تعاني بعض النساء الحكة الفرجية vulvar itching ليلًا، ما يؤدي إلى عدم الراحة وعدم القدرة على النوم.
تزداد بعض الحالات التي تُسبب الحكة الفرجية سوءًا في الليل، وسبب ذلك أن انتباه المريضة لا يكون مشتّتًا كثيرًا في الليل، ولا يوجد ما يشغل تفكيرها، ما يدفعها إلى التركيز على الحكة. أما نهارًا، فتُلهي الكثير من الأمور المريضة عن الحكة، ويكون الانتباه مشتتًا، ودون وجود هذه الأمور تشتد الحكة، كما يحدث ليلًا.
أسباب الحكة الفرجية:
تتضمن الأسباب المُحتمَلة للحكة الفرجية التي تزداد سوءًا في الليل ما يلي:
التهاب المهبل الجرثومي:
وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، يُعَد التهاب المهبل الجرثومي العدوى المهبلية الأكثر شيوعًا عند النساء بعمر 15 – 44 عامًا، خاصةً الناشطات جنسيًّا منهن.
توجد الجراثيم طبيعيًا في المهبل، لكن النمو الزائد لها قد يؤدي إلى حدوث التهاب المهبل الجرثومي.
لا يُلاحَظ وجود أعراض عند كل المصابات بالتهاب المهبل الجرثومي، لكن حال وجودها تتضمن:
- الألم أو الحكة أو الشعور بالحرقة.
- حرقة خلال التبول.
- مفرزات مهبلية بيضاء أو رمادية.
- حكة فرجية.
- رائحة قوية شبيهة برائحة السمك، خاصةً بعد ممارسة الجنس.
يحتاج التهاب المهبل الجرثومي عادةً إلى العلاج، لذلك تُفضَّل مراجعة الطبيب فورًا حال ظهور هذه الأعراض.
داء المبيضات أو عدوى الخميرة Yeast infections:
يحتوي المهبل طبيعيًّا فطريات تُسمى المبيضات أو الكانديدا Candida، التي لا يُسبب وجودها عادةً أي مشكلات. لكنها قد تنمو وتتكاثر خارجةً عن نطاق سيطرة الجسم، مسببةً بذلك داء المبيضات، نتيجة حدوث بعض التغيرات في بيئة الجسم، مثل تغيرات الجهاز المناعي، أو بسبب تناول أدوية معينة، أو التقلبات الهرمونية.
تتضمن أعراض داء المبيضات ما يلي:
- ألم في أثناء ممارسة الجنس.
- حكة في المهبل.
- الشعور بعدم الراحة أو الألم أو الحرقة عند التبول.
- خروج إفرازات بيضاء سميكة غير طبيعية من المهبل.
من الأفضل مراجعة الطبيب فورًا حال ظهور هذه الأعراض، خاصةً عند ظهورها لأول مرة.
المُستأرِجات Allergens والمُهيّجات irritants:
قد تسبب العديد من المواد المُستأرجة (المسببة للحساسية) والمُهيّجة الحكة الفرجية. تظهر الأعراض عادة بعد التعرض للمُهيّجات بسرعة، أما ظهور الأعراض بعد التعرض للمُستأرجات فقد يستغرق بضعة أيام.
من المواد المُستأرجة والمُهيجة التي يمكنها أن تُسبب الحكة الفرجية:
- الملابس الضيقة.
- الصابون.
- قاتلات الحيوانات المنوية (وسيلة لمنع الحمل).
- الملابس الداخلية المصنوعة من النايلون.
- العطور.
- الواقي الذكري المصنوع من اللاتكس.
- حمام الفقاعات.
- المواد المُزلّقة.
- منظفات الغسيل.
- الدوش المهبلي.
- مساحيق التجميل.
- مناديل مسح الأطفال.
- بعض الأدوية.
- بطانة الملابس الداخلية.
الأخماج المنقولة جنسيًّا:
قد تُسبب بعض الأخماج المنقولة جنسيًّا الحكة المهبلية أو الفرجية، مثل قمل العانة وداء المشعرات trichomoniasis.
