وفقًا لشركتي فايزر وبيونتك، أظهرت نتائج التجارب أن لقاح فيروس كورونا الخاص بهما آمن، وينتج عنه استجابة مناعية قوية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا، وأنهما ستطلبان قريبًا موافقة تنظيمية.
قال الأطباء إن اللقاح سيُعطى بجرعة أقل مقارنةً بجرعات الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 12 عامًا.
جاء في البيان المشترك: «أظهرت التجارب على المشاركين بعمر 5 – 11 عامًا أن اللقاح آمن وجيد التحمل، وأظهر استجابات قوية للأجسام المضادة المتعادلة».
تخطط الشركتان لتقديم البيانات إلى الهيئات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحول العالم في أقرب وقت ممكن.
وصف أشيش جها -عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون- هذه الأخبار بأنها «أخبار جيدة» كان ينتظرها العديد من الآباء والأمهات
نتائج التجارب هي الأولى من نوعها للأطفال دون الثانية عشرة، إضافةً إلى استمرار «تجربة مودرنا» للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-11 عامًا.
يجري بالفعل إعطاء كل من لقاحي فايزر ومودرنا للمراهقين فوق سن 12 عامًا في العديد من البلدان، إضافةً إلى البالغين في مختلف أنحاء العالم.
أصبحت إنجلترا وأسكتلندا وويلز آخر من انضم إلى قائمة الدول التي تُلقح المراهقين الأصغر سنًا، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا هذا الأسبوع، ومن المقرر أن تحذو أيرلندا الشمالية حذوهم الشهر القادم.
مخاوف بشأن المتحور دلتا:
مع أن الأطفال أقل عرضة لخطر الإصابة الشديدة بفيروس كورونا المستجد، توجد مخاوف من أن يؤدي المتحور دلتا شديد العدوى إلى حالات أخطر. ويُعد تطعيم الأطفال مفتاح إبقاء المدارس مفتوحة، والمساعدة على إنهاء الوباء.
قال ألبرت بورلا، المدير التنفيذي لشركة فايزر: «نحن حريصون على توسيع نطاق الحماية التي يوفرها اللقاح لتشمل الفئة السكانية الأصغر سنًا»، مشيرًا إلى ارتفاع حالات إصابة الأطفال بكوفيد-19 بنحو 240% في الولايات المتحدة منذ يوليو الماضي.
ذكرت الشركات أن الأطفال من الفئة العمرية 5-11 سنة تلقوا نظامًا علاجيًا من جرعتين، من عيار 10 ميكروغرام، مقارنة بـ 30 ميكروغرام للأكبر سنًا. بفاصل 21 يومًا بين الجرعتين.
اختيرت الجرعة بوصفها الجرعة المثلى فيما يتعلق بالسلامة والقدرة على التحمل وتوفير المناعة لتلك الفئة العمرية، أما الآثار الجانبية فتشبه عمومًا تلك التي لوحظت لدى المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا.
من الآثار الجانبية الشائعة المسجلة: الألم وتورم موقع الحقن، والصداع والقشعريرة والحمى. لم يذكر بيان «فايزر- بيونتك» الآثار الجانبية النادرة كالتهاب عضلة القلب المرتبط باللقاح، ومعظمها بين الذكور الأصغر سنًا.
ومن المتوقع توفر اللقاح للأطفال دون 5 سنوات قبل نهاية العام.
حصل لقاح فايزر على موافقة رسمية كاملة في الولايات المتحدة في أغسطس، ومن ثم فهو متاح للأطفال الأصغر سنًّا حال وصفه الطبيب، لكن السلطات الأمريكية حذرت من ذلك حتى الحصول على بيانات السلامة.
صرحت إدارة الغذاء والدواء إنها ستراجع بعناية طلبات التفويض الطارئة للقاحات تحت 12 عامًا، وتتوقع أن تستغرق هذه العملية أسابيع بدلًا من أشهر.
منحت إسرائيل بالفعل ترخيصًا خاصًا لتطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا، الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة بسبب كوفيد-19، باستخدام حقن فايزر بجرعة أقل.
سيُختبر لقاح فيروس كورونا أيضًا على الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين، وعلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام، ومن المتوقع صدور النتائج بحلول نهاية العام الحالي.
سُجل نحو 4500 طفل تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر إلى 11 سنة في تجارب «فايزر- بيونتك» في الولايات المتحدة وفنلندا وبولندا وإسبانيا.
مثل لقاح مودرنا، تعتمد فايزر على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال الجديدة، التي توصل التعليمات الوراثية للخلايا لبناء بروتين الفيروس الشوكي، لتحفيز الأجسام المضادة لمواجهة الفيروس الحقيقي.
اقرأ أيضًا:
ما احتمالية أن يكون لقاح كوفيد-19 علاجًا جينيًا؟
لقاح جديد ضد كوفيد-19 يؤخذ بالأنف يدخل مرحلة الاختبارات
ترجمة: هبة علي
تدقيق: روان أحمد أبوزيد