تُعد الطاقة النووية مصدرًا رائعًا وموثوقًا للحصول على الطاقة، إذ تكفي كمية قليلة جدًا من الوقود النووي لتوليد طاقة هائلة، لكن المشكلة الرئيسية في التعامل مع الطاقة النووية –أو أي شيء نووي بشكل عام- هي معالجة النفايات النووية الناتجة عنها أو التخلص منها.
تُعرف النفايات النووية عمومًا بالنفايات المشعة وهي النفايات الناتجة عن أي نشاط نووي مثل الطب النووي أو الطاقة النووية أوالأبحاث النووية وغيرها، وهي خطيرة جدًا لأنها كما نعلم تحتوي على مواد إشعاعية تؤثر على كافة أشكال الحياة والكائنات الحيّة ومن ضمنها الإنسان.
يعد التخلص من النفايات النووية واحدًا من أكبر التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي، خاصةً مع ميل البشر لتحقيق أكبر استفادة من الطاقة النووية ومن ثم تراكم المزيد من النفايات المشعة. حاول العديد من الخبراء والمفكرين اقتراح حلول لمعالجة هذه المشكلة ومناقشة أفضل الطرق للتخلص من النفايات النووية.
إحدى تلك الأفكار كانت تجميع النفايات في حاويات مغلقة وتحميلها على صاروخ يُطلق من الأرض نحو الشمس ليصطدم بها. فكرة ذكية أليست كذلك؟ للأسف ليست فكرة جيدة وسنناقش في هذا المقال الأسباب حولها.
نحتاج قوة دفع هائلة
يتطلب إرسال أي صاروخ إلى الفضاء قوّة دفع هائلة لإطلاقه من الأرض باتجاه الهدف –مثل إرسال صاروخ إلى محطة الفضاء الدولية- لكن من المثير معرفة أن إرسال صاروخ خارج المجموعة الشمسية يتطلب قوة دفع أقل من القوة المطلوبة لإرساله إلى هدف داخل المجموعة الشمسية، ومن ضمنها الشمس، لكن ما السبب؟
تدور الأرض حول نفسها بسرعة تبلغ نحو 1000 ميل في الساعة ومن ثم تُضاف هذه السرعة إلى سرعة الصاروخ المراد إطلاقه من الأرض إلى خارجها، وهي تقنية مستخدمة في جميع وكالات الفضاء العالمية التي تُرسل أقمارًا اصطناعية ومسابير إلى الفضاء. فإذا أردنا إرسال صاروخ إلى الشمس فنحن نحتاج إلى قوة دفع أو قوة محركة هائلة لسببي
- منع الصاروخ من الخروج عن مدار الأرض (المقلاع الجاذبي)
- إيصاله نحو الشمس.
حتى لو وفرنا تلك القوة فنحن نحتاج إلى المزيد منها عند اقتراب الصاروخ من الشمس التي تتمتع بجاذبية هائلة ومن ثم يصعب الاصطدام بها، إذ كلما اقتربت منها زادت صعوبة الاصطدام بها. قد يصل الصاروخ إلى مدار الشمس ثم يُقذف بعيدًا عنها.
خطر فشل إطلاق الصاروخ
يعد فشل إطلاق الصواريخ نحو الفضاء أمرًا شائعًا، ويعج تاريخ أبحاث الفضاء واكتشاف الكون بالحوادث التي كان بعضها مفجعًا وأدى إلى خسائر بشرية. يستعد المسؤولون والطاقم المسؤول عن كل صاروخ لأي مخاطر محتملة أثناء الإطلاق وبعده لكن تخيل أن يفشل إطلاق صاروخ يحمل نفايات نووية؟!
طبعًا ستكون النتيجة كارثية على الكوكب بأكمله وستنتشر النفايات المشعة على مساحة هائلة وهناك خطر أن تُصبح مخلفات فضائية –التي يعج بها الفضاء بالفعل- وهي مجموعة من النفايات الناتجة عن نشاط الإنسان في الفضاء كبقايا الأقمار الصناعية المعطلة أو أجزاء الصواريخ المطلقة سابقًا إلى الفضاء، وسيكون أمرًا مرعبًا أن يفشل صاروخ يحمل نفايات نووية في الخروج من المدار الأرضي بل يسهم في نشر تلك النفايات في حزام المخلفات الفضائية المحيط بالأرض.
الثمن الباهظ
من البديهي أن إرسال النفايات النووية إلى الفضاء أو إلى الشمس سيكون باهظ الثمن، ومن ثم لا تضع أي وكالة فضائية في اعتبارها التفكير بمثل هكذا مهمة.
خطورة عالية جدًا
إن إرسال جميع نفاياتنا النووية إلى الفضاء سيكون أمرًا خطيرًا إضافةً إلى التكلفة العالية لذلك، علمًا أننا نعرف طرقًا في الوقت الحالي للتعامل مع هذه النفايات وبتكلفة معقولة. أما إرسال النفايات النووية إلى القمر فقد لا يكون خيارًا صائبًا إذ من غير المعقول تلويث أقرب جيران كوكبنا بالنفايات إضافةً إلى أننا نخطط للعيش فيه يومًا ما!
اقرأ أيضًا:
تحويل النفايات النووية الى بطاريات فائقة الكفاءة من الماس ! لكن كيف ؟
ما هو السبب وراء عدم نقل النفايات النوويّة إلى الشمس؟
ترجمة: بيان علي عيزوقي
تدقيق: جعفر الجزيري