يُسبب قمل العانة غالبًا حكة فرجية تسوء ليلًا، ويمكن رؤيته في أثناء الفحص الذاتي، لكن تُفضل مراجعة الطبيب لوضع التشخيص المناسب.
قد لا تظهر أعراض عند الإصابة بداء المشعرات، لكن حال ظهورها تشمل:
- إحساس حارق في الأعضاء التناسلية.
- رائحة مهبلية مزعجة.
- حكة مهبلية أو فرجية.
- تبقيع (خروج نقط أو بقع دموية).
قد يصف الطبيب مضادات الحيوية للعلاج.
الحزاز المتصلب Lichen sclerosus:
الحزاز المتصلب هو إصابة جلدية مزمنة، قد يحدث في أي مكان من الجسم تقريبًا، لكنه أكثر شيوعًا في الأعضاء التناسلية والشرج.
يُسبب الحزاز المتصلب ترقق الجلد، ما يؤدي إلى حدوث تهيج وحكة، وظهور بعض النفاطات أو البثرات. قد لا تظهر أي أعراض في بداية الإصابة، لكن مع تقدمها، تظهر أعراض مثل:
- حكة فرجية.
- ألم عند التبول.
- بقع فرجية بيضاء حاكة تنمو مع مرور الوقت.
- ألم في أثناء الجماع.
- حكة شرجية أو نزف شرجي.
- نفاطات أو بثرات.
ما زال السبب الدقيق للإصابة بالحزاز المتصلب غير معروف تمامًا. قد يُصيب أفراد العائلة، وربما ينجم عن خلل هرموني أو اضطراب مناعي.
الحزاز المسطح Lichen planus:
هو استجابة مناعية غير طبيعية، تحدث عندما يبدأ الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة الأغشية المخاطية والجلد، ويصيب أجزاء مختلفة من الجسم، ومنها الفرج. عندما يصيب المهبل، يتخذ شكل لطخات بيضاء أو قرحات مؤلمة.
عندما يظهر الحزاز المسطح على السطح الخارجي للمهبل -في منطقة الفرج- فإنه يأخذ شكل نتوءات أو تورمات حاكة مسطحة حمراء أو أرجوانية اللون.
الإكزيما أو التهاب الجلد:
عندما يحدث التهاب جلد الفرج يصبح الفرج حاكًّا وملتهبًا، ويبدو الجلد محمرًا.
قد تسبب الحرارة أو الرطوبة أو المواد المُهيّجة التهاب الجلد أو الإكزيما. الإكزيما هي إصابة جلدية طويلة الأمد، يُصبح فيها الجلد جافًا ومتشققًا ومتقشرًا وحاكًا، تحدث في أي جزء من الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية.
إذا أصبحت الحكة بسبب الإكزيما أو التهاب الجلد أسوأ ليلًا، فقد يكون ذلك بسبب جفاف الجلد، أو لأن العَرَق المُحتبس يُهيّج الجلد، يمكن أحيانًا تخفيف الأعراض باستخدام الماء والصابون ثم ترطيب المنطقة المصابة.
الصدفية Psoriasis:
الصدفية من أمراض المناعة الذاتية، يمكنها أن تُسبب لطخات أو بقعًا جافة ومؤلمة وحاكة على الفرج والمنطقة المحيطة به. ونادرًا قد تحدث داخل المهبل.
يوجد نوع من الصدفية يُسمى صدفية الثنيات inverse psoriasis، وهو شائع في منطقة الفرج. قد يزيد جفاف الجلد خطر تشكل اللويحات الجلدية، وفي حال حكة الجلد، تزداد شدة الأعراض.
ستزداد حكة الصدفية سوءًا ليلًا إذا ركزت المريضة على الأعراض وفكّرت فيها كثيرًا، وهذا لا يحدث نهارًا بسبب وجود الأعمال التي تشغل المريضة وتلهيها عن التفكير في الحكة والأعراض الأخرى.
سرطان الفرج:
في حالات نادرة جدًّا، قد تكون الحكة الفرجية علامةً على الإصابة بسرطان الفرج. تتضمن أنواع السرطان والأمراض ما قبل السرطانية التي قد تسبب حكة حول الفرج ما يلي:
- الأورام الفرجية داخل الظهارة vulvar intraepithelial neoplasia-VIN.
