عاجلًا أم آجلًا ستتحول تقنيات النقل إلى اللاسلكية، فعلى مدى عقود اكتشفنا كيفية التخلص من الأسلاك كأسلاك الهواتف وغيرها.
واليوم، هناك سلك رئيسي وحيد باقٍ للتخلي عنه وهو سلك الطاقة.
فلك أن تتخيل ما سيحدث إن تمكنا يومًا من استخدام الطاقة لاسلكيًا.
وكثير منا يعاني من نفاد مدخرات هاتفه بحلول المساء.
وبتقنية كتلك ستصبح المدخرة أمر من الماضي، إذ ستظهر أجهزة جديدة أخف وزنًا وأسرع وأكثر مرونة من تلك السالفة، لأنها ستوفر مساحات كبيرة كانت تحتلها المدخرة في السابق.
وليس ما نعنيه بمصطلح (الشحن اللاسلكي) هو وضع هاتفك على وحدة الشحن اللاسلكي كل ليلة كما هو الحال في بعض الهواتف الذكية، فبالرغم من أن هذه التقنية تُغنيك عن استخدام سلك الشحن، إلا أنه لا يمكنك استخدام هاتفك أثناء الشحن. وليس هذا ما نريده.
فقد أصبحت تقنية الشحن اللاسلكي على مدار اليوم بمثابة الكأس المقدسة لبعض الشركات الناشئة لما يقرب من عقد من الزمن.
ويجري العمل بكثافة على كثير من التجهيزات وبرؤوس أموال ضخمة لتقديم نماذج تبهر المشاهدين، وستصبح هذه التقنية الأكثر شعبية وربحية وقابلية للتحويل بمرور الوقت، إذًا لما التأخير؟
وكبداية، تستخدم هذه التقنيات موجات الراديو، وستمتلك أجهزتنا الذكية في المستقبل مُستقبِلات لموجات الراديو تلك الشبيهة بموجات (الواي فاي- Wi-Fi)، لها القدرة على تحويل تلك الموجات إلى كهرباء.
وعلى سبيل المثال، تقدم شركة «Powercast» والتي تبيع منتجات صناعية منذ عام 2010، تقنيات مثل المستشعرات وبطاقات تحديد الهوية من خلال الأشعة الراديوية، والتي لها القدرة على استقبال الطاقة عن بعد، وتأمل الشركة إتاحة هذه المنتجات للمستهلكين عما قريب.
ولكن لسوء الحظ فإن تقنية شركة «Powercast» تنقل بضع ميكرو/مللي واط من الطاقة (مليون/ ألف واط)، وهو ما لا يكفي لشحن الهاتف، بل الأسوأ من ذلك هو ألا تدعم نظام التتبع للجهاز في حال التنقُّل في الغرفة، إذ يتحتم عليك ترك الجهاز في مكان محدد.
ويقول (شارلز جرين- Charles Greene)، مسؤول التشغيل الرئيسي: «من السهل تخيل المرء بأنه يضع هاتفه بجانبه على الطاولة كل ليلة، بالفعل هذا جيد ولكنه ليس بالأمر الكافِ».
وتطمح شركات مثل «Ossia» و«Energous»، إلى ما هو أبعد من ذلك.
إذ تحتوي أجهزة البث خاصتها على مصفوفة مكونة من مئات الهوائيات، ما يُمكِّنها من رصد موقع الجهاز بدقة متناهية بمجرد تحركك.
حسنًا، يمكننا القول بأن حلم الحصول على أجهزة تستخدم تقنية الشحن اللاسلكي دون أن تخرج من جيوبنا، هو أمر صعب المنال.
ويقول (جوردون بيل- Gordon Bell) مسؤول التسويق بشركة «Energous»، أن منتجات الشركة ستحافظ على معدلات الحد الأدنى لشحن المدخرة خلال الهواء.
ولكن إن كنت تستخدم هاتفك طوال اليوم، فجل ما يمكن توقعه، أن تبقى المدخرة ضمن مستويات منخفضة ليس أكثر.
وتستخدم شركة «uBeam» الموجات فوق الصوتية لإمداد الهواتف بالطاقة، ولكن لسوء الحظ أيضًا تعمل هذه الموجات وفق مبدأ خط البصر أي أنه على جسدك أن يتحرك في المستوى ذاته لاستقبالها (وعلاوة على ذلك، يقول نائب الرئيس التنفيذي السابق للشركة أن هذه التقنية لن تعمل أبدًا).
ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب إذ تبقى مشكلة لجنة الاتصالات الفدرالية قائمة، أي أنه لا يمكنك بيع التقنيات اللاسلكية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن تُقيِّم هيئة الاتصالات الفدرالية مدى سلامة هذه التقنية وعدم تداخلها مع المنتجات اللاسلكية الأخرى.
وفي الوقت الحالي، تتيح اللجنة نوعين من الاتصالات اللاسلكية: الإرسال منخفض الطاقة مثل الواي فاي والأجهزة ذات الطاقة المرتفعة مثل الميكروويف أو منصات الشحن اللاسلكي.
ومن الواضح أن كِلا التقنيتين لا تدعمان نقل ترددات الطاقة المرتفعة لمسافات طويلة.
وتؤكد شركة «Energous» أن نقل الطاقة يجري بدقة بفضل المصفوفة المكونة للأشعة.
وإذا أجازت لجنة الاتصالات الفدرالية هذه التقنية، فستتمكن الشركة ومنافسيها من طرح منتجاتهم في الأسواق.
وتتوقع الشركة الحصول على الموافقة بنهاية هذا العام لإحدى منتجاتها الخاصة بالشحن اللاسلكي المصمم ليوضع على المكتب.
وإذا حدث هذا، ولاقى اهتمامًا من الصناع حول العالم فربما نُودِّع آخر أسلاك الشحن بحلول 2018.
- ترجمة: فادي سامح روماني
- تدقيق: هبة فارس
- المصدر