هناك خيارات قليلة لمتلقي لقاح كوفيد-19 المتوقعين هذه الأيام، ولكن تشترك جميعها بشيء واحد وهو طريقة أخذ اللقاح بالحقن، ومع ذلك لا يعد الحقن في حالاتٍ عدة الطريقة الأفضل أو الوحيدة للحصول على اللقاح.
أعلن فريق من الباحثين في جامعة هيوستن عن تطوير لقاح يؤخذ من خلال الاستنشاق الأنفي، ففي ورقة بحثية نشرت هذا الأسبوع في مجلة iScience أوضح الباحثون أن اللقاح الأنفي الذي جُرب على الفئران كان آمنًا وأعطى مناعة سريعة تجاه كوفيد-19.
صرح نافين فاراداراجان بروفيسور الكيمياء والهندسة الحيوية الجزيئية في جامعة هيوستن والمؤلف الرئيسي للورقة: «يحفز هذا النوع من التلقيح كلًا من المناعة الجهازية المعتمدة على الأضداد والمناعة المرتبطة بالغشاء المخاطي المعتمدة على المخاط، ويتميز بكونه إجراءً غير غازٍ مناسبًا لتلقيح شريحة واسعة من السكان».
توجد ميزات عدة للتلقيح من طريق الأنف، لذا لم يكن مفاجئًا وجود أبحاث سابقة للبحث الذي يجريه الفريق، فقد لقح فريق من الباحثين في جامعة آيوا في تموز الماضي الفئران والنموس ضد كوفيد-19 بواسطة بخاخ أنفي، بينما جرب باحثون من جامعة لانكستر الشهر الماضي لقاحًا أنفيًا على جرذان الهامستر، أما في فنلندا فيأمل باحثون ببدء التجارب على الإنسان للقاح أنفي آخر يقولون أنه اجتاز جيدًا الاختبارات قبل السريرية.
ولكن ما الذي يجعل الأفضلية للبخاخ الأنفي؟
يكمن السر في كيفية انتشار الفيروس، فهو يُستنشق مع القطيرات في الهواء، ما يعني أن الأنف والفم يُعدّان من النقاط الأولى لدخول الفيروس، فإذا استطاع اللقاح خلق استجابة مناعية في المخاط الذي يحمي الأنف من الكائنات الدقيقة، عندها سيمنع أي عدوى متوقعة بالفيروس قبل وصوله إلى الجسم.
كتب بروفيسورا علم المناعة فرنسيس لوند وتروي راندل في موقع science في تموز الماضي، وهما أستاذان غير مشاركين في تطوير لقاح جامعة هيوستن:
«بالنظر إلى نوعية وخصوصية الفيروس تجاه الجهاز التنفسي للمضيف يبدو مفاجئًا أن سبعة لقاحات فقط تعطى عن طريق الأنف من قرابة 100 لقاح لفيروس كوفيد-19 موجودة في مرحلة الاختبارات السريرية».
وأضافوا: «تتضمن ميزات اللقاحات الأنفية عدم الحاجة لحقنها وإمكانية إيصال المستضد إلى موقع الإصابة وتنبيه الجهاز المناعي المخاطي في الطرق التنفسية».
يوضح فاراداراجان أن مشكلة هذه اللقاحات وسبب عدم توافرها في الأسواق هو صعوبة تحفيز استجابة مناعية جيدة من خلالها، فقد تأثرت فعالية التلقيح المخاطي بكمية قليلة من المستضد المقدم، لذا توجد حاجة لمساعدات مناعية للقاح لتحفيز استجابة مناعية قوية دون إحداث سمية على الجسم.
تمكن الفريق بالتعاون مع البروفيسور المساعد في المستحضرات الصيدلانية في كلية الصيدلة في جامعة هيوستن إكزانلي ليو من عزل نوع من المحفزات واستخدامه مساعدًا للقاح لتحفيز الاستجابة المناعية، وعرف هذا المحفز باسم NanoSTING
يقول فاراداراجان: «استخدمنا NanoSTING مساعدًا للقاح، وتسلسلًا مفردًا من RNA خلوي لتعزيز النسيج اللمفاوي المرتبط بالأنف كموقع تحريضي للقاح، وقد أظهرت نتائجنا أن اللقاح المرشح آمن، ويحدث استجابة مناعية سريعة وشاملة تجاه فيروس سارس-كوف-2 خلال سبعة أيام».
ويضيف: «إن ميزات اللقاح ليست محدودة بنجاحه فقط في الاختبارات قبل السريرية، بل له منافع أكثر من ذلك، وبينما تحتفل الحكومات الغربية بأحداث التلقيح في بلدانها وتحضر لإطلاق برامج الجرعات المعززة للقاح، ما يزال مليارات الناس في البلدان النامية غير ملقحين، فإذا نجح لقاحنا سنوصله للذين يحتاجونه، ولكن يتطلب التوزيع العادل له أن تدار العملية بشكل جيد وأن يُشحن بسهولة، وكما أشرنا فمكونات اللقاح من البروتينات والمساعد المناعي NanoSTING مستقرة لأكثر من 11 شهرًا، ويمكن حفظها وشحنها إلى أماكن أخرى دون الحاجة إلى تجميدها».
اقرأ أيضًا:
من يمكنه أخذ لقاح كوفيد-19 بأمان؟
متى يجب عليك تلقي اللقاح إذا كنت أصبت سابقًا بكوفيد-19؟
ترجمة: هادي سلمان قاجو
تدقيق: نور عباس