يحدث السرطان عندما تبدأ خلايا الجسم بالنمو خارج نطاق السيطرة، ويمكن الخلايا في أي جزء من الجسم تقريبًا أن تصبح سرطانية، وقد تنتشر بعدها لتصل إلى مناطق أخرى في الجسم.
لأغراض إحصائية، غالبًا ما تُصنّف السرطانات التي تبدأ بين سن 15 و19 عامًا بوصفها سرطانات تصيب المراهقين، مع أن السرطان غير شائع لدى هذه الفئة العمرية فإن بعض أنواع السرطان قد تصيبهم، وقد يكون علاجها صعبًا لأسباب عدة.
تحدث معظم أنواع السرطان عند كبار السن، أما السرطانات التي تبدأ في مرحلة الطفولة -قبل 15 عامًا- فهي أقل شيوعًا. غالبًا ما تختلف الأنواع التي تصيب الأطفال عن التي تصيب البالغين، إذ تنتج السرطانات التي تصيب الأطفال غالبًا عن تغيرات في الحمض النووي في الخلايا التي تتشكل مبكرًا جدًا في الجسم وقبل الولادة أحيانًا، لا ترتبط هذه الأنواع ارتباطًا وثيقًا بنمط الحياة أو عوامل الخطر البيئية، على عكس أنواع السرطان التي تصيب البالغين.
تُعد أنواع السرطان التي تصيب المراهقين مزيجًا من أنواع عديدة قد تصيب الأطفال والبالغين، لكنها لا تقتصر على هذه الفئة العمرية، إذ تختلف الأنواع الأكثر شيوعًا في هذه المرحلة العمرية عن تلك الأكثر شيوعًا لدى الأطفال أو البالغين.
1) اللمفوما (ورم الغدد اللمفاوية)
نوع من السرطان يبدأ في خلايا الجهاز المناعي المسماة الخلايا اللمفاوية. يبدأ هذا الورم عادةً في العقد اللمفاوية أو الأنسجة اللمفاوية الأخرى مثل اللوزتين أو الغدة الصعترية -غدة صغيرة تقع أمام القلب- وقد تؤثر في نقي العظم والأعضاء الأخرى أيضًا.
تختلف الأعراض حسب مكان بدء السرطان، وقد تتضمن فقدان الوزن والحمى والتعرق والتعب وتورم الغدد اللمفاوية تحت الجلد في الرقبة أو الإبط أو المغبن.
يتألف الورم من نوعين رئيسين، وقد يحدث كل منهما عند المراهقين:
- لمفوما هودجكين: الأكثر شيوعًا عند فئتين عمريتين، مرحلة البلوغ المبكرة من 15 حتى 40 سنة، لكنه يحدث غالبًا في فترة العشرين من العمر، وأواخر مرحلة البلوغ عندما يتجاوز السن 55 عامًا. يتشابه هذا النوع من السرطان في الفئات العمرية وفي أفضلية أنواع العلاج.
- لمفوما لا هودجكينية: يعد أقل شيوعًا من اللمفوما الهودجكينية عند المراهقين، لكنه يزداد خطورةً مع التقدم في العمر. تضم اللمفوما اللا هودجكينية من عدة أنواع، تميل بعضها إلى النمو بسرعة وتتطلب علاجًا مكثفًا لدى المراهقين، لكنها تستجيب للعلاج مقارنةً بتلك التي تصيب كبار السن.
2) اللوكيميا (ابيضاض الدم)
هو سرطان يصيب نقي العظم والدم، وهو السرطان الأكثر شيوعًا عند الأطفال. قد تحدث في أي عمر، وإن كانت تصيب كبار السن غالبًا.
تكون اللوكيميا التي تصيب المراهقين عادةً من الأنواع الحادة -سريعة النمو- مثل ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد أو ابيضاض الدم النقوي الحاد.
قد تسبب اللوكيميا التعب والضعف وشحوب الجلد والنزف أو الكدمات والحمى وفقدان الوزن وآلام العظام والمفاصل وغيرها من الأعراض. قد تتطور اللوكيميا الحادة بسرعة لذلك تحتاج إلى المعالجة فور تشخيصها، وكلما كان مريض اللوكيميا الحادة أصغر سنًا كان علاجه أنجع.
3) سرطان الغدة الدرقية
يرتفع خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية مع التقدم في العمر، لكنه قد يصيب الشباب أكثر من معظم أنواع السرطان الأخرى التي تصيب البالغين، وهو أكثر شيوعًا بين الشابات مقارنةً بالشبان.
يُعد ظهور عقد في مقدمة العنق العرَض الأكثر شيوعًا لسرطان الغدة الدرقية، لكن أكثر أورام الغدد الدرقية غير سرطانية، ويجب فحصها للتحقق من ذلك.
قد تشمل الأعراض الأخرى لسرطان الغدد الدرقية آلامًا أو تورمًا في الرقبة، وصعوبةً في التنفس والبلع وتغيرات في الصوت. فرص الشفاء منه جيدة جدًا غالبًا.
