الخندق الاقتصادي هو أفضلية بارزة تمتلكها الشركة وتتفوق بها على منافسيها، ما يعطي الشركة المجال لحماية حصتها السوقية وربحيتها من المنافسين، وكان رجل الأعمال وارين بافيت أول من قدّم وسمّى هذا المصطلح. غالبًا ما تكون هذه الأفضلية صعبة التقليد أو الاستنساخ ( مثل براءات الاختراع وهوية العلامة التجارية)، ما يضع حاجزًا منيعًا أمام منافسة الشركات الأخرى.
فهم الخندق الاقتصادي
تعلم جميع الشركات الناجحة أن الخطر الحقيقي الذي يهدد نجاحها المستمر يأتي من الشركات المنافسة، ولذلك يُعدّ إبقاء المنافسين بعيدًا أمرًا أساسيًّا للحفاظ على هيمنة الشركة.
قد تلاحظ الشركة مع الزمن تآكلًا في أرباحها الصافية بسبب زيادة الحصص السوقية للمنافسين على حساب الحصة السوقية للشركة.
ولذلك يجب على الشركة التي ترغب في أن تبقى مهيمنة أن تصنع خندقًا اقتصاديًّا.
يصف الخندق الاقتصادي الميزة التنافسية للشركة المستمدة من نتاج مجموعة متنوعة من خطط الأعمال، وتسمح هذه الخطط للشركة بأن تكسب أرباحًا أكبر من المعتاد ولفترة زمنية طويلة.
لا يرفع الخندق الاقتصادي أرباح الشركة فقط، بل يفيد أيضًا المستثمرين الراغبين في زيادة حجم محافظهم الاستثمارية من خلال وضعِ أسهم شركات ستحافظ على مستوى أدائها في تلك المحافظ.
تستطيع الشركة إنشاء خندق اقتصادي واسع بإنشائها ميزة تنافسية دفاعية، ما يفيد في كبح المنافسة ضمن مجال عمل الشركة.
في النتيجة، كلّما كان الخندق الاقتصادي أوسع كانت الميزة التنافسية للشركة أكبر وأكثر استدامة.
يمكن للشركة استخدام مزايا مثل ممتلكاتها غير الملموسة في بناء خندق اقتصادي واسع، مثل:
- صناعة الشركة لاسم علامة تجارية معروف جيدًا (شركة نايكي).
- هامش قدرة الشركة على تحديد الأسعار (شركة آبل).
- مزايا التكلفة (شركة والمارت).
- جعل تغيير المستهلكين لنوعية المنتجات التي يملكونها أمرًا مكلفًا (شركات الهواتف المحمولة).
- تأثير الشبكة.
- كفاءة الإنتاج.
إن أكثر المميزات المالية التي تمتاز بها الشركات التي تتمتع بخندق اقتصادي متسع هو أنها عادةً ما تولد كميات كبيرة من التدفقات النقدية الحرة، وأنها تمتلك سجلًا حافلًا بالإيرادات الكبيرة.
مصادر الخنادق الاقتصادية
تمتلك الشركة ميزة التكلفة مقارنةً بالشركات الأخرى في حال كانت قادرة على المحافظة على تكاليف تشغيلية منخفضة مقارنةً بمبيعاتها، ما يمكّنها من البيع بسعر أقل من منافسيها، فتخفض هذه الشركة أسعار منتجاتها وتبقي الشركات المنافسة بعيدة عنها.
تمتلك شركة والمارات ستورز مثلًا مبيعات هائلة وتفاوض الموردين لتشتري منهم بأسعار أقل، ما يؤدي إلى وجود منتجات قليلة التكلفة في متاجرها و يجعل مجاراة المنافسين لهذه الشركة صعبًا.
تتضمن الممتلكات غير الملموسة براءات الاختراع والعلامات التجارية والرخص التي تسمح للشركة بحماية عملية إنتاجها وتقاضي أسعار مرتفعة.
تأتي العلامة التجارية عادةً من جودة التسويق وعروض المنتجات.
وتحصل الشركات على براءات الاختراع بواسطة تقديم الشركات الملفات اللازمة للحكومة لحماية طريقة إنتاج منتج معين، ولمدة محددة من الزمن (عادة تبلغ 20 عامًا).
تكتسب شركات الأدوية أرباحًا طائلة بفضل براءات اختراع الأدوية، وذلك بعد إنفاقها المليارات على الأبحاث والتطوير.
تنشأ كفاءة الإنتاج عندما يكون السوق مستغَلًّا من قِبَل عدد محدود من الشركات، أي إنها تكون شبه احتكارية، مثل شركات المرافق العامة التي تملك كفاءة في إنتاج الماء والكهرباء لتخديم المستهلكين ضمن بقعة جغرافية محددة، ويكون مكلفًا وغير كفءٍ بناء شركة أخرى تعمل نفس العمل في المنطقة ذاتها.
إن تكاليف التبديل هي نوع آخر من الخنادق الاقتصادية، وهي جعل تبديل المستهلكين منتجاتهم أو الشركة التي يتعاملون معها أمرًا مكلفًا زمنيًّا وماديًّا.
على سبيل المثال، تقدم شركة أوتوديسك العديد من الحلول البرمجية صعبة التعلم للمهندسين والمصممين.
ومن غير المرجح تبديل المستهلك لشركة أوتوديسك ما إن بدأ بالعمل على برمجياتها، ما يسمح للشركة بزيادة أسعار منتجاتها.
يمكن أن يزيد تأثير الشبكة من حصانة الخندق الاقتصادي للشركة، لأنه يزيد من قيمة منتجاتها مع ازدياد استخدام الناس لها.
نرى تأثير الشبكة بوضوح في الأسواق الافتراضية (التي تعمل عبر الإنترنت) مثل إيباي وآمازون، وهي معروفة بين المستهلكين على نطاق واسع بسبب العدد الكبير من الأشخاص الذين يشترون ويبيعون المنتجات المتنوعة على هذه المنصات.
اقرأ أيضًا:
المعاني المختلفة لمصطلح التوطيد
ترجمة: كميت خطيب
تدقيق: إدريس زويتن
مراجعة: رزان حميدة
