تعرّضت امرأةٌ تبلغ من العمر 55 عامًا لحادثٍ مروريّ، وعلى إثره تكسّرت كلتا رجليها، وقد أدّى هذا إلى حدوث عدوى متعدّدة الميكروبات كما نشرت (مجلة الطب الانجليزية الجديدة – The New England Journal of Medicine)، وبعد معالجتها بمضاداتٍ حيوية بدأ يظهر شعرٌ أسود على لسانها.
باشر الأطباء بمعالجة العدوى بوصف مضادَّين حيويّين كلٌّ على حدة، وهما (الميروبينيم – Meropenem) و(المينوسكلين – Minocycline)، وبعد أسبوع من العلاج، ظهرت أعراض جانبية أبلغت عنها المرأة؛ مثل شعورٍ بالغثيان ومذاقٍ سيّئٍ في الفم، كما لوحظ عرَضٌ ملفتٌ للانتباه فوق لسانها؛ كان لسانها قد تحوّل إلى اللون الأسود، وأصبح مُشعرًا أيضًا.
ما لا يثير الدهشة، أن يُطلق على هذه الحالة المرضية غير الضارّة اسم (اللسان المُشعر الأسود – Black hairy tongue)، ويُشير التقرير إلى أنّ هذه الحالة ناتجة عن تضخّم ونموّ النتوءات الصغيرة الموجودة فوق سطح اللسان، ويُطلق على هذه النتوءات (الحُلَيْمات الخيطية – Filiform papillae).
تختلف هذه الحُليمات عن الأنواع الأخرى الموجودة في اللسان بعدم احتوائها على براعم التذوق، وفقًا لـ (موسوعة علم الأعصاب – Encyclopedia of Neuroscience).
وعوضًا عن ذلك، تُساعد في قضم أو مسك الطعام على اللسان، وفقًا لورقة علمية نُشرت في عام 2016 في (مجلة ديناميات التطوير – Developmental Dynamics).
يمكن لعديد من العوامل أن تسبّب حدوث اللسان الأسود المُشعر، بما في ذلك بعض الأدوية، تعاطي التبغ، بعض غسولات الفم المهيّجة، أو عدم الاهتمام بصحة الفم.
وفقًا للتقرير، شكَّ الأطباء بأنّ المُضاد الحيوي (مينوسكلين) هو المسؤول عن تدهور حالة المرأة.
وبالفعل، عندما بدّل الأطباء مينوسكلين بمُضادٍّ حيويٍّ آخر، وقدّموا النصائح بالالتزام بنظافة الفم والأسنان، حينها وفي غضون شهر، عاد لسان المرأة إلى مظهره الطبيعيّ.
- ترجمة: رفاه عبد الرزاق
- تدقيق: تسنيم المنجّد
- تحرير: صهيب الأغبري
- المصدر