إذا كنت مستخدمًا نشطًا على الإنترنت ولست روبوتًا، من المؤكد أنك صادفت اختبار كابتشا الشهير، الذي يحدد ما إذا كُنت إنسانًا أم روبوتًا.
قد يبدو هذا الاختبار بسيطًا، لكنه يخفي وراءه تقنية معقدة ومثيرة للإهتمام. أساسًا، كابتشا هو إختصار لـ «اختبار تورنج العام التلقائي للتمييز بين الحواسيب والبشر»، يُقدَّم هذا الاختبار للمستخدمين طريقةً لتمييزهم عن الروبوتات.
على عكس اختبار تورنج التقليدي، الذي يقيّم فيه الإنسان ما إذا كان المتحدث إنسانًا أم روبوتًا، في كابتشا، يقوم الكمبيوتر بدور الحكم لتحديد إذا كان المتحدث إنسانًا حقيقيًا أم لا.
تتراوح الاختبارات في كابتشا بين المهام البسيطة مثل النقر على مربع لتأكيد أنك لست روبوتًا، إلى مهام أعقد مثل اختيار صور معينة من مجموعة. وراء هذه الأساليب البسيطة، تكمن آليات متطورة تحلل سلوك المستخدم للتمييز بين الإنسان والروبوت. هذا الاختبار ليس مجرد تحقق، بل هو نظام ذكي يدرس تفاعلات المستخدم ليقرر ما إذا كان سلوكه طبيعيًا وبشريًا. فكرة أن الكمبيوتر يُمكنه تحديد إنسانيتنا تُثير الدهشة، وتدفعنا للتفكير في مدى تطور التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي.
تتضمن اختبارات الكابتشا المعتادة التي تطلب منك النقر على مربع «أنا لستُ روبوتًا» تقنية متطورة تتجاوز مجرد النقر على الزر.
تراقب هذه الاختبارات سلوك المستخدم بدقة قبل النقر على الزر. مع أن تصميم روبوتات تستطيع النقر على الزر أمر ممكن، فإن تقليد السلوك البشري العفوي والطبيعي أكثر تحديًا.
توضح شركة الأمن السيبراني «كلاودفير» أن الاختبار يتبع حركة مؤشر الفأرة وهو يتحرك نحو المربع. الحركات البشرية، حتى تلك التي تبدو مباشرة وبسيطة، تحتوي على عناصر عشوائية دقيقة وتغيرات غير واعية تقريبًا، يصعب على الروبوتات تقليدها.
إذا كانت حركة المؤشر تتضمن هذه العشوائية، يَفترض الاختبار أن المستخدم هو إنسان حقيقي.
أيضًا، يمكن لاختبار كابتشا تقييم الكوكيز المخزنة في المتصفح وتاريخ تصفح الجهاز لتحديد كون المستخدم على الأرجح إنسانًا.
الكوكيز والتاريخ الحديث للتصفح يمثلان مؤشرات إضافية تساعد الكمبيوتر على تحديد ما إذا كان المستخدم إنسانًا أم روبوتًا. هذا النوع من التحليل الدقيق يجعل من الصعب على الروبوتات اجتياز هذه الاختبارات، ما يوفر حاجزًا إضافيًا من الأمان على الإنترنت.
في الواقع، عند النقر على ذلك الخيار، أنت لا تكمل فقط مهمة بسيطة، بل تسمح للموقع بفحص بياناتك وسلوكياتك ليحدد هوية مستخدمه.
لا يكتفي البرنامج برصد النقرة على الخيار، بل يدقق في كيفية تحرك الفأرة نحوه، ويتحقق من تاريخ التصفح الخاص بك. إذا كانت هذه السلوكيات تُشير إلى أنك إنسان، يُعتمد ذلك. حال وجود شكوك -مثل دقة مفرطة في حركة الفأرة أو تاريخ تصفح غير نمطي- يقدم البرنامج اختبارات إضافية للتحقق من إنسانيتك.
يضمن هذا النهج أن الاختبار لا يعتمد فقط على رد فعل واحد، بل يأخذ في الاعتبار نمط سلوك المستخدم بالكامل، ما يوفر تحليلًا أعمق وأدق لتحديد كون المستخدم إنسانًا أم روبوتًا. تعكس هذه التكنولوجيا المتقدمة كيف أن الأنظمة الإلكترونية أصبحت ذكية بما يكفي لفهم وتحليل سلوكياتنا الإنسانية.
اقرأ أيضًا:
هل الروبوت عاجز عن تخطي زر «أنا لست روبوتًا»؟ وكيف يعمل اختبار الكابتشا؟
شركة آبل تخطط لتخليص المستخدمين من اختبارات الكابتشا (CAPTCHA) المزعجة
ترجمة: محمد حسام
تدقيق: علي بلوه