اِنطلاقًا مِن رد فعلك، أنّ قطعة الطعام الهندي التي أكلتها لم تكن مُجرَد قطعة خضار غير مؤذية، ولكن ناغا جولوكي (Bhut jolokia)، أكثر أنواع الفلفل حرارةً في العالم، وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية.
عيناك تدمعان؟ فمك يحترق؟ أنفك يسيل؟
لا قلق هناك طرق لتخفيف، وربما حتى تجنب، الست إلى الثمانِ ساعاتٍ القادمة مِن العذاب النسبي، ولكن أولًا ربما تريد أن تعرف لماذا الطعام الحار يُسبب سَيَلان الأنف مِثل فيضانات نهر براهمابوترا خلال موسم الرياح الموسمية.
السِمة المُميزة للفلفل الحار مُستمدَة مِن المادة الكيميائية كابسيسين ( capsaicin) مما يُسبِب إحساس بالحرق عند اتصالِه بالأنسجة الجسدية.
ما الذي يُسبب إحساس الحرق؟
تُنتِج نباتات الفلفل الكابسيسين في ثمارها، أو ما يُعرَف بالفلفل الحار، لإبعاد الثدييات الجائعة.
خواصه المُهيجة واضحة جدًا، إنّ بَخّاخ الفلفل المصنوع من الفلفل الحار أكثر إنهاكًا مِن الغاز المُسَيِّل للدموع وفقًا لتقرير تقييم الخيارات العلمية والتكنولوجية للبرلمان الأوروبي.
بالرغم مِن أنّ الكابسيسين أكثر المُهيجات الغذائية الحارة شهرةً، لكن هناك أيضا ايزوثيوسيانات الأليل (allyl isothiocyanate) وهو زيت يُستخرَج مِن الفجل أو فجل الخيل الريفي (Horseradish) أو الوسابي (wasabi) -يُعرَف أيضًا بالفجل الياباني- أو نبات الخردل.
كما يستخدمه المُصنعون كعنصر في المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات.
ما علاقة هذا بسَيَلان الأنف؟ الكابسيسين وايزوثيوسيانات الأليل تُهيِج الأغشية المخاطية التي تغطي الرئتين وفتحات الجسم المختلفة لحمايتها مِن العوامل المُعدية مثل الفطريات والبكتيريا والفيروسات.
الأغشية المخاطية في أنفك تُنتِج مُخاط الأنف، الذي يُمسِك المواد المُسببة للحساسية والغبار المحمول جوًا وغيرها مِن الأشياء الغير مرغوب فيها، ويبقيها بعيدة عن جهازك التنفسي.
وكلما زاد التهيج زاد إفراز مُخاط الأنف الذي يُنتَج كوسيلة دفاعية.
ماذا أفعل؟
إذا كنت تبحث عن أفضل طريقة للتغلُب على الحرارة، تَخَطى الماء والبيرة وتَوجّه إلى الحليب بدلًا مِن ذلك.
الكابسيسين لديه خاصية زيتية تُحافِظ عليه مِن الذوبان في الماء، لذلك الشُرب مباشرةً مِن الصُّنبور ليست فكرة جيدة، والبيرة تحتوي على القليل جدًا مِن الكُحول على أن يكون لها تأثير أكثر مِن الماء.
مِن ناحية أخرى، الحليب يُطفئ نار الكابسيسين بشكلٍ فعالٍ جدًا، وفقًا للبحث الذي نُشرَ في مجلة عِلم الوظائف والسلوك (the journal Physiology & Behavior).
إنّه يحتوي على بروتين يُسمَى الكازين (casein)، وهو جزيء مُحِب للدهون (lipophilic) يرتبط بجزيئات الكابسيسين ويُزيلها، مثل الكثير مِن مُنظفات الشحوم.
و وفقًا لنفس البحث، فإنّ تَفَاعُل كيميائي مع السكروز (سُكّر المائِدة) يُمكن أيضًا أن يُخفف حُرقة الكابسيسين، إذا لم يكن هناك حليب، جرب محلول 10% مِن السُكّر في كوب ماء بارد.
- ترجمة : محمد الموشي
- تدقيق : مينا أبانوب
- تحرير : عيسى هزيم
- المصدر