التشابك الكمّي هو أحد النّظريات الأكثر غرابةً في ميكانيكا الكمّ. يتضمن التشابك الكمّي جسيمَين اثنين في حالات متعددة في آنٍ واحد. فمثلا من الممكن للجسيمين أن يدورا في إتجاه عقارب الساعة وعكسه في نفس الوقت، ولكن أيًا منهم لا يحمل يتواجد في حالة معينة إلا حين يتم قياسه، مما يجعل الجسيم الآخر يظهر في حالة موازية على الفور. هذا التشابك بين الجسيمين يظل موجودًا وفءي اللحظة، حتى لو كان كل منهما في نهاية الكون (على افتراض أن للكون نهاية). كيف يحدث هذا التواصل بهذه السرعة؟ كيف تنتقل المعلومة أسرع من الضوء؟
في بداية هذا العام اقترح فيزيائيون الحلّ فيما يُسمّى بالثقوب الدودية أو أنفاق الجاذبية -طرق مختصرة- التي تتكون حين يتم التفريق بين ثقبين أسودَين مترابطين كمّيًا، فتربط بينهما.
واليوم الباحثون بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، يتوصلون إلى أنه في حالة تكوين نظامَين مُعقَّدين من الكواركات (البروتونات والنيوترونات ولبنات المادة تتكون من 3 كواركات)، فإن هذا الثقب الدودي يتكون ليربط فيما بينهم بصورة تلقائية، وهذه النتائج تعزز من فكرة جديدة نسبيًا ومثيرة تدور حول أنّ قوانين الجاذبية والتي تحفظ ثبات الكون قد لا تكون جوهرية ولكن قد تنشأ من شيء آخر وهو التشابك الكمي الذى يتم بين ثقبين أسودين.
قام باحثو ماساشوستس بتوليد مجموعة من الكواركات باستخدام تأثير شوينجر — وهو مبدأ في نظرية الكم يمكّن من إنشاء جسيمات من “لا شيء” بتعبير أكثر دقة “الخلق المزدوج” (حيث يُسمح للجسميات أنّ تتواجد من الفراغ أو من حساء الجسيمات الانتقالي وتحت تأثير المجال الكهربي فان واحدا من هذه الجسميات من الممكن أن يوجد قبل أن يختفيا في الفراغ مرة آخر، وبمجرد تكونه فان هذه الجسيمات ستعتبر متشابكة كميًا).
حسب العمل الذى قام به فيزيائيو ماساشوستس فإن الكواركات المتشابكة تتشابك في أربعة أبعاد ممثلة للزمكان بخلاف الجاذبية والتي يعتقد أنها تنثني وتشكل الزمكان فإنها بهذا ستوجد في البعد الخامس، ولرؤية كيفية هروب الجاذبية في البعد الخامس من الكواركات المتشابكة في الأبعاد الأربعة، قام الباحثون بتطبيق فكرة الهولوجرام الثنائي وهو مفهوم في نظرية الأوتار يمثل كائن ثنائي الأبعاد يحتوى على جميع المعلومات اللازمة لتمثيل الشكل الثلاثي الأبعاد، وُجد أنّ الكواركات المتشابكة وهروب الجاذبية لربطهم معًا سيستلزم تكوّن الثقب الدودي.