لماذا سطح كوكب عطارد مغطى بالألماس؟
يعد كوكب عطارد واحدًا من أكثر الكواكب إثارة للاهتمام في نظامنا الشمسي دون شك، لكونه أقرب الكواكب إلى الشمس. لكن معلوماتنا عن هذا الكوكب ذي البيئة العدائية ضئيلة بالمقارنة مع ما نعرفه عن القمر والمريخ.
تتكون معظم قشرة كوكب عطارد من الغرافيت، وهو شكل نقي من الكربون يمكن أن يتحول إلى ألماس نتيجة اصطدام الكويكبات به. ومن الجدير بالذكر أن سطح الكوكب مليء بالفوهات الناتجة عن اصطدام النيازك والمذنبات به عبر السنين.
لكن يبدو الآن أن لدى الباحثين مزاعم جديدة تتعلق بسطح عطارد، إذ اقترحت دراسة جديدة عُرضت في مؤتمر علم القمر والكواكب في شهر مارس أن قشرة عطارد تحوي 16 مليون مليار طن من الألماس.
يقول عالم الجيولوجيا في جامعة كولورادو للمعادن كيفن كانون، الذي قدم أحدث اكتشافاته في المؤتمر: «يمكن أن تحول موجة الضغط الناتجة عن اصطدام الكويكبات أو المذنبات بالسطح بسرعة عشرات الكيلومترات في الثانية ذلك الغرافيت إلى ألماس». ويضيف: «يمكن أن توجد كمية هائلة من الألماس قرب السطح».
لكن هل يبدو هذا الألماس كما نتصوره؟
يجيب كانون بالنفي قائلًا: «إنه غالبًا لا يشبه الأحجار الكريمة الكبيرة الصافية التي تُنحت لصنع المجوهرات. بل يمكن تشبيهه بالماسات الصغيرة القاتمة التي تستخدم في الصناعة كمواد ساحجة، وتكون في مزيج فوضوي مع الغرافيت وأشكال أخرى من الكربون عادةً».
سيكون الرد الوحيد على هذه الاكتشافات: «نتمنى لو لم يكن استكشاف كوكب عطارد بتلك الصعوبة».
لماذا يصعب استكشاف كوكب عطارد؟
لم يسبق لنا كبشر الوصول إلى كوكب عطارد حتى الآن. وحدها مهمات ناسا مسنجر ومارينر 10 رصدت سطح كوكب عطارد من قرب، ووسعت آفاق معرفتنا بأقرب الكواكب من الشمس.
تتعدد عوائق استكشاف عطارد، بدءًا بالجاذبية الهائلة حوله وليس انتهاءً ببعده عن الأرض. ناهيك بالحرارة المتغيرة جدًا، التي تتراوح بين 427 إلى -173 درجة مئوية. لذا فالظروف فوق عطارد أقسى بكثير من أن يتحملها الإنسان ليستكشف الكوكب بنفسه.
لذا، تتجه الأنظار الآن إلى مهمة بيبيكولومبو المشتركة بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الاستكشاف الجوي والفضائي اليابانية إلى كوكب عطارد، ويتوقع أن تبدأ استكشاف عطارد بعد وصولها إليه عام 2025.
بعد أن رسم مسبار مسنجر في المدة بين 2008 إلى 2015 خارطة لكوكب عطارد، تعد مهمة بيبيكولومبو واعدة فيما يتعلق بالاستكشاف المعدني.
يقول كانون: «نظريًا، يمكن لمهمة بيبيكولومبو أن تجد الألماس في المواد السطحية. إذ تملك أدواتٍ تكمّل أدوات مسبار مسنجر، وهي أفضل بكثير في إيجاد فلزات كهذه».
من يعلم؟ لربما تمنح هذه الادعاءات العلماء منظورًا جديدًا لكوكب عطارد الذي كان مهملًا حتى الآن.
اقرأ أيضًا:
هل يمكن لقدم الإنسان أن تطأ يومًا سطح عطارد؟
ترجمة: إيهاب عيسى
تدقيق: طارق طويل