بتاريخ 22 نسيان من عام 2015 قام باحثون صينيون بتعديلٍ وراثي على أجنّة بشريّة ’’غير قابلة للحياة‘‘ لمحاولة تجنّب المخاوف الأخلاقيّة.
وحتّى الآن، نشر العلماء في الصين ثلاثة تقارير سابقة عن تعديل الأجنّة البشرية.
وفي 26 تموز 2017، قام الباحثون في بورتلاند بولاية أوريغون، لأوّل مرة بتعديل جنينٍ بشريٍّ في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويضيف هذا العمل إلى ما وعدتنا به تقنية كريسبر (CRISPR)، فهو يمثّل خطوة هامة نحو ولادة أوّل جنين بشريّ معدّل وراثيًا.
معظمنا يعرف ماذا يعني التعديل الجيني باستخدام تقنية كريسبر، أو على الأقل سمعنا بهذه التكنولوجيا الثوريّة التي تسمح لنا بتغيّير الحمض النوويّ DNA شيفرة مصدر الحياة نفسها.
يظهر شريط الفيديو حقن مواد التعديل الجيني الكيميائية في بيضة الإنسان في توقيتٍ قريبٍ من لحظة الإخصاب.
تمّ تصميم هذه التقنية لتصحيح الاضطراب الوراثي من الأب.
تمكّننا تقنية كريسبرمن حذف الجينات المسؤولة عن الأمراض الوراثية وإضافة جينات جديدة من أجل تحسين في مختلف الوظائف البيولوجية، أو حتّى تعديل الأجنّة البشريّة وراثيًا من أجل خلق فئة جديدة تمامًا من البشر الفائقة (Super Humans).
ولكن أوّلًا، لدينا الكثير من البحوث للقيام بها.
وهذا يقودنا إلى يومنا هذا.
حيث تمّ إصدار تقارير فقط من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) والتي تؤكّد أنّ أول محاولة لخلق أجنة بشرية معدّلة وراثيًا في الولايات المتحدة تمّ تنفيذها من قبل فريق من الباحثين في بورتلاند، أوريغون.
وقال الباحث جون وو (Jun Wu) الذي لعب دورًا في المشروع، وهو مساعد في معهد سالك (Salk Institute)، وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT): «حتّى الآن أعرف أنّ هذه ستكون أوّل دراسة ذُكِرت في الولايات المتحدة».
ووفقًا لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، قاد العمل الباحث شوخرات ميتاليبوف (Shoukhrat Mitalipov)، الذي قَدِم من جامعة أوريغون للصحة والعلوم (Oregon Health and Science University).
على الرغم من أنّ التفاصيل ضئيلة حول الموضوع، فإنّ مصادر مُطّلعة على العمل تؤكّد أنّ البحث ينطوي على تغيير الحمض النووي لأجنّة وحيدة الخلية باستخدام تقنية كريسبر لتعديل الجينات.
وإضافةً لذلك، يعتقد ميتاليبوف أنّه حطّم أرقام السجلات بطريقتين بارزتين:
- كسر الرقم القياسي بعدد الأجنة التي خضعت للاختبار.
- هو أوّل باحث يثبت بشكل قاطع أنّه من الممكن تصحيح الجينات المعيبة التي تسبب الأمراض الوراثية بأمان وكفاءة.
وهذا أمر جدير بالملاحظة لأنّه على الرغم من وجوده منذ عدة سنوات، لا تزال تقنية كريسبر أداة جديدة ويمكن أن تترتب عليها نتائج غير مقصودة.
حيث كشفت أعمال سابقة نشرت في مجلة ناتشر (Nature)، يمكن أن يؤدي كريسبر – كاس9 (CRISPER-Cas9) إلى طفرات غير مقصودة في الجينوم.
غير أنّ الباحثين استعرضوا في وقت لاحق العمل في مؤسسة أخرى وأثارت النتائج موضع الشك.
ويبقى أن نرى ما إذا كان سيتم تصحيح أو سحب الدراسة الأصلية.
ووجدت الأبحاث الصينيّة السابقة، وإن كانت محدودة النطاق، أنّ تقنية كريسبر تسبّبت في أخطاء في التعديل وأنّ تغييرات الحمض النووي المرغوبة لم تتناول جميع خلايا الجنين فقط.
في هذا الصدد، يجلب عمل ميتاليبوف لنا المزيد من الطرق لنفهم بالضبط كيف يعمل كريسبر في البشر، ويكشف لنا أنّه من الممكن تجنّب كل من التَزَيُّق أو الفُسَيْسَائية (التغييرات التي لا يتم تناولها فقط من قبل بعض خلايا الجنين، بل في مقابل لكل منهم) والتأثيرات غير المستهدفة.
من المهم أن نلاحظ أنّه لم يُسمَح لأي من الأجنة لكي تتطور لأكثر من بضعة أيام، وأنّ الفريق لم يكن لديه أي نية لزرعها في الرحم.
وتمثل هذه التجارب علامةً فارقةً على ما قد يُثبت أنّنا في رحلة لا مفر منها نحو ولادة أوّل جنين مُعدّل وراثيًا.
في الولايات المتحدة، تم حظر جميع الجهود للانتقال من تعديل الأجنة إلى ولادة طفل – جنين كامل – من قبل الكونغرس، والذي أضاف القول إلى وزارة الصحة والخدمات الإنسانية لتمويل مشروع قانون يمنع الموافقة على أيّ من هذه التجارب السريريّة.
ومع ذلك، فإن إمكانات تقنية كربسبر-كاس9 كتكنولوجيا تعديل الجينات لا يمكن إنكارها.
كما ذُكِرَ سابقًا، فقد شهدت نجاحًا في تطوير العلاجات الممكنة للسرطان وعلاج تلاسيميا بيتا وفي جعل الحيوانات مقاومة للأمراض وأظهرت أملًا في الاستغناء عن المضادات الحيوية تمامًا.
ويقول بعض النقّاد أنّ تجارب السلالة الجرثومية (germline) يمكن أن تفتح أبوابًا إلى عالمٍ جديدٍ بشجاعة من ’’الأطفال المصممين designer babies‘‘ المرسوم بتحسينات وراثية، وهو احتمالٌ يعارضه بشدة مجموعة من المنظمات الدينية ومجموعات المجتمع المدني وشركات التكنولوجيا الحيوية.
ووصفت منظمة الاستخبارات الأمريكية العام الماضي كريسبر بأنّه ’’سلاح دمار شامل‘‘.
- تدقيق: رؤى درخباني
- تحرير: طارق الشعر
- المصدر الأول
- المصدر الثاني
- المصدر الثالث