لابد أنك سمعت ذات يوم أحدهم يتحدث عن لحم الخنزير، بشكل سيء على الأرجح! لابد من الإشارة أولًا إلى معلومة غائبة في هذا الصدد، وهي أن مصطلح «لحم الخنزير»، يشير إلى لحم نوع محدد من الخنازير، وهي الخنازير المستأنسة أو المدجنة.
لحم الخنزير، هو أكثر أنواع اللحوم الحمراء استخدامًا في العالم، لا سيما في مناطق شرق آسيا. تختلف الصورة في بعض مناطق العالم، إذ يندر استهلاكه في الدول الإسلامية، بسبب تحريمه في الدين الإسلامي، وتمنع بعض هذه الدول استيراده أو استخدامه.
يؤكل لحم الخنزير على الأغلب طازجًا -دون معالجة غذائية- أو بعد معالجته وحفظه بأشكال عدة، كاللحم المدخن أو المقدد أو النقانق.
ونظرًا إلى احتوائه على نسبة عالية من البروتينات، إضافةً إلى الفيتامينات، يعد لحم الخنزير مصدرًا غذائيًا غنيًا ومفيدًا في الحميات الغذائية الصحية.
نحاول في هذه المقالة تغطية أهم جوانب الموضوع بطريقة علمية.
معلومات غذائية
ينبغي أولًا التذكير بمعلومة أساسية عن لحم الخنزير: غناه بالبروتين والدهون.
تحتوي 100 جرام من لحم الخنزير المطهي على:
- 25.7 جرامًا من البروتينات
- 20.8 جرامًا من الدهون
- ولا تحتوي على أي كربوهيدرات أو سكر أو ألياف.
تعادل هذه الكمية نحو 297 سعرة حرارية.
البروتينات
نبدأ حديثنا عن القيمة الغذائية للحم الخنزير من البروتينات، فهو مثل اللحوم الأخرى، يتكون في المقام الأول من البروتين. نسبة البروتين في لحم الخنزير الصافي -أي الذي أزيلت دهونه بالكامل- نحو 26% إذا كان طازجًا، وعند تجفيفه ترتفع هذه النسبة إلى نحو 89% ما يجعله أحد أغنى أنواع الأغذية بالبروتين.
يحتوي لحم الخنزير على كل الأحماض الأمينية الأساسية التسعة، وهي مركبات كيميائية لا يستطيع الجسم تكوينها، ويحتاج إليها للقيام بعمليات النمو وتجدد خلايا الجسم، لهذا فإن تناول لحم الخنزير، كتناول أنواع اللحوم الأخرى، مفيد في حالات ممارسة رياضة بناء الأجسام وللرياضيين في حالات النقاهة من الإصابة والمرضى الخاضعين لعمليات جراحية.
الدهون
يحتوي لحم الخنزير على كميات متفاوتة من الدهون، إذ تتراوح نسبة الدهون من 10% إلى 16% عادةً، وقد تزيد على ذلك، اعتمادًا على مدى تقطيع وتشفية اللحم وعوامل أخرى. يُستخدم دهن الخنزير الصافي -شحم الخنزير- في طهي بعض الأطعمة.
يحتوي لحم الخنزير، كسائر أنواع اللحوم الحمراء الأخرى على أحماض دهنية مشبعة وأخرى غير مشبعة، بكميات متقاربة. مثلًا، تحتوي 100 جرام من لحم الخنزير المطحون المعد للطهي على 7.7 جرام من الأحماض الدهنية المشبعة و9.3 جرامات من الأحماض الدهنية وحيدة عدم الإشباع و1.9 جرام من الأحماض الدهنية عديدة عدم الإشباع. يختلف لحم الخنزير عن لحوم الحيوانات الأخرى كالأبقار والأغنام في تركيبة هذه الدهون، إذ تُعد كمية حمض اللينوليك المقترن فيه قليلة نسبيًا، في حين يحتوي على كمية أكبر من الدهون المشبعة.
الفيتامينات والأملاح المعدنية
يعد لحم الخنزير مصدرًا غذائيًا غنيًا بالفيتامينات والأملاح المعدنية، إذ يتضمن:
- الثيامين: على عكس سائر اللحوم الحمراء الأخرى كلحوم الأغنام والأبقار، فلحم الخنزير غني بالثيامين، وهو أحد أنواع فيتامين ب وله دور في الكثير من العمليات الحيوية داخل الجسم.
- السيلينيوم: يعد لحم الخنزير من أهم مصادر هذا النوع المهم من الأملاح المعدنية، إلى جانب الأطعمة البحرية والبيض ومنتجات الألبان.
- الزنك: لحم الخنزير غني بالزنك، وهو أحد الأملاح المعدنية، وعنصر غذائي ضروري للدماغ والجهاز المناعي.
- فيتامين ب12: وهو الفيتامين الذي يكاد يقتصر وجوده على الأطعمة ذات المنشأ الحيواني، وهو ضروري لعمل الدماغ وعملية تكوين الدم، وقد يؤدي نقصه في غذاء الإنسان إلى إصابته بفقر الدم وتضرر الخلايا العصبية.
- فيتامين ب6: وهو مجموعة من الفيتامينات. يعد هذا الفيتامين ضروريًا لتكوين كريات الدم الحمراء.
- النياسين أو فيتامين ب3: مسؤول عن الكثير من الوظائف في جسم الإنسان لا سيما عمليات النمو والأيض.
- الفوسفور: يعد من أكثر العناصر حضورًا في الحميات الغذائية الصحية، وهو ضروري لعملية النمو وصيانة أجزاء الجسم المختلفة.
- الحديد: يحتوي لحم الخنزير على الحديد بكمية أقل من تلك الموجودة في لحوم الأبقار والأغنام.
إضافةً إلى غنى لحوم الخنزير المعالجة والمحفوظة بملح الصوديوم.
مكونات أخرى
يحتوي لحم الخنزير على مركبات أخرى إضافةً إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية، وللكثير من هذه المركبات أثر في صحة الإنسان. من هذه المركبات:
- الكرياتين: اللحوم غنية بالكرياتين، وهو مصدر مهم للطاقة لعضلات الجسم، لذا فهو أحد المكملات الغذائية التي يستخدمها لاعبو كمال الأجسام، إذ يساعد على نمو العضلات وترميمها.
- التورين: وهو نوع من الأحماض الأمينية المضادة للتأكسد، يصنعه الجسم، وهو موجود بوفرة في اللحوم والأسماك. يساعد تناول هذا العنصر الغذائي بانتظام على تحسين وظيفة القلب والعضلات.
- الغلوتاثيون: أحد مضادات التأكسد، يوجد بكمية ملحوظة في اللحوم، ويستطيع الجسم تصنيعه.
- الكوليسترول: بعيدًا عن الصورة الشائعة المرتبطة بأمراض القلب والشرايين، فإن الكوليسترول عنصر غذائي مهم، ومن الضروري وجوده بكمية مناسبة في الحمية الغذائية الصحية.
الفوائد الصحية للحم الخنزير
يحتوي لحم الخنزير على الكثير من العناصر الغذائية المهمة كالأملاح المعدنية والفيتامينات، إضافةً إلى غناه بالمحتوى البروتيني، ما يجعله عنصرًا مهمًا في النظام الغذائي الصحي.
صيانة الكتلة العضلية
كما في معظم أنواع الأطعمة ذات الأصل الحيواني، يعد لحم الخنزير مصدرًا ممتازًا للبروتينات.
تزداد أهمية مسألة ترميم وصيانة الكتلة العضلية مع التقدم في العمر. فعدم القيام بتمارين رياضية إلى جانب عدم الالتزام بحمية غذائية مناسبة، يؤدي إلى تدهور عضلات الجسم، التي تضعف طبيعيًا مع التقدم في العمر، ما يرتبط بالكثير من المشكلات الصحية التي قد يعاني منها الشخص المسن.
في حالات التدهور العضلي الشديدة، قد يحدث ضمور العضلات، ما يؤثر في جميع أجزاء الجسم بوضوح، ويزداد خطر الإصابة بهذا المرض مع التقدم في العمر.
يزداد خطر الإصابة بهذا المرض حال عدم تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات، فتضمر العضلات أسرع.
يقي تناول لحم الخنزير، مثل سائر أنواع الأطعمة الغنية بالبروتينات من هذه الإصابة، إذ يحصل الجسم على كمية كافية من البروتينات، ما يساعده على صيانة العضلات وترميمها.
تحسين الأداء البدني
لا تقتصر فائدة تناول اللحوم على صيانة الكتلة العضلية، بل تتعداها إلى تحسين قدرة العضلات على القيام بوظيفتها وزيادة النشاط البدني عمومًا. إضافةً إلى غنى لحم الخنزير بالبروتينات، فهو يحتوي على عناصر غذائية أخرى مفيدة للعضلات كالكرياتين والتورين والبيتا ألانين، والأخير حجر الأساس في عملية تصنيع الجسم لمادة الكارنوزين المهمة لعمل العضلات، إذ يرتبط ارتفاع مستويات الكارنوزين في عضلات الإنسان بمقاومة الإجهاد وتحسن الأداء البدني.
يلاحظ في حالات الحمية الغذائية النباتية والخضرية انخفاض مستويات الكارنوزين في العضلات بسبب قلة البيتا ألانين في مثل هذه الحميات. وعلى النقيض، فإن زيادة تناول اللحوم أو تناول المكملات الغذائية المحتوية على البيتا ألانين، تعني زيادة مادة الكارنوزين في عضلات الجسم، ما ينعكس إيجابيًا على الأداء العضلي.
