اختبر الباحثون مؤخرًا صحّة نظريّة تمَّ تطويرها عام 1970 من قِبل جون ماينارد سميث (John Maynard Smith) والتي اقترح فيها أنَّ العمليّة الجنسية هي استراتيجيّة تكاثر مُكلفة أكثر من التكاثر اللاجنسي.
حسابيًّا، عَرَضَ جون ماينارد لنا كيف أن الإناث اللاجنسيين يضعن أحفادًا أكثر من النساء اللاتي تتناسلن جنسيًا.
أمّا بالنسبة للإناث اللاتي تتناسلن جنسيًا فإنَّ حوالي نصف نسلهم تقريبًا سيكون ذكورًا، والذين بالطبع غير قادرين جسديًّا على إنجاب الأحفاد.
الإناث اللواتي تعتمدنَ التكاثر اللاجنسيّ لا تنجبن ذكورًا، ولهذا يضعن ضعف عدد الإناث الذي تضعه الإناث اللاتي تتكاثرن جنسيًا.
أطلق جون على هذه الخسارة اسم: «two-fold coast of males» وتعني «التكلفة المزدوجة للذكور» (أي خسارة فردين من نسل الأحفاد في التكاثر الجنسي بسبب الذكور الغير قادرين على الانجاب).
وبالتالي، يزداد تواتر السلالات اللاجنسية كل جيل وتهزم السلالات الجنسيّة دافعةً إياها للانقراض.
في هذا البحث، درس الباحثون نوع من الحلزون يُدعى (Potamopyrgus antipodarum) والذي لديه نوعين من الإناث، إحداهما تتكاثر لا جنسيًّا والأخرى جنسيًّا وتضع الذكور والإناث، ويتعايش كلا النوعين سويةً في بحيرات ومجاري نيوزيلاندا.
عندما جُمِعَ حلزونات من بحيرات يتعايش فيها كلا النوعين وسُمِحَ لهم بالتكاثر في خزّانات خارجيّة كبيرة، وجد الباحثون ازديادًا في وتيرة الإناث اللاجنسييّن انطلاقًا من الآباء إلى الأحفاد. وكان هذا الإزدياد متناسبًا مع الخسارة المُسماة بـ «التكلفة المزدوجة للذكور» (والتي يتسبب فيها الإناث اللاتي تتكاثرن جنسيًا).
تقول المؤلفة الرئيسة لرسالة «دراسات في علم التطوّر» د. أماندا جيبسون (Dr. AmandaGibson): «نتائجنا تعني أنَّ نظريّة جون ماينارد تنطبق على هذا النظام الطبيعيّ المعقّد، والنساء الجنسيين سيتحملون «التكلفة المزدوجة للذكور» على الأقل».
تعتبر هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي زوّدتنا بتقدير مباشر لتكلفة التكاثر الجنسيّ والنتائج أكدت على صحّة نظريّة جون ماينارد التكوينيّة في التطوّر البيولوجي.
وبعد أن تمَّ تأكيد وجود ما يُسمّى بـ «التكلفة المزدوجة للذكور» تجريبيًّا، فُسِّر أيضًا سبب المطاردة المستمرة للكائنات التي تتبع التكاثر الجنسي، لأنَّ الجنس مكلِّف بالطبع بالنسبة لحلزونات P. antipodarum.
- ترجمة: طارق برهوم
- تدقيق: وائل مكرم
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر