وجد الباحثون أخيرًا سجلات موثوقة لشخص قُتل بسبب سقوط نيزك. في 22 أغسطس عام 1888، وفقًا لوثائق متعددة وجدت في المديرية العامة لأرشيف الدولة برئاسة الجمهورية التركية، فقد تسبب سقوط نيزك بقتل رجل وشل آخر في ما هو معروف الآن بالسليمانية في العراق.
وفقًا للباحثين، يشكل هذا أول دليل معروف على الموت بضربة نيزك.
أيضًا يُلمَّح إلى أنه قد يكون هناك المزيد من هذه السجلات، مُخبأة في الأرشيفات، بانتظار أن تُكتشف.
الأرض غير محصنة؛ إنها تحت قصف مستمر للصخور الفضائية؛ تشير التقديرات إلى أن ملايين الشهب تضرب الغلاف الجوي في اليوم الواحد.
لكي نكون منصفين، فلن يجتاز الكثير منها الغلاف الجوي.
لكن وفقًا لناسا، كان هناك على الأقل 822 نيزك كبير بما يكفي للانفجار في الغلاف الجوي منذ عام 1988، ممطرًا حطامًا نيزكيًا.
يعتقد العلماء أن ما يقرب من 17 نيزكًا قد يضرب الأرض كل يوم.
لذلك قد تعتقد أنه على مر السنين يجب أن يكون هناك شخص ما في مكان ما سيُضرب ويُقتل بسبب قطعة من الحطام الفضائي، لكن السجلات التاريخية كانت خالية بغرابة من التقارير الموثقة عن حدوث ذلك.
حتى نيزك تشيليا بينسك الضخم في عام 2013، الذي انفجر في الغلاف الجوي وأمطر حطامًا يصل وزن بعضه إلى 654 كيلوجرام، لم يُقتل أي شخص بسببه؛ جميع الإصابات المُبلَّغ عنها كانت بسبب الموجة الصدمية، وليس النيزك نفسه.
وفقًا لورقة نشرت عام 1951 في مجلة Popular Astronomy، فإن الصعوبة في تقديم أدلة تاريخية لا تنشأ بسبب ندرة الحوادث ذات الصلة، لكن بشكل أساسي من عدم وجود أدلة مادية على أن الشظايا المتسببة في الحادث كانت نيزكية، واستحالة إخضاع الناجين وشهود العيان للتشكيك النقدي.
أُبلِغَ على نطاق واسع عن مقتل شخص في انفجار مأساوي في الهند في عام 2016 ليكون أول حالة وفاة بهذا السبب، لكن وفقًا لخبراء وكالة ناسا، لم يكن هذا الانفجار ناتجًا عن أي شيء من خارج الأرض.
لذا على حد علمنا، فإن الموت بسبب النيازك نادر الحدوث؛ الضحية الوحيدة المؤكد إصابتها بنيزك هي امرأة تدعى آن هودجيز، التي كانت مستلقية على الأريكة في عام 1954 عندما سقطت عليها الصخرة من خلال سقف منزلها وضربت فخذها.
استرجعوا الصخرة وتبين أنها من خارج كوكب الأرض، ونجت هودجيز.
على الرغم من عدم وجود صخرة للتحقق من حادثة عام 1888 فإنه يبدو أن هناك تقريرًا واحدًا، لكن الباحثين لم يتمكنوا من العثور عليه -إن وثائق الأرشيف مقنعة للغاية-.
وجد الباحثون ثلاث وثائق منفصلة تصف الحادث، نُقلت مؤخرًا إلى أرشيف رقمي، وكتبت بلغة تركية عثمانية يصعب ترجمتها، وهذا ما يفسر سبب عدم اكتشافها من قبل.
الوثائق هي رسائل كتبتها السلطات المحلية لتُبلِّغ الحكومة بالحادث.
في 10 أغسطس من التقويم اليوليوسي (22 أغسطس من التقويم الغريغوري)، تذكر الرسائل أنه نحو الساعة 8:30 مساءً بالتوقيت المحلي، شوهدت كرة نارية كبيرة في السماء.
بعد ذلك، سقطت النيازك مثل المطر لمدة عشر دقائق تقريبًا على قرية صغيرة، ما أدى إلى مقتل رجل مجهول الهوية وإصابة آخر بالشلل.
بالإضافة إلى ذلك، أُبلِغَ عن تلف المحاصيل الزراعية، الأمر الذي يتوافق مع موجة صدمة الكرة النارية.
من المستحيل معرفة ارتفاع وسرعة وحجم وموقع الكرة النارية بالضبط. لكن بناءً على القرى التي شوهد فيها، يعتقد الباحثون أنه تحرك من الجنوب الشرقي قبل أن تتناثر شظاياه على شكل هرم في السليمانية.
كتب الباحثون في ورقتهم: «هذا الحدث هو أول تقرير يشير إلى أن نيزكًا قد قتل رجلًا».
بدعم من ثلاثة تقارير تبلغ عن هذا الحدث.
نظرًا لأن هذه الوثائق من مصادر حكومية رسمية ومكتوبة من قِبل السلطات المحلية، وحتى رئيس الوزارة نفسة، فليس لدينا أي شك في حدوثها.
لا يزال الفريق يبحث في الأرشيفات عن المزيد من المعلومات عن هذا الحدث.
يعتقدون أيضًا أن الرد من السلطان قد يكون في وثائق لم تُرقَّم وتُنظَّم بعد، وأن هناك وثائق موجودة بالفعل في الأرشيفات الرقمية ولم تُفحص.
يشير الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف مثير للاهتمام لأنه يشير إلى فجوة كبيرة في معرفتنا.
لا يقتصر الأمر على أن السجل التاريخي واسع النطاق، ويصعب دراسته بالكامل؛ بل هناك أيضًا نقص في العمل على الوثائق التاريخية باللغات الأخرى غير الإنجليزية.
كتب الباحثون: «من أجل التغلب على مصاعب كهذه، فإن الكثير من العمل والتعاون متعدد التخصصات مع المؤرخين وأمناء المكتبات والمترجمين، هو أمر واجب».
اقرأ أيضًا:
خبر سعيد: وكالات الفضاء تقول أن ذلك الكويكب المرعب لن يأتي لقتلنا جميعًا
ما هي الشهب؟ ما أنواعها، وما الفرق بين الشهاب والنيزك؟
ترجمة: محمد رشود
تدقيق: سلمى توفيق