قد يكون هناك سبب ما يجعل الأجداد والجدات يعيدون نفس القصة مرارًا وتكرارًا على مسامعنا، فطبقًا لدراسة حديثة، يميل الأشخاص المتقدمين في السن إلى نسيان مع من تشاركوا المعلومات مسبقًا أكثر من الأشخاص الأصغر سنًا.
استهدفت الدراسة نمطين من الذاكرة: «الذاكرة المصدر – Source Memory» وهي ما نتذكره عندما يخبرنا شخص ما بإحدى القصص و «الذاكرة القصد – Destination Memory» وهي ما نتذكره حول من شاركنا معه القصة، وفي هذا الشأن وجدت الدراسة أنَّ المتقدمين في السن لم يكونوا سيئين فقط بتذكُّر مع من تشاركوا القصة بل كانوا أيضًا واثقين جدًا بمعلوماتهم المغلوطة.
يقول الباحث في العلوم الإدراكية والمشارك في الدراسة «نايجل غوبي – Nigel Gopie» من «معهد بحوث روتمان – Rotman Research Institute» في «تورنتو – Toronto»: «البالغين الأكبر سنًا كانوا واثقين للغاية مقارنةً بمن هم أصغر حول عدم قيامهم بإخبار آخرين بقصة معينة بينما في الحقيقة قد قاموا بذلك بالفعل، ومن المحتمل أن تكون هذه الثقة الزائدة السبب وراء تكرار المتقدمين في السن للمعلومات».
لتَقصِّي تأثير التقدم في العمر على نمطي الذاكرة سابقي الذكر، قام الباحثون بمقارنة نتائج تجاربهم
بين مجموعتين أحدها تضم 40 طالبا في الجامعة تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 سنة والأخرى تضم أشخاصًا متقدمين في السن تتراوح أعمارهم بين 60 و83 سنة.
في إحدى التجارب، طلب الباحثون من المشاركين قراءة 50 معلومة بصوت عالٍ لصور 50 شخصا مشهورا على الحاسوب، بعد ذلك طلبوا منهم تذكُّر من أخبروا كل معلومة، وذلك لاختبار «الذاكرة القصد».
وفي تجربة أخرى، قام المشاهير بقراءة معلومات للمشاركين الذين طُلِب منهم فيما بعد تذكُّر من قام بإخبارهم كل معلومة، وذلك لاختبار «الذاكرة المصدر».
بينت النتائج أنّ التقدُّم في السن يؤثر قليلًا على «الذاكرة المصدر» فقد حقق أفراد مجموعة الشباب ما يقارب 60% فيما يتعلق بتذكُّر من قام بإخبارهم بمعلومة ما، في حين حقق أفراد مجموعة المتقدمين في السن حوالي 50%، بينما في تجربة اختبار «الذاكرة القصد» سجلت مجموعة المتقدمين في السن نقاطًا أقل بـ21% من مجموعة الشباب.
يفترض الباحثون أنّ المتقدمين في السن أكثر عرضةً لضعف «ذاكرة القصد» لأنهم يخسرون القدرة على التركيز والانتباه مع التقدُّم في السن.
بعبارة أخرى، يميل الأشخاص الأكبر سنًا إلى وضع معظم تركيزهم على مشاركة المعلومات بحيث لا يتنبّهون مع الشخص الذي قاموا بمشاركة هذه المعلومات معه.
- ترجمة: دانيا الدخيل
- تدقيق: المهدي الماكي
- تحرير: يمام اليوسف