لحم الخنزير -كباقي أنواع اللحوم- غذاء غني بالبروتين الضروري لنمو وترميم عضلات الجسم، وهو يحسن وظيفة العضلات وأداءها.
لحم الخنزير وأمراض القلب
تعد أمراض القلب أهم سبب للوفاة عند البالغين في العالم. وتحدث الوفاة في هذه الحالات بسبب نوبة قلبية أو السكتات أو ارتفاع ضغط الدم.
حاولت بعض الدراسات العلمية رصد العلاقة بين أمراض القلب وتناول اللحوم الحمراء، وخرج الكثير منها بنتائج متناقضة ومتداخلة.
ذكرت بعض الدراسات زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية حال تناول اللحوم سواءً محفوظة أو طازجة، في حين تذكر دراسات أخرى علاقة اللحوم المحفوظة فقط بأمراض القلب، في حين ينفي قسم ثالث من الدراسات وجود علاقة واضحة بين تناول اللحوم والإصابة بالأمراض القلبية.
إذن ما من دليل قاطع على أن تناول اللحوم يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، ومع أن بعض الدراسات رصدت ارتفاع الإصابة بأمراض القلب لدى من يتناولون اللحوم، فإنها لم تتوصل إلى دليل قاطع يثبت أن اللحوم هي سبب الإصابة بالمرض القلبي. ربما ترجع هذه النتائج إلى نمط الحياة غير الصحي الذي عادةً ما نشاهده لدى متناولي اللحوم الشرهين، المتمثل بعدم تناول الخضراوات والفواكه بالكميات المطلوبة، وقلة النشاط البدني ونمط الحياة الكسول والتدخين والشراهة للطعام.
لنأخذ مثالًا شائعًا هو الكوليسترول، إذ تقول الفرضية الشهيرة إن احتواء اللحوم على الدهون المشبعة والكوليسترول يسبب الإصابة بأمراض القلب. مع أن كميات الكوليسترول والدهون المشبعة المعتدلة لا تؤثر -أو تؤثر تأثيرًا طفيفًا- في مستويات الكوليسترول في الدم عند معظم البشر، ولا يحذر العلماء بشأنها من الناحية الصحية. لا تزال العلاقة بين الدهون المشبعة وأمراض القلب مثارًا للجدل، وحديثًا بدأ العلماء بالعدول عن اعتبارها سببًا رئيسيًا لأمراض القلب.
الخلاصة أن تناول لحم الخنزير الخالص من الدهون لا يؤثر في صحة القلب.
لحم الخنزير والسرطان
السرطان خطر داهم يهدد الإنسان. يتمثل هذا المرض القاتل بفقدان الجسم سيطرته على تكاثر بعض خلاياه ونموها حد الموت.
لاحظت بعض الدراسات العلمية وجود علاقة بين تناول اللحوم الحمراء وإصابة الإنسان بسرطان القولون، لكنه ليس دليلًا قاطعًا. لذلك لا يمكن القول إن تناول لحم الخنزير يسبب سرطان القولون، إذ لم يثبت وجود علاقة سببية بينهما.
لكن ليس الأمر بهذه البساطة، فأنواع اللحوم كثيرة وطرق طهيها عديدة، وقد تؤدي كمية اللحوم المتناولة دورًا في الأمر، ففكرة أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة قد تسبب سرطان القولون تبدو معقولة، لا سيما اللحوم المطهية عند درجة حرارة عالية جدًا، إذ تحتوي على مواد كيميائية قد تسبب حدوث السرطان، كالأمينات الحلقية غير المتجانسة، وهي مجموعة من المواد التي تتشكل بكميات ملحوظة في بعض الأطعمة عند طهيها بشكل مبالغ فيه، كاللحوم والأسماك، والمصادر الحيوانية الأخرى للبروتينات، وتتشكل هذه المركبات بتعرض البروتينات الموجودة في هذه الأطعمة لدرجات حرارة عالية أثناء التحميص أو الشواء أو القلي أو الخَبز. تذكر بعض الدراسات إن تناول الأطعمة المحتوية على هذه المركبات يزيد خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، كسرطان القولون والثدي والبروستات.
بعيدًا عن موضوع المبالغة في طهي اللحوم، لا تزال العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء وحدوث السرطان غير واضحة.
لا يسبب تناول كمية معتدلة من لحم الخنزير المطهو باعتدال حدوث أي سرطان، ولابد من التركيز على الاعتدال في طهي لحم الخنزير وسائر أنواع اللحوم بطبيعة الحال، تجنبًا للتعرض للمواد المسرطنة كما ذكرنا. إذن فلحم الخنزير بحد ذاته لا يسبب السرطان، لكن تناول الكثير من اللحم المبالغ في طهيه قد يسبب ذلك.
