في عالم كثرت فيه الوجبات السريعة والمليئة بالسكر أصبح تسوس الأسنان مشكلةً خطيرةً، وعندما يظهر التسوس عند الشخص فإنه يخضع لإجراءات شنيعة عند استبدال المينا Enamel المفقود بمواد معدنية أو غيرها من الحشوات، أما الآن فقد كشف العلماء الستار عن تقنية لإعادة نمو مينا الأسنان ، ومن المؤمل أن يستخدم أطباء الأسنان هذه التقنية يومًا ما.
تُعد طبقة المينا الطبقة الخارجية الصلبة التي تغلف السن لحمايته من التسوس، وهي أكثر نسيج صلب نعرفه، مع العلم أن تناول السكر بشكل مفرط وعدم تنظيف الأسنان يمكنه أن يحفز تكوين اللوحيات السنية Plaque وستحرر البكتريا المصاحبة لها الحمض الذي يمكنه تدمير مينا الأسنان، وعند تضرر مينا الأسنان أو فقده فلا يمكننا استعادته وهذا ما يسبب ثغرةً في السن يتوجب على طبيب الأسنان حشوها.
المشكلة الوحيدة المتعلقة بالحشوات حاليًا هي أنها في بعض الأحيان قد تصبح رخوةً أو تسقط ولا بد من تبديلها، وبناءً على ذلك أراد الباحثون من جامعة China’s Zhejiang University وXiamen University القضاء على هذه المشكلة وغيرها من المشاكل التي تسببها الحشوات بواسطة تقنية تجعل طبقة المينا تعيد بناء نفسها، ولذلك صنعوا مادةً هلاميةً Gel تحتوي على مجموعة صغيرة من الكالسيوم والفوسفات وهما العنصران الرئيسيان في مينا الأسنان.
ولاختبار هذه المادة الهلامية، وضعها الباحثون على طبقة من هيدروكسيباتيت البلوري crystalline hydroxyapatite – مادة يشبه تركيبها مينا الأسنان – ووجدوا أن فوسفات الكالسيوم في المادة الهلامية انصهر على تلك الطبقة. استخدام المجموعات الصغيرة هو ما سهل من نجاح العملية، إذ حاول العلماء من قبل استخدام مجموعات أكبر إلا أن نجاحها كان محدود.
بعد ذلك، استخدم الباحثون أسنان البشر – كانت قد قُلعت مسبقًا – ووضعوا عليها ذلك الحمض لإتلافها ثم وضعوا المادة الهلامية عليها ووُضعت الأسنان في أجواء مماثلة لما في داخل فم الإنسان لما يقرب من 48 ساعة، وكانت المفاجأة بتكون طبقة رقيقة جدًا تشبه مينا الأسنان في صلابتها، وتمكن الباحثون من فحصها تحت الميكروسكوب ووجدوا أنها تحتوي على بنية بلورية مماثلة لمينا الأسنان، ولا بد من الإشارة إلى أن الطبقة كانت رقيقةً جدًا ولكن قال مؤلف الدراسة رويكانج تانج لـ New Scientist: «يمكن إعادة استعمال المادة الهلامية على السن مرارًا لتكوين طبقة أكثر سمكًا».
يناقش الباحثون الآن اختبار هذه المادة على الفئران أولًا ثم على البشر لاختبار إذا كانت آمنةً للاستخدام في الحياة العامة. ورغم كون هذه المادة الهلامية غير متاحة الآن وأمامنا طريق طويلة لتوفيرها، فإنها قد تُحدِث يومًا ما ثورةً في طريقة علاجنا لتسوس الأسنان وهذا ما سيلغي فكرة الحشوات.
وختم الباحثون بقولهم: «قد تتطور هذه العملية وتصبح علاجًا فعالًا لفقدان مينا الأسنان ونبدأ استخدامها في المعالجة السريرية».
اقرأ أيضًا:
ترجمة: رند عصام
تدقيق: محمد سعد السيد
مراجعة: نغم رابي