كلنا يعرف أن كوكب الزهرة هو الكوكب الوحيد الذي يدور حول محوره من الشرق إلى الغرب، أي إذا كنت على سطح كوكب الزهرة في الصباح ستجد الشمس تشرق من الغرب وتغرب من الشرق، لكنها ستغرب بعد مرور ثمانية أشهر من الشهور الأرضية المعروفة لدينا! علما أن يوم واحد على كوكب الزهرة يُعادل 243 يوم من أيام كوكب الأرض.
كما يمكننا إضافة كوكب أورانوس لمجموعة الكواكب التي تدور في الاتجاه العكسي، هذا لأنه مائل عن محوره بأكثر من 90 درجة، يكون اليوم فيه أقصر، فهو يستغرق 17 ساعة لإتمام دورة واحدة حول محوره، مثلما هو المعتاد في الكواكب الغازية الضخمة.
على الرغم من هذا فالسنة في كوكب أورانوس تساوي 84 سنة أرضية مما أدى إلى اختلاف الفصول عند القطبين اختلافا كبيرا فهي إما تكون مواجهه للشمس بشكل مباشر أو متجهة عكس اتجاه الشمس.
كقاعدة عامة، الكواكب القريبة من الشمس (الكواكب الصلبة) تدور حول محورها لمدة أطول من الكواكب الغازية.
على سبيل المثال، كوكب عطارد يُكمِل ثلاث دورات فقط خلال دورته حول الشمس لأن دورته مرتبطة بالشمس بنفس الطريقة المرتبط بها دوران القمر بالأرض و الذي يجعل وجه واحد منه دائما مواجه للأرض، بالتالي يوم واحد على سطحه يستمر لمدة 30 يوم من الأيام الأرضية.
بينما المريخ يستغرق نفس المدة التي تستغرقها الأرض للدوران حول محورها، فالزاوية بين محور دورانه ومحور زخم حركته المدارية (orbital angular momentum) متوقع أن تختلف بشكل عشوائي بين 11 و 44 درجة خلال ملايين السنين، هذا بسبب جاذبية الشمس وباقي الكواكب.
لذا إذا قمت برحلة نحو المريخ الآن، وصادف أن حطت مركبتك في الجنوب خلال فصل الصيف فمن المؤكد أنك ستجد الشمس تشرق من الجنوب الشرقي.
بينما إذا انتظرت عدة ملايين من السنين فمن المحتمل أن يغير المريخ من درجة ميله مما يجعل الشمس تشرق عدة درجات نحو الشمال كلَ صباح إذا كنت موجودًا في نفس المكان ونفس الفصل.
ما سبب دوران كوكب الزهرة حول محوره عكس البقية؟
بالعودة إلى السؤال الأصلي، لا أحد يعلم لماذا يدور أي كوكب في اتجاه معين أو عكسه.
من المحتمل أن سبب الدوران يعود لمرحلة تكوين النظام الشمسي و الذي بدأ من 4.6 مليار سنة واستمر نصف مليار سنة ليصل للشكل الذي نراه اليوم.
فالأجسام الكبيرة في المراحل الأولية لتكًوُّن النظام الشمسي قد اندمجت وشكَّلت الكواكب التي نعرفها الآن.
علي الأرجح أن كوكبي الزهرة وأورانوس في الأصل يدوران من الغرب إلى الشرق، تماما مثل الكواكب السبعة الأخرى.
ربما هذا يعود لاصطدام أجسام أخرى بهم، جعلهم يدوران في الاتجاه المعاكس بشكل دائم، بالنسبة لكوكب الزهرة، فان لجاذبية الشمس أيضا أثر عميق.
- ترجمة: مينا صبحي جبرائيل
- تدقيق: هاجر صحراوي
- تحرير: تسنيم المنجّد
- المصدر