المخاطر والتأثيرات السلبية
ما سبق لا يعني أن الضرر يحدث فقط عندما نبالغ في طهي لحم الخنزير، فاللحم النيئ خطر أيضًا، وتزداد خطورته على صحة الإنسان في البلدان النامية التي قد لا تراعي الشروط الصحية عند تحضير اللحوم، إذ يُحتمل إصابة الحيوان بالطفيليات التي تسبب أمراضًا في جسم الإنسان، ومن أبرزها:
الدودة الشريطية
شريطية الخنزير أو الشريطية الوحيدة (Taenia solium) دودة تتطفل على الأمعاء وتتكاثر داخلها، ويصل طولها في بعض الأحيان إلى ثلاثة أمتار. نادرًا ما يصاب الإنسان بمثل هذا الطفيلي في الدول المتقدمة، لكنه منتشر في مناطق كإفريقيا وآسيا وجنوب ووسط أميركا. تحدث الإصابة بهذه الدودة بسبب تناول لحم الخنزير المصاب بها نيئًا أو مطهوًا بشكل غير كاف. في معظم حالات الإصابة لا يشكو المصاب من شيء، لكن أحيانًا يُصاب بمرض «الكيسات المذنبة». يقدر أن 50 مليون إنسان يصاب بهذا المرض سنويًا. تكمن الخطورة في إمكانية إحداثه للصرع إذا ما تشكلت هذه الكيسات في الدماغ، فهو أحد أبرز أسباب الصرع حول العالم.
الديدان الأسطوانية الطفيلية
من أشهر الديدان الأسطوانية، عائلة الشعرينات (Trichinella) التي تصيب الإنسان بمرض الشعرينات، وهو مرض نادر الحدوث في الدول المتقدمة، وعادةً ما يحدث نتيجة تناول لحم خنزير مصاب دون طهي جيد. تصيب هذه الدودة عادةً الخنازير البرية وتلك التي تربى دون عناية، وتستوطن لحمه.
أعراض مرض الشعرينات غالبًا متوسطة الشدة محتملة تتراوح بين الإسهال والغثيان والشعور بألم أو حرقة في المعدة، قد لا يشكو المصاب من شيء على الإطلاق. وتزداد خطورة المرض حال إصابة المسنين، وقد يشعر الشخص بالتعب الشديد وآلام العضلات والحمى وتورم حول العينين، وقد يسبب الوفاة.
داء المقوسات
سببه الإصابة طفيلي يسمى المقوسة القندية (Toxoplasma gondii) وهو طفيلي مجهري، ينتشر في جميع أنحاء العالم، وتقدر بعض الدراسات أن ثلث البشر يحملونه في أجسامهم دون إصابتهم بالمرض.
أبرز طرق الإصابة بهذا الطفيلي في البلدان المتقدمة، تناول لحم الخنزير النيئ أو غير المطهو جيدًا.
عادةً، لا يشكو المصاب بهذا الطفيلي من أي أعراض، لكن في بعض الحالات قد تحدث أعراض متوسطة الشدة. تكمن خطورة المرض في حالتين: الجنين في أثناء الحمل، والأشخاص ضعيفي المناعة، فقد يكون في هذه الحالات قاتلًا.
رغم قلة إصابة الخنازير بمثل هذه الطفيليات في الدول المتقدمة، نتيجة اتباع قواعد الجودة والنظافة في المنشآت التي تربي الخنازير، يبقى الحذر واجبًا من تناول لحم الخنزير دون طهيه جيدًا.
الموازنة بين المنافع والأضرار المحتملة
- لحم الخنزير أكثر أنواع اللحوم انتشارًا حول العالم.
- لحم الخنزير غذاء غني بالبروتين والكثير من الفيتامينات والأملاح المعدنية.
- يحسن لحم الخنزير الأداء البدني للجسم ويساعد العضلات على النمو والترميم.
- يجب طهي لحم الخنزير بدرجة كافية، فتناوله نيئًا أو مطهوًا بشكل مبالغ فيه، يحمل خطورة الإصابة ببعض الأمراض.
- يحوي لحم الخنزير المطهو بشكل مبالغ فيه على مواد مسرطنة، بينما قد يحتوي اللحم النيئ على بعض الطفيليات الضارة.
الخلاصة: يمكن إدراج لحم الخنزير المطهو جيدًا وبكمية معتدلة ضمن حميتك الصحية دون قلق.
اقرأ أيضًا:
داء الكيسات المذنبة: الأسباب و الأعراض و التشخيص و العلاج
ما هي الدهون ؟ أنواع الدهون الحيوانية
ترجمة: محمد شبو
تدقيق: بدور مارديني