يعد الفواق (الحازوقة) من الظواهر المزعجة والغريبة بعض الشيء، حيث أن العديد من الاشخاص سيواجهونه مرة واحدة على الأقل في الحياة، وكذلك القطط، والكلاب، والخيول، والجرذان.
وقد لوحظ الفواق في الأجنة، حيث أن العلماء يعلمون كيفية حدوث هذا الانقباض اللاإرادي ولكنهم لا يزالون في حيرةٍ من أمرهم عن سببه.
ينشأ الفواق عندما تكون عضلات الحجاب الحاجز على شكل قبة (نحو الاعلى) حيث أنها تعمل على فصل الصدر عن البطن عن طريق تقلصٍ فجائي.
والمصطلح الطبي للفواق يُعرف بـ (ٍSingultus) طبقاً لـ «NHS choices»، حيث لاتوجد محفزات معروفة للفواق، ولكن يكون حدوثه شائعًا إذا كنت تشرب الكحول، أو تسرف في المشروبات الغازية، أو تُدخن، أو كنت قد أكلت شيئًا بصورة سريعة جدًا.
لا يعلم العلماء لماذا نصاب بالفواق وكذلك فهو لا يحدث لخدمة غرض حقيقي، ولا توجد طريقة للتخلص منه بصورة نهائية.
ومن المحتمل أنك سمعت بأن هناك العديد من الطرق لعلاج الفواق، حيث أن العلاج الاكثر شيوعًا هو حبس أنفاسك، ولكنها على الأغلب مستندة على الادلة القولية.
يقترح الباحثون أن الفواق هو حالة من الصرع ولكن يُعتقد أنهٌ تعليلٌ للفواق المرضي، ولم تُوضح هذه الحالة الفواق بصورة صحية.
ونُشرت دراسة عام 1977 في مجلة Gut اكتشف فيها الباحثون «Peter Kahrilas» و«Guoxiang Shi» فرضية (تمارين الجهاز التنفسي) التي تقترح أن الفواق يهيئ عضلات الجهاز التنفسي للجنين للتنفس بعد الولادة بوساطة تقويتها، وفرضية اخرى تقترح أن الفواق مهم لازالة العقي (البراز لأول مرة عند الأطفال حديثي الولادة)، حيث من الممكن في بعض الأحيان الاختناق به أثناء الانقباض الجنيني.
هنالك مشاكل واضحة في هذه الفرضية، أشار إليها دانييل هاوز «Daniel Howes» في مقالته عام 2012 ونشرت في «Bioessays» وطبقاً لذلك، فإنه من غير المحتمل أن هذه التقلصات القصيرة التي تحدث أثناء الفواق سوف تُحدث تأثيرات مفيدة على عضلات الجهاز التنفسي، وفي حالة العقي، يقترح هاوز أن الفواق سيدفعه في مجرى الهواء.
ونشرت دراسة في عام 2003 في «Bioessays» مجموعة من العلماء بقيادة كريستشان ستراوز «Christian Straus» تقترح أن الفواق هو من مخلفات ماضينا التطوري.
ويقترح ستراوز وآخرون أن الفواق نشأ لدينا من أسلاف البرمائيات، والدليل على ذلك حسبما قالوا هو أن هنالك علاقة بين مكانيكية الفواق لدى البشر، ونظرية التنفس عند البرمائيات؛ ومثالًا على ذلك الضفادع.
إن انقباض الحجاب الحاجز وإغلاق لسان المزمار يتيح «لمتنفسات الهواء البدائية» التي لاتزال تمتلك خياشيمًا أن تتنفس.
وقد يكون هذا مألوفًا لدى العديد من البرمائيات الحديثة، حيث أن هذا التشنج الغامض والذي يعتبره الكثير منا مزعجًا، هو في الواقع شيءٌ حيوي عند البرمائيات، لتقوم بدفع الماء لخياشيمها ووقف اندفاع الماء إلى رئتيها.
وفي دراسة اخرى، اقترح الباحثون أنه لم يعد لدينا القدرة على التنفس كالضفادع، ولا تزال دارات الدماغ المتحكمة بالتهوية الخيشومية محفوظة عند الثدييات.
كما يشير ستراوز وآخرون إلى تشابهات أخرى بين الفواق والتهوية الخيشومية عند حيوانات كالشراغف (الضفادع الصغيرة)، ويعد هذا دليلًا آخر لنظريتهم.
إن تكرار التنفس الخيشومي عند الضفادع الصغيرة يقل بزيادة تركيز ثنائي أوكسيد الكربون CO2، ويُعتقد أن الزيادة في ثنائي أوكسيد الكربون، تُقلل من تكرار الفواق، ولهذا السبب فإنّ بعض الناس ينصحون بكتم النفس، أو النفخ في كيس ورقي كحل لإيقافه.
السؤال الآن: لماذا نحمل هذا الأثر التطوري القديم؟
يقترح الباحثون أن الفواق من الممكن أن يتكيف ليساعد الثدييات على تعلم الرضاعة.
وبحسب ستراوز وآخرين، فالفواق والرضاعة لديهما نفس المكيانيكية، والفواق العصبي يُحافظ عل غلق لسان المزمار، ويساعد الأطفال الرضع على ابتلاع الحليب، ويمنعهُ من الدخول إلى الرئتين.
لم يقتنع هاوز بفرضية «الرضاعة»، ويقول أن أغلب العضلات تُثار بواسطة الفواق اللاإرادي، وليس بواسطة الرضاعة.
ويقترح هاوز أن الفواق يُثار بوجود هواء في المعدة.
يعد الفواق أكثر شيوعًا لدى الرُضع منه عند البالغين، ويقترح هاوز أيضًا أن عملية الفواق هي آليةٌ مهمة لتساعد الرُضع بأن يحصلوا على الكثير من الحليب نتيجة قيام حركة الفواق بابتلاع الهواء خارج المعدة، وبذلك يسمح لهم بتناول كمية كبيرة من الحليب.
رغم أن هذه النظريات تُقدّم تفسيرًا مثيرًا للاهتمام عن سبب حصول الفواق، لا توجد إجابةٌ تامة واضحة.
لذلك، لا تتوقع إجابةً شافية في الوقت الحالي.