قد لاحظ معظمنا أنّ غالبية الطّائرات مطليّة باللّون الأبيض, لكن هل سبق لك وتساءلت عن السبب؟
هنالك عدة أسباب لذلك، وهي:
1- فائدة حراريّة:
إنّ اللّون الأبيض عاكسٌ لضوء الشمس، ويعكس معظم الضّوء السّاقط عليه.
وهو على عكس بقية الألوان الّتي تمتصّ الضّوء السّاقط عليها ويؤدّي ذلك إلى سخونة جسم الطّائرة, وهو الأمر الواجب تجنّبه.
ومن جهة أُخرى، فاللّون الأبيض يمنع الارتفاع التّدريجي لسخونة جسم الطّائرة، وهو أمر جيّد, ليس في وضع التّحليق فقط، بل عند توقّفها على مدرّج المطار أيضًا, لأنها تستغرق وقتًا أقلّ حينها لتبرد عند هبوطها على أرض المطار في الأيّام المشمسة.
2- يُسَهِّل كشف الشُّقوق والخدوش والعيوب:
تُفحَص الطائرات عادةً بشكل دوريّ للتحقق من وجود شقوق وخدوش في جسمها بغرض السّلامة.
واللّون الأبيض هو الأنسب عندما يتعلّق الأمر بتحديد واكتشاف الشقوق, حيث يظهر الشقّ بلون أغمقَ من اللّون الأبيض.
بالإضافة إلى ذلك, يُظهِر اللّون الأبيض علامات التآكل وبقع تسرّب الزيوت (بما أنها تترك خلفها خطوطًا ملوّنة بلون غامق).
كما أنّه من الأسهل ملاحظة واكتشاف الطّائرات البيضاء عن سواها في حوادث التّحطم وخصوصًا في اللّيل أو في المساحات المائيّة مثل البحار والمحيطات.
3- الطّلاء الزّائد= وزن أكبر= مصروف وقود أكثر= تكاليف تشغيل أكبر.
إن طلاء طائرة بوينغ 747 بالكامل يُكلّف أكثر من 250 كيلوغرام من الطّلاء.
بينما تُكلّف عمليّة صقل وتلميع الطّائرة 25 كيلوغرام فقط من الطّلاء.
وقد استطاعت شركة (إيزي جيت) الجويّة توفير مايُعادل نسبة 2% من تكاليف التّشغيل وذلك فقط بعد إعادة طلاء طائراتها بطلاء جديد آيروديناميكي أكثر رقةً وأقلّ سماكةً.
وللتّنويه؛ عندما تصل فاتورة الوقود السنوية إلى 1.2 مليار دولار أمريكي سنويًّا فإن نسبة 2% تعني توفيرًا مقداره 24 مليون دولار.
4- اللّون الأبيض لا يبهت أو يشحب:
عادةً ما تُطلى الطّائرة عدّة مرّات خلال فترة خدمتها.
وكلّما كان بالإمكان إطالة الفترة الزمنيّة بين فترتي الطّلاء، كلّما كان الأمر أفضل.
واللّون الأبيض عمومًا لا يبهت مثل بقيّة الألوان, الأمر الذي يسمح بإطالة الفترة الزمنيّة لإعادة الطّلاء.
5- قيمة إعادة بيع أعلى من غيرها:
إنّ الطّائرة المطليّة باللّون الأبيض تمتلك قيمةً لإعادة بيعها تفوق القيمة الخاصّة بالطّائرات الملوّنة.
وغالبيّة طائرات الشّركات هي طائرات مُستأجرة, ولذلك فإنّ أصحاب الشّركات يفضّلون اللّون الأبيض إذْ لا يحتاجون لإعادة طلائها, بل عليهم فقط تغيير الاسم القديم للشّركة ووضع اسم وشعار للشّركة الجديدة.
- إعداد: يازد حسامو
- تدقيق: سهى يازجي
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر الأول
- المصدر الثاني