يصف مصطلح رهاب القطط أو «أيليوروفوبيا» الخوف الشديد من القطط الذي يسبب القلق والذعر عند الاقتراب من القطط أو التفكير بها، يُسمى هذا الرهاب أيضًا إليوروفوبيا وجاتوفوبيا وفيلينوفوبيا.
قد تشعر بالتوتر حيال القطط إن تعرضت يومًا للعض أو الخدش منها، أو ببساطة قد لا تحبذ القطط، وفي الحالتين لن تحاول الاقتراب منها أو التفاعل معها، وغالبًا لن تقلق بشأنها كثيرًا. لكن الرهاب يتجاوز الخوف أو الكره العادي، فقد تعاني رهاب القطط إن كنت تقلق كثيرًا عند مصادفة القطط في الطريق، أو تقضي وقتًا طويلًا في التفكير بطرق لتفادي تلك المصادفة، قد يؤثر ذلك كثيرًا في حياتك، خاصةً أن العديد من الناس يربون القطط بوصفها حيوانات أليفة.
ما الأعراض؟
يُعد الخوف الشديد عند رؤية القطط أو سماع صوتها عرضًا رئيسيًا لرهاب القطط، وقد تُستثار الأعراض بمشاهدة الأفلام الكرتونية أو صور القطط.
عمومًا، يسبب الرهاب أعراضًا جسديةً ونفسيةً عند التفكير بمُسبب الرهاب أو الاقتراب منه، تشمل الأعراض الجسدية عادةً:
- ألم أو ضيق في الصدر.
- زيادة التعرق أو تسارع معدل ضربات القلب.
- صعوبات في التنفس.
- شعور بالاضطراب أو الدوار أو الغثيان.
- الارتجاف والارتعاش.
- اضطرابات هضمية، خاصةً عند التفكير بحدث مستقبلي قد يتضمن قطًا.
قد تشمل الأعراض النفسية:
- الشعور بالذعر والخوف عند التفكير بالقطط.
- الشعور بالخوف الشديد من الأماكن التي قد تحوي القطط.
- التفكير مطولًا بالطرق الممكنة لمصادفة القطط وكيفية تفادي هذه المواقف.
- الشعور بالقلق والخوف الشديد عند سماع صوت مواء أو أصوات مشابهة لصوت القطط.
قد تؤثر هذه الأعراض في سلوكياتك الروتينية، مثلًا قد تتوقف عن زيارة صديق يملك قطًا، أو قد تنتقل إلى بناية أخرى لا تسمح بوجود الحيوانات الأليفة، أو قد تجد نفسك تتفادى زملاء العمل الذين يتحدثون عن قططهم الأليفة.
أخيرًا، إن كنت تعاني أي نوع من الرهاب، قد تدرك أن مخاوفك غير منطقية أو من غير المحتمل أن تكون مؤذية. يسبب هذا الإدراك غالبًا المزيد من القلق والشعور بالخجل، ما يجعل طلب المساعدة أمرًا صعبًا.
السبب
عمومًا، لم يُحدد السبب الرئيسي للرهاب بعد. قد يكون التعرض للأذى أحد أسباب رهاب القطط، أو رؤية أحد يتعرض للأذى من قط في سن صغيرة، وقد تؤدي العوامل الجينية والبيئية دورًا أيضًا.
تتطور أنواع معينة من الرهاب غالبًا في فترة الطفولة، خاصةً رهاب الحيوانات، قد يكون ذلك بسبب معاناتك رهاب القطط منذ صغرك، لكنك لا تتذكر حدثًا سلبيًا مؤثرًا في طفولتك. وقد تصاب بالرهاب دون معاناة أي تجربة سلبية متعلقة بالشيء الذي تخافه.
التشخيص
إن كنت تعاني رهابًا فهذا لا يعني بالضرورة أنك تحتاج إلى علاج. إن كنت تجد تفادي القطط سهلًا فلن يؤثر رهاب القطط في حياتك اليومية كثيرًا.
مع ذلك، قد لا تستطيع تفادي مُسبب الرهاب، إذ قد تواعد أحدًا يملك قطًا، أو ربما كنت تستمتع بصحبة القطط قبل أن تعاني الصدمة أو التجربة السلبية.
العلاج بالتعرض
يُعد العلاج بالتعرض أحد علاجات الرهاب الأكثر فعاليةً. في هذا النوع من العلاج، ستعمل مع معالج نفسي لتُعرض نفسك لمُسبب الرهاب تدريجيًا.
مبدئيًا، قد تنظر إلى صور القطط لتعترف بوجود المشكلة، وقد تنتقل إلى مشاهدة فيديوهات القطط، ثم الإمساك بلعبة قط محشوة، أخيرًا قد تجلس بجانب قط داخل قفص، قبل أن تنتقل إلى الخطوة النهائية وهي أن تمسك قطًا أليفًا.
تُعد إزالة التحسس المنهجية نوعًا من العلاج بالتعرض، يتضمن تعلم أساليب استرخاء معينة للتعامل مع مشاعر الخوف والقلق خلال علاج التعرُض.
قد تساعدك هذه التمارين على الشعور بالاسترخاء عوضًا عن القلق عندما يتعلق الأمر بالقطط.
العلاج السلوكي المعرفي
إن لم تكن مستعدًا لتجربة العلاج بالتعرض، فقد تجرب العلاج السلوكي المعرفي بدلًا منه. ستتعلم في هذا العلاج كيفية تمييز أنماط الأفكار التي تسبب القلق، ومن ثم محاولة تعديلها. قد يتضمن العلاج السلوكي المعرفي الاقتراب من القطط، وستكون حينها مستعدًا جيدًا لمواجهة هذا الموقف.
العلاج بالأدوية
لا توجد أدوية مصممة خصوصًا لعلاج الرهاب، لكن قد تعالج بعض الأدوية أعراض الرهاب على المدى القصير، مثل:
- حاصرات بيتا: تُخفف حاصرات بيتا من الأعراض الجسدية للقلق، مثل تسارع ضربات القلب والدوار. عمومًا، تُؤخذ هذه الأدوية قبل التعرض لموقف قد يسبب أعراضًا جسدية.
- البنزوديازيبينات: هي مهدئات تساعد على تخفيف أعراض القلق، تُعد مفيدةً لكنها قد تسبب الإدمان. عمومًا، قد يصف الطبيب هذا النوع من الأدوية للاستعمال العرضي أو قصير الأمد.
- دي سيكلوسيرين: يحسن هذا الدواء من فوائد العلاج بالتعرض. أظهرت نتائج مراجعة سنة 2017 زيادة فعالية العلاج بالتعرض حين ترافق مع استخدام دي سيكلوسيرين.
ينجح العلاج بالتعرض عادةً دون الحاجة إلى أي أدوية أخرى.
الخلاصة
يُعد رهاب الحيوانات أحد أكثر أنواع الرهاب شيوعًا. قد يساعدك العلاج إن كان خوفك من القطط يمنعك من أداء بعض النشاطات أو يؤثر سلبًا في حياتك.
اقرأ أيضًا:
كل ما تحتاج معرفته عن الرهاب Phobia
لماذا يسبب الخوف من الدماء الاغماء ، بينما تسرع انواع الرهاب الاخرى دقات قلبك
ترجمة: قمر بيازيد
تدقيق: راما الهريسي
مراجعة: أكرم محيي الدين