يشير مصطلح مستوى المعيشة إلى مستوى الثروة والرفاهية والسلع والضروريات المادية المتاحة لطبقة اقتصادية أو اجتماعية أو منطقة جغرافية معينة، أما جودة الحياة فهي مصطلح ذاتي يستخدم لقياس السعادة.
يحدث لبس في التفريق بين المصطلحين، غالبًا بسبب تشابه التعريفين، لكن معرفة الفروق في التفاصيل الدقيقة بينهمًا يكون مؤشرًا مفيدًا يستخدمه المستثمرون الراغبون في الاستثمار في بلد ما.
مستوى المعيشة
هو أداة للمقارنة تُستخدم عند وصف منطقتين جغرافيتين مختلفتين. وتشمل مقاييس مثل مستويات الثروة والرفاهية والسلع والضروريات المتاحة للسكان من مختلف الطبقات الاقتصادية والاجتماعية في هاتين المنطقتين.
ويُقاس مستوى المعيشة بأشياء قابلة للتقدير، مثل الدخل وفرص العمل وتكلفة السلع والخدمات ونسبة الفقر، إضافةً إلى عوامل أخرى مثل متوسط العمر المتوقَّع ونسبة التضخم وعدد الإجازات المدفوعة التي يحصل عليها الموظف سنويًّا.
وترتبط عوامل أخرى بمستوى المعيشة مثل:
- الفوارق بين الطبقات الاجتماعية.
- نسبة الفقر.
- جودة السكن.
- ساعات العمل المطلوبة لشراء الضروريات.
- الناتج المحلي الإجمالي.
- جودة التعليم.
- إمكانية الحصول على رعاية صحية جيدة.
- نسب الأمراض.
- البنية التحتية.
- نمو الاقتصاد.
- الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
- الحرية الدينية والسياسية.
- جودة البيئة.
- المناخ.
- الأمان.
يمكن المقارنة بين مستوى المعيشة في الولايات المتحدة وكندا مثلًا، ويمكن أيضًا المقارنة بين مستوى المعيشة في مناطق جغرافية أصغر مثل ولايتي نيويورك وديترويت.
ويمكن أيضًا استخدام هذا الأداة للمقارنة بين فترتين زمنيتين، مثل مقارنة مستوى المعيشة الحالي في الولايات المتحدة بالمئة عام السابقة. يستطيع المواطن الأمريكي حاليًّا بالأجور التي يتقاضاها لقاء ساعات العمل نفسها شراء سلع وأشياء أكثر مقارنةً بالماضي، أشياء كانت في الماضي حكرًا على الميسورين مثل الثلاجات والسيارات. وزادت كذلك أوقات الراحة وارتفع متوسط العمر المتوقع، بينما تناقص عدد ساعات العمل.
يُعَد مؤشر التنمية البشرية، الذي طورته الأمم المتحدة سنة 1990، من مقاييس مستوى المعيشة، ويعتمد متوسط العمر المتوقع عند الولادة، ونسب الأمية لدى البالغين، والناتج المحلي الإجمالي لكل فرد أساسًا لقياس مستوى التنمية.
جودة الحياة
جودة الحياة مصطلح أكثر ذاتية من مستوى المعيشة ويصعب غالبًا تقديره. إذ تتباين العوامل المؤثرة في جودة الحياة بين الأفراد، اعتمادًا على أسلوب معيشتهم وتفضيلاتهم الشخصية. لكن بعيدًا عن هذه العوامل، يلعب هذا المقياس دورًا مهمًا في القرارات المالية في حياة الجميع.
من العوامل المؤثرة في جودة حياة الفرد ظروف العمل والرعاية الصحية والتعليم والظروف المادية.
يشتمل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر سنة 1948 على قائمة ممتازة يمكن أخذها في الاعتبار عند تقييم جودة الحياة، وهي تتضمن أشياءً تُعد مكفولةً لمواطني الولايات المتحدة والدول المتقدمة عمومًا، وإن كانت غير متاحة لعدد كبير من البلدان الأخرى. ومع مضي أكثر من 70 عامًا على هذا الإعلان، ما زال يُنظر إليه بوصفه حالةً مثالية صعبة التحقيق، وغير واقعية. تتضمن العوامل المستخدمة لتقييم جودة الحياة:
- التحرر من العبودية والتعذيب.
- حماية قانونية متساوية للجميع.
- التحرر من التمييز.
- حرية الحركة.
- حرية السكن في أي مكان داخل الوطن.
- براءة المتهم حتى تثبت إدانته.
- حرية الزواج.
- حق امتلاك عائلة.
- عدم التفرقة بناءً على الجنس أو العرق أو اللغة أو الدين أو المعتقدات السياسية أو القومية أو المكانة الاقتصادية أو الاجتماعية وغير ذلك.
- الحق في امتلاك خصوصية.
- حرية الفكر.
- حرية الدين.
- حرية اختيار العمل.
- حق الحصول على أجور عادلة.
- أن تكون الأجور مكافئةً للعمل.
- حق التصويت.
- حق الاستراحة والاستجمام.
- حق التعليم.
- حق ضمان كرامة الإنسان.
عيوب مستوى المعيشة وجودة الحياة بوصفها مؤشرات
يُعد مستوى المعيشة مؤشرًا معيبًا إلى حد ما. فبينما تحتل الولايات المتحدة مرتبةً عاليةً في العديد من المجالات، لا يزال مستوى معيشة بعض فئات الشعب منخفضًا جدًّا، مثلًا تكافح بعض المدن الفقيرة من أجل العيش، وتفتقر إلى جودة فرص العمل، وتعاني قصر متوسط العمر المتوقع، وارتفاع نسب الأمراض والعلل.
أيضًا تتباين جودة الحياة بين الناس ما يجعله مؤشرًا معيبًا أيضًا، إذ توجد فئات متنوعة من الشعب الأمريكي تعاني جودةً منخفضة للحياة مقارنةً بفئات أخرى، فقد يعانون من التمييز في المجتمع ومكان العمل أو لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة أو الرعاية الصحية الحقيقية أو التعليم الجيد.
اقرأ أيضًا:
دول العالم الثالث: لماذا استخدم هذا المصطلح لوصف الشعوب النامية؟
التصدير: ما مفهوم الصادرات وما العوائق التي تواجه عملية التصدير
ترجمة: حليم عبد الأمير
تدقيق: حسام التهامي
مراجعة: أكرم محيي الدين