4) أورام الدماغ والنخاع الشوكي
توجد عدة أنواع من أورام الدماغ والنخاع الشوكي، تختلف طرق علاج وتشخيص كل منها. تبدأ معظم أورام الدماغ عند الأطفال في أجزاء الدماغ السفلية، مثل المخيخ أو جذع المخ. يُعد البالغون أكثر عرضةً للإصابة بأورام في الأجزاء العلوية من الدماغ، أما المراهقون فقد يصيبهم الورم في أي من المنطقتين.
تُعد أورام النخاع الشوكي أقل شيوعًا من أورام الدماغ عند جميع الفئات العمرية، وقد تسبب التنميل والضعف وفقدان التنسيق في الذراعين أو الساقين -في جانبي الجسم عادةً- إضافةً إلى مشكلات في المثانة أو الأمعاء.
5) سرطان الخصية
يحدث سرطان الخصية غالبًا عند فئة الشباب، وتحدث نصف حالات سرطان الخصية تقريبًا لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عامًا، مع أنه قد يحدث في أي عمر حتى عند المراهقين.
يتجلى العرَض الأول لسرطان الخصية غالبًا في ظهور عُقَد على الخصية، أو تورمها أو تضخمها. في أغلب الحالات لا تسبب أورام الخصية ألمًا، ومن الضروري أن يفحص الطبيب العقد في أسرع وقت ممكن ليتمكن من تشخيص الحالة.
يُعد التعامل مع سرطان الخصية جيدًا جدًا، إذ تمكن معالجة معظم الحالات.
6) الساركوما (سرطان العظام والنسيج الرخو)
هي سرطانات تحدث في الأنسجة الضامة مثل العضلات أو العظام أو الخلايا الدهنية، وقد تحدث في أي عمر باستثناء بعض الأنواع التي تصيب غالبًا الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، للساركوما نوعان أساسيان:
أ) ساركوما العظام: تُعد الساركوما العظمية وساركوما يونغ النوعين الأكثر انتشارًا من سرطانات العظام، وهما الأكثر شيوعًا عند المراهقين. غالبًا ما تسببان آلامًا في العظام تسوء في الليل أو عند ممارسة الأنشطة، إضافةً إلى تورم المنطقة المحيطة بالعظم.
تبدأ الساركوما العظمية عادةً في المناطق التي ينمو فيها العظم بسرعة، مثل أطراف عظام الساق أو الذراع. أما ساركوما يونغ فتصيب عادةً عظام الحوض، وجدار الصدر مثل الأضلاع أو لوحي الكتف، أو منتصف عظام الساق.
ب) ساركوما الأنسجة الرخوة: قد يبدأ هذا النوع في أي جزء من الجسم، لكنه يظهر غالبًا في الذراعين أو الساقين. تبدأ الساركوما العضلية المخططة في الخلايا التي تتطور عادةً إلى عضلات هيكلية، وتصيب غالبًا الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، وقد تحدث أيضًا عند المراهقين والبالغين.
يزداد شيوع معظم أنواع ساركوما الأنسجة الرخوة مع التقدم في العمر، وتختلف الأعراض وفقًا لمكان ظهورها، وقد تشمل ظهور العُقد التي قد تسبب الألم، أو التورم أو مشكلات في الأمعاء.
7) ورم ميلانيني (سرطان الجلد)
من المرجح حدوثه عند كبار السن، ويصيب أيضًا الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا -خاصةً الشابات- وقد يحدث الورم الميلانيني في سن أصغر إذا كان وراثيًا.
يشكل ظهور بقعة جديدة على الجلد أو وجود بقعة يتغير حجمها أو شكلها أو لونها أهم علامة تحذير لحدوث الورم الميلانيني.
غالبًا ما تكون فرصة علاج الورم الميلانيني جيدة جدًا إذا اكتُشِف وعولج مبكرًا، أما إذا تُرك من دون علاج فإنه قد ينمو وينتشر بسرعة، ما قد يجعل علاجه أصعب.
8) سرطان المبيض
يشيع حدوثه عند النساء الأكبر سنًا عمومًا، لكن بعض أنواع سرطانات المبيض المعروفة بأورام الخلايا الجنسية تشيع عند المراهقات والشابات.
عادةً لا يسبب سرطان المبيض أعراضًا، لكن قد تشعر بعض المراهقات والشابات المصابات بالشبع بسرعة عند تناول الطعام، أو قد يشعرن بانتفاخ غير طبيعي أو ألم في البطن أو أعراض بولية، ويجب فحصهن طبيًا إذا استمرت هذه الأعراض أكثر من بضعة أسابيع.
اقرأ أيضًا:
العلاقة بين السرطان والعقد اللمفاوية
ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: آية وقاف
تدقيق: راما الهريسي
مراجعة: أكرم محيي الدين