يحدث الاحتقان الأنفي عندما تتوسع الأوعية الدموية والغشاء المخاطي في الجيوب والممرات الأنفية. غالبًا ما يشفى الاحتقان معتدل الشدة تلقائيًا، ويوجد الكثير من العلاجات المنزلية التي قد تساعد على التخلص منه.
قد يتطور الاحتقان الأنفي لدى أي شخص في أي مرحلة عمرية لكنه قد يظهر بشكل متكرر عند بعض الأشخاص.
مثال: التهاب الجيوب الأنفية حالة تسبب احتقانًا أنفيًا بشكل متكرر، وتظهر غالبًا عند الأطفال تحت سن 15 عامًا والبالغين بين عمر 25 و64 وخصوصًا عند النساء البالغات.
أسباب احتقان الأنف:
التهاب الأنف والجيوب والعديد من المشاكل التي تحمل هذا الاسم قد تسبب الاحتقان مثل:
- التهاب الأنف والجيوب الإنتاني: تسببه فيروسات البرد الشائعة والإنتانات التنفسية العلوية.
- التهاب الجيوب والأنف التحسسي: هذا الالتهاب تسببه مؤرّجات ومهيّجات بيئية.
- التهاب الأنف والجيوب التحسسي الموسمي: الطبيب هو من يشخص هذا النوع، يسمى أيضًا بالتحسس الموسمي، عندما يكون الالتهاب استجابة لغبار الطلع من الأشجار والأعشاب والأخشاب التي تكون وفيرة في فصلي الربيع والخريف.
- التهاب الأنف والجيوب المستمر: يحدث بسبب المؤرّجات الموجودة على مدار السنة، مثل العفن والوبر وعث الغبار وأجسام الصراصير الميتة.
- التهاب الجيوب والأنف اللاتحسسي: تسبب هذا النوع المؤرجات الهوائية مثل التدخين والمواد الكيميائية والتلوث.
قد يكون الأشخاص منقوصو الوظيفة المناعية بسبب إصابتهم بالإيدز أو السكري أو لأنهم يخضعون لعلاج كيميائي سريعي التأثر بالاحتقان الذي يكون سببه إنتاني.
في حالات أخرى، لا يكون الاحتقان استجابة لعامل ممرض أو مؤّرج أو مهيج، فقد يكون السبب:
- وضعية الجسم: الاستلقاء يجعل من الصعب على الجسم التخلص من المخاط لذلك فإنّ الأشخاص قليلي الحركة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاحتقان.
- مشاكل بنيوية في الجيوب: ويشمل هذا البوليبات وانحراف الوتيرة الأنفية وتضيق الممرات الأنفية والأورام.
- مشاكل صحية قد تقلل من نقل المخاط: بعض الأمثلة (التليف الكيسي، واضطراب في المرارة –يسمى خلل حركة المرارة).
الأشخاص الذين يعانون انحراف الوتيرة قد يعانون احتقان الأنف.
الوتيرة جدار رفيع يفصل بين الممر الأنفي الأيمن والأيسر؛ يعني الانحراف أنّ الجدار مائل لإحدى الجهتين ما يجعل التنفس من فتحة أنفية واحدة صعبًا، حتى دون الإصابة بالحساسية أو الزكام اللذين يسببان احتقان الأنف.
الاحتقان الأنفي عند الأطفال
عندما يشك الأب أو الأم بأن الطفل (وخصوصًا الرضيع) يعاني الاحتقان الأنفي، قد يكون من المفيد الانتباه إلى العلامات التالية:
- التغذية السيئة والشهية القليلة
- زيادة الاهتياج
- صعوبة التنفس والاختناق بالمخاط
- نوم متقطع وصعوبة الخلود للنوم
هل الاحتقان طبيعي أثناء الحمل؟
الالتهاب الأنفي المتعلق بالحمل شائع جدًا والمصطلح العلمي له هو «التهاب الأنف الحملي»؛ قد يكون بسبب السمنة أو زيادة الوزن المفرطة خلال الحمل أو ارتفاع المستويات الهرمونية أو مزيج من العوامل السابقة.
في دراسة أجريت سنة 2016، تمت مراقبة 100 امرأة حامل ووُجد بأن 39% منهن عانين في مرحلة ما التهاب الأنف، وكانت المشكلة تُحل غالبًا بعد ٣ أسابيع من الولادة.
قد يفاقم الاحتقان الأنفي من أعراض انقطاع الأنف الانسدادي خلال الحمل. وجدت دراسة أخرى سنة 2016 أن انقطاع النفس الانسدادي النومي مرتبط بارتفاع الضغط، الاختلاط الخطير جدًا «مقدمات الارتعاج»، واختلاطات النمو الجنيني.
عموما، من الأفضل أن تناقش أي حامل تعاني الاحتقان الأنفي خلال الحمل مشكلتها مع الطبيب.
