معظم الناس يعانون من آلام الظهر في مرحلة ما، ويمكن أن تكون آثاره على جودة الحياة بعيدة المدى . تبحث دراسة جديدة في نتائج أنواع مختلفة من آلام الظهر مع مرور الوقت في الفئة الممثلة. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن آلام الظهر -وخاصةً الألم أسفل الظهر- هو «السبب الرئيسي في الحد من النشاط والتغيب عن العمل في معظم أنحاء العالم». وعلاوةً على ذلك، وفقًا لدراسة سبق أن تناولتها أخبار ميديكال نيوز اليوم، فإن ألم الظهر يرتبط أيضًا بالعديد من أعراض الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب.
بسبب الآثار بعيدة المدى وحقيقة أن العلاج الصحيح يمكن أن يكون من الصعب العثور عليه في كثير من الأحيان، يمكن أن تكون تكاليف الرعاية الصحية لآلام الظهر باهظةً جدًا. وجدت إحدى الدراسات التي نشرت في JAMA في عام 2016، أنه في عام 2013 وحده، تمثل آلام أسفل الظهر والرقبة ثالث أعلى قيمة أُنفقت على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، إذ وصلت إلى ما يقدر بنحو 87.6 مليارات دولار. الآن، قام ثلاثة أخصائيين في معهد أبحاث كرامبل في تورنتو، كندا، بدراسة تأثير آلام الظهر لدى عامة السكان مع مرور الوقت، وتقييم المعلومات حول الأمراض المصاحبة (التعايش مع الحالة الصحية) والإعاقة واستخدام الأدوية، من بين عوامل أخرى. تظهر النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Arthritis Care & Research، وهي منشورة من الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم.
الخبر السار والخبر السيئ:
حلل الباحثون البيانات التي جُمعت من 12,782 مشاركًا ومقرها في كندا، والذين تابعوا صحتهم من عام 1994 إلى عام 2011. أجرى الباحثون مقابلات مع المشاركين مرةً كل سنتين، وجمعوا معلومات عن أمراضهم المصاحبة ومستويات وتكرار الألم وحالة الإعاقة وتعاطي المخدرات وزيارات أطبائهم. خلال فترة المتابعة، أبلغ 45.6% من المشاركين عن حالة واحدة على الأقل عانوا فيها من آلام الظهر. من بين هذه المجموعة، حدد الباحثون أربع فئات من آلام الظهر:
● الثابتة (التي أبلغ عنها 18% من المشاركين).
● المتزايد (28.1%).
● من حين لآخر (33.4%).
● الشفاء من آلام الظهر (20.5%).
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين يعانون من آلام الظهر المستمرة أو المتزايدة يميلون إلى الشعور بمزيد من الألم بشكل عام، فضلًا عن زيادة العجز. وقد استخدم المشاركون في هذه المجموعات المزيد من الأدوية لتخفيف الآلام وقاموا بزيارات أكثر للأطباء مقارنةً بالأفراد الذين يعانون من آلام الظهر من حين لآخر أو الذين تعافوا. ومع ذلك، أفاد المشاركون في مجموعة الاستشفاء تناول جرعات متزايدة من المواد الأفيونية مع مرور الوقت. تقول المؤسسة الرئيسية للدراسة مايلي كانيزاريس الحاصلة على الدكتوراه: «إن الخبر السار هو أن 1 من أصل 5 أشخاص يعانون من ألم في الظهر يتعافون». وتضيف: «مع ذلك، استمروا في استخدام المواد الأفيونية ومضادات الاكتئاب، ما يشير إلى أن الأشخاص الذين يتعافون من آلام الظهر يحتاجون إلى مراقبة مستمرة».
وأضافت مايلي كانيزاريس: «كانت الأخبار السيئة هي أن 1 من أصل 5 يعاني من آلام الظهر المستمرة، مع مجموعة إضافية -تقريبًا 1 من أصل 3- الذين تزداد لديهم آلام الظهر مع مرور الوقت. كانت هاتان المجموعتان مرتبطتين بنشاط أكبر للحد من الألم والإعاقة والاكتئاب وكذلك زيادة الرعاية الصحية واستخدام الدواء». ردًا على هذه النتائج، تقترح كانيزاريس وزملاؤها أن يهدف الأطباء إلى وصف علاجات شخصية أكثر لآلام الظهر، بدلًا من تقديم نفس النهج العام للجميع.
وفي الوقت الحالي، يصف الأطباء غالبًا المواد الأفيونية لمعالجة آلام الظهر، على الرغم من وجود أدلة على أن المواد غير الأفيونية يمكن أن تنجح أيضًا، وقد شجعت الأبحاث الحديثة على زيادة وصف العلاجات التي تعتمد بدرجة أقل على العقاقير وأكثر على النهج التأهيلي. تؤكد كانيزاريس أيضًا: «المجموعات المميزة التي حُددت في الدراسة الحالية قد تمثل فرصًا لمزيد من العلاج الفردي والاستراتيجيات الوقائية».
ترجمة: ماريانا عادل تدقيق: أحلام مرشد
اقرأ أيضًا:
ما العلاقة بين الإكتئاب و آلام الظهر؟
تحليل العلاقة بين العجز الجسدي وآلام الظهر يمكن أن يكشف عن علاقة آلام الظهر بالموت
ما هي أسباب آلام الظهر وما هي سبل علاجها
رجل يحقن نفسه بسائله المنوي من أجل علاج آلام الظهر