس-غاستو.
ما هي الآثار الجانبية للماريجوانا الطبية؟
- الاكتئاب.
- الدوار.
- خفقان القلب.
- إهلاسات.
- انخفاض الضغط الشرياني.
- احمرار العينين.
يؤثر الدواء على التنسيق وحسن القرار عند المريض ما قد يقود إلى الحوادث والأذيات المختلفة. قد يقود استخدام الدواء عند المراهقين الذين ما يزال دماغهم يتطور إلى انخفاض في معدل الذكاء والوظائف العقلية.
وبسبب احتواء الماريجوانا على بعض المواد الكيميائية الموجودة في التبغ، هناك بعض القلق من أن تدخين الماريجوانا يمكن أن يؤذي الرئتين. تأثيرات استنشاق الماريجوانا على الرئتين غير واضحة ولكن تشير بعض الأدلة إلى أنه قد يزيد من خطر التهاب القصبات والمشكلات الرئوية الأخرى.
تشير المؤسسة الوطنية المعنية بالإدمان على الأدوية إلى أن الماريجوانا قد تسبّب الإدمان، يقول مايكل: «كلما زادت نسبة ديلتا-9-تيتراهيدروكانابينول وعدد مرات استخدام الماريجوانا ازداد خطر الإدمان. إذ سيعاني المريض صعوبات في التوقف عن تناولها وسيشعر بالحاجة إليها عندما لا يستخدمها وسيحتاج إلى كميات أكبر ليحصل على نفس التأثير».
مشكلة أخرى تواجه استخدام الماريجوانا الطبية ، وهي انعدام إشراف إدارة الغذاء والدواء على استخداماتها، فعلى الرغم من مراقبتها للمبيعات وتنظيمها للمبيعات، غالبًا لا تجد الإدارة المصادر الكافية لتطبيق ذلك. هذا يعني اختلاف مكونات الماريجوانا وشدة تأثيرها بين الأماكن المختلفة التي تباع فيها.
يقول مايكل: «أجرينا دراسة في العام الماضي واشترينا منتجات قابلة للأكل مثل الكيك في كاليفورنيا وواشنطن وأرسلناها إلى المختبر، والقليل فقط من هذه المنتجات احتوى على الكمية الموافقة لما كتب على غلافه وهذه المشكلة الرئيسية».
اقرأ أيضًا:
الماريجوانا قد تضعف خصوبة الإناث
دراسة تظهر علاقة بين تعاطي الماريجوانا وظهور أعراض الاضطراب ثنائي القطب
ترجمة: زياد الشاعر
تدقيق: عون حدّاد
مراجعة: تسنيم المنجد