المد والجزر هما حالتان متناوبتان ترتفع فيهما مياه البحار والمحيطات (وحتى البحيرات الكبيرة) ليلاً، وتعود لتنحسر في النهار. وبينما يكون صغيراً نسبياً في بعض الأماكن بحيث لا يتجاوز بضعة سنتيمترات، يمكن أن يصل إلى عدة أمتار في بعض المناطق والأوقات.
سبب المد والجزر: الإجابة البسيطة
تسبب جاذبية القمر ما يعرف بقوة المد والجزر على الأرض. تتسبب هذه القوة بارتفاع مستوى مياه البحر على الجانب الأقرب للقمر والجانب الأبعد عنه. يعرف هذا الارتفاع باسم المد.
تسبب جاذبية القمر بوجود ما يعرف بقوة المد والجزر. تتسبب هذه القوة في بروز مياه الأرض على الجانب الأقرب للقمر والجانب الأبعد عنه. يعرف هذا البروز من المياه بالمد.
أثناء دوران الأرض، تمر منطقة وجودك حاليًا خلال هذه البروزات مرتين يوميًا، فعندما تمر خلال منطقة البروز، تشهد مدًا، أما عندما لا تكون في أحدى منطقتي البروز، فإنك تشهد جزرًا. تحدث هذه الدورة معظم الأيام على معظم سواحل العالم.
تفاصيل أكثر عن أسباب المد والجزر
تدور هذه الظاهرة حول الجاذبية، وكما ذكرنا سابقًا، إن ما يسببها يوميًا هي جاذبية القمر. مع دوران الأرض، تجذب جاذبية الَقمر أجزاءً مختلفةً من كوكبنا، وعلى الرغم من أن القمر ليس له إلا حوالي 1/100 من كتلة الأرض، فإن قربه من الأرض يعطيه القدرة الكافية على التأثير بالكوكب، حتى أن جاذبية القمر تسحب أجزاءً من اليابسة، لكن ليس بما يكفي لملاحظته (ما لم تُستخدم أدوات خاصة دقيقة).
من الأسهل بالطبع ملاحظة عملية الجذب هذه عند حدوثها على المياه بالمحيطات، فيمكن للماء أن يتنقل بسهولة أكبر من اليابسة، وميل المياه هذا للانجذاب نحو القمر يعرف بقوة المد، وبسبب هذه القوة، يميل الماء الموجود على جانب القَمر دائمًا للبروز باتجاه القمر.
ومع ذلك، فإن هذا مجرد تفسير لقوة المد والجزر، ففي الواقع، ليست الأرض مغطاة تمامًا بمحيط كبير من المياه، فهناك سبع قارات، وهذه اليابسة تعترض الطريق، تمنع القارات الماء من تتبع جذب القَمر، لهذا السبب، في بعض الأماكن لا يكون الفرق بين المد والجزر كبيرًا جدًا، وفي أماكن أخرى، يكون الفرق شاسعًا.
ولكن إن كان هذا ما يفسر المد الأول كل يوم ، فماذا يفسر المد الثاني؟ تبرز مياه المحيط على جانب الأرض الآخر أيضًا، الأبعد عن القمر.
إن كانت جاذبية القمر تسحب المحيطات نحوه، فكيف يمكن أن يبرز المحيط على الجانب الآخر للأرض البعيد عن القمر؟ قد يبدو ذلك غريبًا بعض الشيء، لكن تفسيره بسيط. قوة المد قوة تفاضلية – بمعنى أنها تنشأ من الاختلافات في الجاذبية على سطح الأرض.
إليك المزيد لتعرفه عن المد والجزر:
على جانب الأرض المواجه للقمر مباشرةً، تكون جاذبية القمر أقوى، ويُجذب الماء على هذا الجانب بقوة أكبر في اتجاه القمر. أما على جانب الأرض الأبعد عن القمر، تكون جاذبية القمر في أضعف حالاتها. ولكن أيضًا يبذل القمر قوة جاذبية على الكوكب بالكامل متوسطها عند مركز الأرض.
تمثل الأسهم قوة سحب جاذبية القمر. للحصول على قوة المد – القوة التي تسبب المد والجزر – نطرح قوة الجاذبية المتوسطة المبذولة على الأرض ككل من قوة الجاذبية المبذولة على موقع معين على سطح الأرض.
يعني أنه للحصول على مقدار قوة المد المبذولة على أي نقطة من سطح الأرض علينا طرح القوة المتوسطة المبذولة على مركز الأرض.
قوة المد = قوة جاذبية القمر على موقع محدد من سطح الأرض – متوسط قوة جاذبية القمر على الأرض كلها ( القوة المبذولة على المركز تقديريًا ).
أي نتيجةً لقوة المد وتمدد أو تفلطُح الأرض بسببها، نتحصل على جانبي البروز الاثنين، وبدوران الأرض ومرورها يوميًا بالبروزين والانخفاضين، يفسر وجود ظاهرة المد والجزر.
الأسهم تمثل قوة المد. ما تبقى بعد إزالة متوسط قوة سحب جاذبية القَمر للكوكب بأسره من قوة جاذبية القمر المبذولة على كل موقع على سطح الأرض.
هل يؤثر أي شيء آخر على المد والجزر ؟
تتسبّب الشمس أيضًا في حركة مد وجزر، لكن بشكل أقل اعتبارًا من القمر. فعندما تصطف الأرض والقمر والشمس في خط واحد – وهو ما يحدث في أوقات اكتمال القمر أو في القضمر الجديد – يُعزز المد الشمسي والقمري بعضها البعض، ما يؤدي إلى ظاهرة أقوى من المد والجزر تعرف بالمد الربيعي.
وعندما يعمل المدّان القمري والشمسي ضد بعضها، تكون الظاهرة في أضعف حالاتها ويدعى بالمد والجزر الضعيف – neap tide. وبما أن القمر الجديد والقمر الكامل يحدثان تقريبًا كل أسبوعين، لذلك نرى الكثير من ظاهرة المد الربيعي.
الرياح وأنماط الطقس لها تأثير أيضًا على مستوى المياه. يمكن للرياح البحرية القوية نقل المياه بعيدًا عن السواحل، ما يزيد في انخفاض الجزر، كما يمكن أن تدفع الرياح الساحلية المياه إلى الشاطئ، ما يجعل الجزر أقل وضوحًا.
يمكن أن تؤدي أنظمة الطقس مرتفعة الضغط إلى انخفاض مستويات سطح البحر، فيزيد الجزر وضوحًا. كما يمكن أن يتسبب الضغط المنخفض – الناتج عن العواصف والأعاصير القوية – في حدوث مد أعلى بكثير من المتوقع ، لذلك احترس!
اقرأ أيضًا:
الظاهرة الغريبة التي حيرت ليوناردو دافنشي بالإمكان تفسيرها الآن
انقسام أفريقيا مجرد بداية لتغيرات أرضية هائلة
ترجمة: رتاج ابراهيم
تدقيق: محمد قباني
