يبدو أنَّ معظم البريطانيين لا يعرفون إبطهم من مرفقهم.
وجدت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ 15% فقط من المشاركين استطاعوا تحديد موقع غددهم الكظرية، وفقط 20% منهم عرفوا مكان وجود الطحال والمرارة في جسمهم.
ليس من المفاجئ أنَّ يجاهد الناس لتحديد المكان الصحيح لأعضائهم البطنية، فالبطن مكانٌ مزدحمٌ جدًا ممتلئٌ بالأعضاء الهضمية: المعدة والبنكرياس والكبد والمرارة و6 أمتار من الأمعاء والمستقيم، بالإضافة للكليتين والكثير من الأوعية الدموية.
ومع ذلك فإنَّ فهم البطن ضروريٌ لأنَّ الكثير من مراجعات الإسعاف تتمحور حول مشاكل متعلقة بهذه البنى البطنيّة: كالتهاب الزائدة الدوديّة والتهاب المرارة والحصيات الكلويّة والتهاب الرتوج وأم الدم الأبهريّة.
التشريح ليس مجرّد مادّة دراسيّة بل هو لغةٌ أيضًا. فعندما يتشارك المريض والطبيب هذه اللغة الشائعة الاستخدام، ستصبح الاستشارات الطبيّة أفضل ويشعر المرضى برضىً أكبر.
وعلى الرغم من أنّه لا يتوجب على المريض أن يعرف معلوماتٍ تشريحيّة مفصّلةً، فإن ذلك -في حال حدوثه- يساعد الطبيب على وضع تشخيصٍ أسرع وأكثر دقّةً. ويدعى امتلاكك لبعض المعلومات التشريحيّة بالثقافة الصحيّة، وتساعدك هذه الثقافة في معرفة الأخطاء، وفي تحديد فيما إذا كان يجب عليك أن تراجع طبيبك أو تذهب مباشرةً إلى الإسعاف.
وفي استبيان سابقٍ، وجد أنَّ نصف الألفي رجل الذين خضعوا للاستبيان لا يعرفون أين يتوضع البروستات، و17% منهم لم يكونوا يعرفون بأنهم يملكون بروستات، وفقط 8% عرفوا ما هو البروستات وماذا يفعل.
إن كنت رجلًا، فمعرفة لمكان البروستات لديك يعتبر أمرًا بالغ الأهميّة، ففي 2014 شُخّص 47.000 رجل بسرطان البروستات وتوفي من جرائه أكثر من 11.000.
وفي دراستنا الحاليّة كان الرجال أفضل من النساء في تحديد أماكن بعض العضلات، ولكن كان المساء أفضل في تحديد أماكن أعضاء الجسم الداخليّة.
كما لم يكن هناك فرقٌ كبيرٌ في الإجابات اعتمادًا على المؤهلات العلميّة للشخص. لوحظ أنَّ ذروة مستوى المعرفة تتركز في عمر ال40 والذي يتصادف مع زيادة معدل مراجعات الأطباء، وبذلك يكون هذا أكثر عمرٍ يبدأ الناس فيه بإعطاء أهميّة أكبر لتشريح جسمهم.
ويتوجّب علينا بذل جهدٍ أكبر لتعليم الأطفال أساسيّات التشريح في المدارس الابتدائية والإعداديّة، مما يساعد الناس على العيش لفترةٍ أطول وبشكل صحّي أكثر ويسهّل حياة وعمل الأطباء.
- ترجمة: عبدالمنعم نقشو
- تدقيق: رؤى درخباني
- تحرير: أحمد عزب