- سرطان الخلايا الحرشفية الغازي (المجتاح) للفرج invasive squamous cell cancer of the vulva.
- ميلانوما الفرج vulvar melanoma.
- داء باجيت Paget’s disease، الذي يُصيب الثدي أيضًا.
يُسبب كل من سرطان الخلايا الحرشفية وميلانوما الفرج أعراضًا مثل التورم والألم والنزف في غير وقت الدورة الطمثية.
لا تظهر أي أعراض أولية عند المصابات بالأورام الفرجية داخل الظهارة، وإذا ظهرت فتقتصر على الحكة. لا تُعَد هذه الأورام سرطانًا، بل أورام ما قبل سرطانية، لكنها قد تتطور إلى سرطان مع مرور الوقت.
يُسبب داء باجيت لطخات جلدية مؤلمة متقشرة حمراء اللون في الفرج.
العلاجات المنزلية:
يمكن تجربة العديد من العلاجات المنزلية التي تساعد على تخفيف الحكة الفرجية، ما لم تكن الحكة ناجمة بوضوح عن مادة مُهيّجة أو مُستأرجة، فتُفضل زيارة الطبيب من أجل وضع التشخيص الصحيح وتقديم العلاج الطبي المناسب.
من العلاجات المنزلية:
- أخذ حمام بدقيق الشوفان قبل الذهاب إلى النوم.
- استخدام كريمات موضعية مضادة للحكة في منطقة الفرج.
- وضع قطع من الثلج الملفوفة بمنشفة أو بفوطة على الفرج.
- استخدام مضادات الهيستامين الموضعية.
- أخذ الأدوية المضادة للفطريات، المتاحة دون وصفة طبية، لعلاج داء المبيضات.
العلاجات الطبية:
يعتمد العلاج على السبب الذي أدى إلى ظهور الحكة الفرجية:
- سيصف الطبيب غالبًا المضادات الحيوية لعلاج العدوى في التهاب المهبل الجرثومي وداء المشعرات.
- إذا كانت الحكة ناجمة عن داء المبيضات، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية المتاحة دون وصفة طبية أو قد يصف أدوية أقوى.
- إذا نجمت الحكة عن رد فعل تحسسي، فقد يصف الطبيب مضادات الهيستامين لتخفيف الأعراض.
- ربما تساعد الستيرويدات القشرية أو بعض الأدوية الأخرى الفموية على إيقاف استجابة الجهاز المناعي التي سببت الحزاز المسطح، وقد يصف الطبيب أيضًا مضادات الهيستامين.
- إذا كانت الحكة بسبب القمل، فيجب التخلص من الحشرات وبيوضها، ثم غسل جميع الملابس والشراشف جيدًّا.
- في حالة الحزاز المتصلب، يوصي الطبيب باستخدام الستيرويدات الموضعية أو بالحقن، وقد يصف مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة لتخفيف الألم.
- في حالات الصدفية والإكزيما، يمكن تخفيف الأعراض باستخدام العلاجات الموضعية، وتوجد علاجات أخرى عديدة مفيدة أيضًا في هذه الحالات، مثل العلاج الضوئي والستيرويدات القشرية وفيتامين (د).
- تُعالَج السرطانات حسب أنواعها، ومن خيارات العلاج المتاحة: العلاج الجراحي والكيميائي والإشعاعي والدوائي.
الخلاصة:
تنتج حكة الفرج التي تستشيط ليلًا غالبًا بسبب حدوث رد فعل تحسسي، أو الإصابة بحالة طبية تحتاج إلى علاج. تجب مراجعة الطبيب إذا لم تختفِ الحكة مع مرور الوقت، أو إذا ترافقت مع أعراض أخرى. يستطيع العلاج في معظم الحالات التخلص بفعالية من العدوى أو الحالة المُسبِّبة، ومن ثم تخفيف الحكة الفرجية.
اقرأ أيضًا:
هناك علاقة بين الحكة في الجلد والصحة النفسية ويجب الحديث عنها؟
الحكة الفرجية ما هي الحلول المقترحة؟
ترجمة: يوسف الجنيدي
تدقيق: سمية المهدي
مراجعة: أكرم محيي الدين