من الشائع أن يبقى الأشخاص على تواصل مع شركائهم السابقين، لكن ماذا يحدث عندما ندخل في علاقة عاطفية جديدة؟ أمن الجيد أن نبقى على تواصل مع الشركاء السابقين أم علينا قطع سبل التواصل معهم؟ تلك الأسئلة الشائعة جدًا لم يجب عنها خبراء العلاقات والباحثين إلا حديثًا.
استطلعت دراستان بقيادة ليندزي رودريغيز وزميلتها مدى تواصل الشباب مع شركائهم السابقين، وأسباب تواصلهم معهم، وانعكاس ذلك على علاقاتهم الحالية، ووجدوا أن نحو 40% منهم ظلوا على اتصال مع شريكهم السابق، إذ بدأ هذا الاتصال لدى أكثر من 90% منهم في غضون شهرين من الانفصال، واستمر التواصل مرةً واحدةً على الأقل كل شهرين. لم يتواصل معظم الأشخاص مع شركائهم السابقين كثيرًا، ولكن 13% منهم كانوا على اتصال مع شركائهم السابقين عدة مرات في الأسبوع.
مَن الأشخاص الأكثر احتمالًا للبقاء على اتصال مع شركائهم السابقين؟ كلما كانت حالة العلاقة الحالية أكثر جدية، مثل الزواج أو الخطوبة، قل احتمال التواصل مع الشريك السابق، ومع ذلك لا يتعلق موضوع التواصل بمدى جدية العلاقة معه، إذ كان الناس أكثر عرضةً للتواصل مع الشركاء السابقين الذين لا يزالون يحملون المشاعر تجاههم، وأكثر عرضةً للبقاء على اتصال معهم إذا شعروا أن الانفصال كان ناضجًا وإيجابيًا، فماذا يترتب على ذلك؟
عمومًا، يميل أولئك الذين بقوا على تواصل مع شريكهم السابق إلى يكونوا أقل التزامًا بشريكهم الحالي من أولئك الذين لم يفعلوا، ولكن لا توجد علاقة بين التواصل مع الشريك السابق والرضا عن العلاقة الحالية.
في دراسة ثانية اكتشف الباحثون كيف يرتبط الاتصال مع الشركاء السابقين بجودة العلاقة الحالية عبر فحص أسباب الناس للإبقاء على هذا التواصل، إذ مسحوا 169 حالةً لطلاب جامعيين في علاقات عاطفية ممن قالوا إنهم يتواصلون مع الشريك السابق مرةً واحدةً على الأقل كل عدة شهور، وجد الفريق رابطًا بين التواصل مع الشريك السابق وجودة العلاقة الحالية، فكلما زاد التواصل مع الشريك السابق قل رضا المشاركين عن علاقتهم الحالية.
تقترح هاتان الدراستان معًا أن مجرد الاتصال بشريك سابق لا يتعلق بمدى سعادتك مع شريكك الحالي، ولكن إذا أصبح الموضوع متكررًا فإن ذلك بمثابة تنبيه خطر.
طلب الباحثون من المشاركين تقييم جودة وصف كل من الدوافع الأربعة المختلفة لأسباب التواصل مع شركائهم السابقين:
- صداقتك مع شريكك السابقة قوية.
- تنظر إلى شريكك السابق بوصفه «نسخةً احتياطيةً محتملةً» إذا فشلت علاقتك الحالية.
- ما زال شريكك السابق جزءًا من مجموعة أصدقائك الحاليين.
- تشعر أنك استثمرت الكثير من الوقت ومررت بالكثير مع شريكك السابق.
كيف ارتبطت هذه الدوافع بنوعية العلاقات الحالية للمشاركين؟
يميل الذين حافظوا على الاتصال مع شركائهم السابقين بوصفهم نسخةً احتياطيةً إلى أن يكونوا أقل رضًا والتزامًا بشريكهم الحالي، أما الذين فسروا تواصلهم مع شريكهم السابق بأنه لا يزال جزءًا من شبكتهم الاجتماعية فمن المرجح أن يكونوا راضين عن علاقتهم الحالية، لكن الجزء الأكبر ممن تواصلوا مع شريكهم السابق لأنه لا يزال صديقًا أو لأن علاقتهم كانت بناءةً وناضجةً لم يرتبط سلوكهم بما يشعرون به تجاه شريكهم الحالي.
هل ينبغي أن تبقى على اتصال مع شريكك السابق؟
لا تقتصر الإجابة على النفي أو الإيجاب، إذ يجب أن تفكر في دوافعك للرغبة في الحفاظ على ذلك التواصل، فإذا كنت تستخدم شريكك السابق نسخةً احتياطيةً فمن المحتمل أن يؤدي التواصل معه إلى وضع علاقتك الحالية في مكان خطر؛ إذ أظهرت أبحاث أخرى أن تذكرك المستمر لشريكك السابق قد يبقيك مرتبطًا بهذا الشخص ما يجعل تجاوزه أكثر صعوبة.
ولكن هل يضر التمسك بشريكك السابق كنسخة احتياطية بعلاقتك الحالية بالضرورة؟ وهل العلاقة السيئة تجعلك أكثر عرضةً للتشبث بشريكك السابق كنسخة احتياطية؟ تشير الأبحاث إلى أن الشوق الكبير للشريك السابق يرتبط بانخفاض الرضا عن شريكك الحالي بمرور الوقت، وكذلك ترتبط قلة الرضا عن الشريك الحالي بمرور الوقت بزيادة الشوق إلى الشريك السابق، إذ أفاد البحث بأن تواصلك مع شريكك السابق بدافع وضعه نسخةً احتياطيةً سيجعلك أقل التزامًا بعلاقاتك القادمة.
هل يوجد سبب للغيرة إذا كان شريكك ودودًا مع شريكه السابق؟
عندما تعرف أن شريكك الحالي لا يزال على اتصال بشريكه السابق ستشعر بالغيرة حتمًا، لكن ذلك لا ينعكس بالضرورة سوءًا على علاقتك. فإذا كان شريكه السابق مجرد جزء من شبكة علاقته الاجتماعية الكبرى، فمن الأرجح أنه راض فعلًا عن علاقته معك، أما إذا كان شريكك لا يزال صديقًا مع شريكه السابق أو استثمر الكثير من الوقت في تلك العلاقة في الماضي، فلا يتعلق الأمر بالضرورة بما يشعر به تجاهك. تشير الدراسات إلى أن التواصل مع الشركاء السابقين أمر شائع ولكن هل يشير ذلك التواصل إلى وجود مشكلة في علاقتك الحالية أم لا؟ ابحث عن سبب ذلك التواصل لتكتشف.
اقرأ أيضًا:
لماذا عليك التفكير مليًا قبل العودة إلى حبك السابق
ترجمة: محمد علي شيخ عثمان
تدقيق: راما الهريسي
مراجعة: تسنيم المنجد