هل الاحتقان عرض من أعراض كورونا؟
تبعًا لتقرير منظمة الصحة العالمية الأخير، فإن 5% فقط من الذين لديهم إصابة حديثة بفيروس كورونا عانوا احتقان الأنف، الأعراض الأكثر شكاية تشمل:
- الحمى
- السعال الجاف
- تعب شديد غير مفسر
- خروج مخاط كثيف من الرئة مع السعال
علاج احتقان الأنف
أفضل طريقة للتخلص من احتقان الأنف تعتمد كثيرًا على السبب، تتضمن الخيارات التالية:
- مضادات حيوية بشكل موضعي أو عام، إذا كان السبب عدوى جرثومية
- بخاخات كورتيكوستيروئيدات أنفية
- أدوية حالة للمخاط
- علاج مناعي
- جراحة تصحيحية
العلاج المنزلي لاحتقان الأنف
لعلاج احتقان الأنف في المنزل على المريض أن يجرب:
- شرب السوائل والمياه
- أخذ حمام دافئ
- استنشاق أبخرة من وعاء يحوي ماء حار، مع منشفة فوق الرأس لحبس البخار
- إبقاء الرأس مرفوعًا في أثناء النوم
- أخذ مضادات الهستامين المتاحة من دون وصفة، ومضادات الاحتقان
- تناول مركبات حاوية على الجراثيم النافعة prophylactic probiotics وتناول طعام غني بها مثل اللبن
- مضمضة الأنف وغسله
- تناول أدوية مسكنة للألم، في حال وجود ضغط في الجيوب أو ألم
- تطبيق كمادات باردة على المناطق المتألمة في الوجه
- تناول المكملات التي ترفع المناعة متل سلفات الزنك، فيتامين سي، خلاصة نبات إبر الراعي (المسك)
من المهم أن ننوه بأن الباحثين والخبراء حذروا من الاستخدام المفرط للبخاخات الأنفية ومزيلات الاحتقان، لأنها قد تسبب الاحتقان.
المدة اللازمة للتخلص من الاحتقان
معظم الأشخاص المصابين بالزكام أو الإنفلونزا يشعرون بتحسن بعد أسبوع أو أسبوعين.
إذا كان سبب الاحتقان عدوى جرثومية، قد يصف الطبيب مضادات حيوية لمدة 10-14 يوم، ولكن الاحتقان يمكن أن يزول خلال 7 أيام ومع ذلك من المهم تناول كامل الكورس العلاجي.
إذا كانت الحساسية هي سبب الاحتقان فإنه لن يزول ما دام الشخص يتعرض للمؤرّج.
إذا كان انحراف الأنف يفاقم أو يسبب الاحتقان بشكل دائم قد يقترح الطبيب جراحة تصحيحية.
متى يجب أن نرى الطبيب
إذا استمر الاحتقان الأنفي أكثر من 10–14 يومًا أو ازداد سوءًا بعد 7–10 أيام، قد يكون السبب التهاب الجيوب الأنفية، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب.
إنّ الحصول على رعاية مختصة هي فكرة جيدة إذا لم يزل الاحتقان باستخدام العلاجات المنزلية أو إذا ترافق مع:
- حمى شديدة
- مخاط كثيف وعديم اللون
- صعوبة التنفس
الوقاية
تنوه منظمة الربو والحساسية الأمريكية بأنه يمكن التقليل من ردة فعل الشخص للمؤرّجات، وخطورة الإصابة بالإنتان باتباع ما يلي:
- غسل الأيدي بشكل متكرر بالماء والصابون
- غسل أغطية السرير بشكل منتظم بالماء الساخن والمطهرات
- إبقاء الأبواب والنوافذ مغلقة خلال موسم حبات الطلع والتلقيح
- الكنس والتنظيف بشكل متكرر
- تجنب الاتصال المباشر مع أشخاص مرضى
قد يساعد الحفاظ على وزن صحي من تقليل خطر الإصابة بالتهاب الأنف خلال الحمل.
الخلاصة
قد يحدث الاحتقان الأنفي بسبب مؤرجات أو إنتانات أو تشوهات في الجيوب أو مشكلة صحية في جزء آخر من الجسم.
في معظم الحالات يزول الاحتقان بالعلاجات المنزلية والأدوية التي لا تحتاج وصفة ولكن يمكن أن يحتاج الشخص إلى مضادات حيوية في حال العدوى الجرثومية أو قد يحتاج إلى جراحة تصحيحية لانحراف الوتيرة الأنفية.
إذا كان الاحتقان حادًا أو مستمرًا، اتصل بطبيبك خصوصًا خلال فترة الحمل.
اقرأ أيضًا:
احتقان الجيوب الأنفيّة والعلاجات المنزلية
ترجمة: هديل بلدية
تدقيق: أحمد الحميّد
مراجعة: رزان حميدة