حين تقضي يومًا صيفيًّا حارًّا خارج المنزل، لن يمضي الكثير من الوقت حتى يتسلل شعور الكسل والخمول إليك.
فما السبب في ذلك؟
تجيب على ذلك الدكتورة (ميشيل كيسي – Michele Casey) المدير الطبي الإقليمي للصحة في ولاية كارولينا الشمالية قائلةً: «يحافظ جسدك عند التعرض للشمس على درجة حرارته الداخلية ثابتة وطبيعية من خلال عدّة عمليات، منها توسيع الأوعية الدموية ممّا يسمح لمزيد من الدم بالتدفق بالقرب من سطح الجلد، إذْ يعمل على تبريد الدم الدافئ وتخليصه من الحرارة المرتفعة، وهذا ما يوضّح سبب احمرار بعض الأشخاص لدى تعرضهم للحرارة».
كما أضافت أنّ الجسم يفرز العرق على سطح الجلد ليقوم بعملية التبريد، لكن مثل هذه العمليات تزيد من معدل ضربات القلب والاستقلاب مما يجعلك تشعر بالتعب والنعاس.
وأشارت إلى أنّ أغلب الناس يعانون من جفاف بسيط، إذْ أنّ التعرّض للحرارة والتعرق يزيد من التّجفاف سوءًا، وأحد أعراض التّجفاف هو الإرهاق والتعب.
علاوةً على الأضرار الجلدية التي تسبّبها أشعة الشمس، فهي تؤدي إلى تغيرات في الأصبغة الجلدية، وأضف إليها التجاعيد والحروق التي يحاول الجسم إصلاحها ممّا يزيد من تعبه وإرهاقه، فعند الإصابة بحروق شمسية يسعى الجسم لتنظيم حرارته، فيُحوّل السوائل من أنحاء الجسم إلى المنطقة المصابة لمحاولة شفاءها، وعملية التحويل هذه تعني أن لديك نقص عام بالسوائل مما يؤدي إلى المزيد من الجفاف.
نوّهت كيسي بأنّ الكثيرين يشربون الكحول عند شعورهم بالحرّ، لكن في الحقيقة الكحول مادة مدرّة للبول بمعنى أنها تزيد من الجفاف على عكس القهوة التي أثبتت الدراسات الأخيرة أنها ليست مدرّة للبول.
وأفضل الطرق لمحاربة الجفاف، شرب الماء وتناول الوجبات الخفيفة المالحة مثل المعجنات ورقائق البطاطا.
كما أوضحت أنّه من الضروري معرفة أعراض الإرهاق الحراري التي تتلخص بالتعرق الشديد ،النبض السريع والشعور بالنعاس، ففي حال حدوث مثل هذه الأعراض، يتوجّب على الشخص الجلوس في مكان بارد وشرب الماء، وإذا لم يشعر بتحسّن بعد ساعة من الزمن عليه التوجّه إلى الطبيب.
أمّا الحمّى الحراريّة، فهي الحالة الأشد خطورة حيث ترتفع حرارة الأعضاء الداخلية للجسم لتبلُغ (57.7) درجة مئوية، وهذه الحالة تتطلب العلاج السريع لأنها قد تؤدي لأضرار بالدماغ، القلب، الكلى والعضلات، وتشمل هذه الأعراض ارتفاع في درجة الحرارة، غثيان، تقيؤ، صداع وتغيرات سلوكية مثل الارتباك والانفعال السريع والكلام الغير مفهوم، أو حتى الدخول بغيبوبة.
- ترجمة: أريج علي.
- تدقيق: سهى يازجي.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر